يتفق معظم المتابعين للشأن العراقي أن العراق سوف يكون خلال الساعات القليلة القادمة على موعد مع تنفيذ أخطر أهداف الاحتلال الامريكي البريطاني التي جرى رسمها منذ بداية العدوان والاحتلال والتخطيط لها وفق استراتيجية ما بات يعرف بأعادة صياغة منطقة " الشرق الأوسط الكبير " عندما تبدأ " الأنتخابات المزعزمة " التي تتم في ظل الاحتلال وترتيباته السياسية والقانونية، وعندما يساق العراقيون بكل أساليب الترهيب والترغيب للمشاركة في أختيار قوائم سرية ومجهولة الشخوص، وهي من بين الأسباب التي دفعت قطاعات واسعة من الشعب العراقي وقواه السياسية والدينية والعرقية ، في الداخل والخارج إلى مقاطعة هذه العملية التي قد جرى اعدادها لتكريس الاحتلال وخدمة أهدافه ، نقول عندما تبدأ هذه الساعات سيكون العراق قد وضع على محطة التجارب الأولى والحقيقية للاحتلال الأمريكي التي تستهدف التلاعب بوحدته الوطنية والسياسية وتفجير ساحته الوطنية بكل أنواع الصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية، سواء بين الشيعة والسنة أو بين العرب والأكراد أو بين القوميات والمذاهب الأخرى التي يتكون منها النسيج الاجتماعي والسياسي العراقي .
وهذه كلها أهداف تؤكد حقيقة مساعي وإصرار الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وأعوانها في داخل العراق وخارجه على إجراء مثل هذه الانتخابات بالرغم من تزايد حالات الفوضى وفقدان الأمن وتفاقم الاضطرابات السياسية والأمنية التي سببها الاحتلال بعد ضربه وتقويضه للدولة العراقية وإنهاء كل اجهزتها وإداراتها. كما أن الولايات المتحدة تسعى من وراء إضفاء الشرعية على غزوها للعراق وإيجاد حكومة موالية تقبل بتوقيع معاهدات عسكرية وأمنية واقتصادية، وتوافق على إقامة قواعد عسكرية دائمة في هذا البلد، وهو ما يعني في الحقيقة إحداث تغييرات شاملة وعميقة في موازين القوى السياسية والأمنية في المنطقة لصالح الكيان الصهيوني نظراً لما يمثله العراق من موقع استراتيجي في الصراع العربي الصهيوني بكل ما يتمتع به هذا القطر من مقومات بشرية وعسكرية وما يحتويه من ثروات نفطية هائلة، وما يحمله من عمق حضاري وتاريخي.
في ضوء القراءة الواقعية للوضع في العراق ، ومن منطلق مسؤوليتنا الوطنية والقومية في تحديد مواقفنا تجاه القضايا الكبرى للأمة سواء في العراق أو فلسطين ، وحيث تريد الولايات المتحدة اغراق الجميع في " المأزق العراقي " وفي الوحول السياسية والأمنية التي تزداد عمقاً وخطورة مع تصاعد المقاومة الشعبية المسلحة هناك، في ضوء كل ذلك نؤكد ما يلي :
أولاً : إن الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق لا يمكن أن يكتسب أية صفة شرعية، أخلاقية أو انسانية أو قانونية ، وبالتالي فإن الاحتلال وافرازاته وأدواته وكل إجراءاته السياسية وغيرها هي الأخرى غير شرعية وغير ديمقراطية وأن حاول الاحتلال إلباسها هذا الثوب كذباً وزوراً.
ثانياً : إن المقاومة الوطنية العراقية التي تستهدف الاحتلال والموجهة مباشرة إلى قواته وهيئاته العسكرية والسياسية هي مقاومة شرعية يفرضها الواجب الوطني وتقرها الشرائع السماوية والقوانين الدولية.
ثالثاً : لا يمكن فصل أو وقف ما يجرى في العراق على يد قوات الاحتلال عند حدود هذا البلد ولا يمكن تجنب التأثيرات السياسية والأمنية وانعكاساتها السلبية على حاضر ومستقبل دولنا، خاصة وأن " النموذج الأمريكي " في العراق الذي يراد تصديره لنا يقوم على أساس تخريب وتفتيت وحداتنا وهوياتنا الوطنية لصالح هويات طائفية وعرقية سوف تتطاير شظاياها لتصيب كل دول المنطقة بعد تفجرها في العراق ، كنتيجة حتمية للانتخابات المزعومة.
رابعاً : اننا نحذر من مغبة الوقوع في فخ الاحتلال الأمريكي المنصوب للجميع في أرض العراق، وضرورة رفض هذه الانتخابات التي تكرس الاحتلال، وضرورة عدم الاعتراف بنتائجها من منطلق عدم شرعيتها أولاً وبسبب رفض قطاعات واسعة من الشعب العراقي بمختلف توجهاته السياسية والمذهبية والقومية ، والتي هي بالأساس رافضة لأي شكل من أشكال التعاون مع الاحتلال .
خامساً : اننا نطالب الدول العربية كافة بضرورة مراجعة مواقفها من قضية الاحتلال الأمريكي للعراق ، ومن هذه الانتخابات المزعومة ، في ضوء المصالح العليا للأمة العربية والتجاوب مع تطلعات ورغبات شعوبها الرافضة للاحتلال والعدوان ، كما نطالب هذا الدول بضرورة إجراء اصلاحات حقيقية في أنظمتها السياسية بما يلبي طموحات الشعوب وحقها في المشاركة الفعلية في القرارات السياسية بعيداً عن أية ضغوط خارجية .
حفظ الله العراق وشعبه من كل سوء
عاش العراق حراً عربياً موحداً لكل العراقيين .
السبت 29 يناير 2005
جمعية التجمع القومي الديمقراطي
جمعيـة الوســط العربي الإسلامي
جمعيــة المنبـر الوطني الإسلامي