ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين* إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم اللّه الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الخائنين.
الفلوجة، للّه در هذه المدينة الباسلة المجاهدة الصابرة، القوة الأعظم في العالم تحاصرها لأكثر من شهرين وتعد العدة لحربها وكأنها تعد العدة لمعركة من طراز خاص، وتهيىء مسرح الجريمة في ظل تعتيم إعلامي شديد لم تعهده حروب سابقة قط، ويستمر قصف يومي متواصل يحمل كتلا من النار والدمار والحقد والتعطش للانتقام من قبل الدولة الأعظم في العالم حاملة لواء الديمقراطية الأخرق ومدعية التحضر والمدنية، وهي التي تنشر الدمار والخراب والفوضى في العالم، بعد أن تربع على البيت الأبيض حفنة من الأشرار الموتورين الذين يسخرون كل خططهم وعملهم لخدمة الحركة الصهيونية، وها هي سنون أربع عجاف سيصلى أتونها أبناء جلدتنا من العرب والمسلمين بعد أن تربع بوش على عرش الدولة الأعظم لفترة رئاسية ثانية، فرحت بها اسرائيل فرحاً غامراً خصوصا بعد إن أصبحت رايس وزيرة لخارجية الإدارة الأمريكية مما يعني تنفيذ المخطط الصهيوني لمدياته الأبعد، في ظل خنوع واستسلام للأنظمة العربية لما يريد الثور الأمريكي الهائج. ما قدمته المقاومة العراقية الباسلة في الفلوجة خلال الأيام المنصرمة سيسطر في صفحات التاريخ المشرقة للعراقيين، وسيكون مناراً للشعوب التي ترفض الاحتلال وتصر على حقها في المقاومة، وتدفع في سبيل ذلك بالغالي والنفيس، ما حدث في الفلوجة ملحمة الجهاد والفداء إذ واجه المدنيون العزل والمقاومون بأسلحتهم البدائية وأجسادهم أعتى جيوش العالم التي لم تكتف بقصف الطائرات والصواريخ وكل الأسلحة الفتاكة التي تمتلكها، وإنما لجأت أيضا للأسلحة المحرمة فاستخدمت القنابل العنقودية لتحرق بها الناس، تنقل الصحف الأمريكية عن حال الهستيريا التي يعيشها جنودهم في الفلوجة حيث ذكرت إحدى الصحف ان قناصاً واحداً من المقاومين على سطح عمارة يكفي لأن يتخذ جيش الاحتلال قراراً بهدم البناية بأكملها، وها هي الأخبار تترى من هذه المدينة الصابرة لتتحدث عن عمق المأساة الإنسانية إذ تفتقد حتى الماء والدواء القليل الذي يداوى به المرضى والجرحى، وها هي قوافل الإغاثة تمنعها القوات الأمريكية من الوصول الى المدنيين العزل المنكوبين داخل هذه المدينة المجاهدة في عقاب جماعي ينم عن غطرسة وحقد دفين، ورغبة في الانتقام من قبل راعي البقر الأمريكي الذي مرغ أنفه في الوحل جهاد هذه المدينة، ورغم كل التعتيم الإعلامي الشديد ها هي الأخبار تتوالى عن جرائم يندى لها جبين