العروبة: الأفق الحضاري والفضاء الإنساني (٢)
الدكتور حسين علي يحيى
باحث تربوي وانثربولوجي
في هذا الجزء الثاني من أطروحة "العروبة: الأفق الحضاري والفضاء الإنساني" سيتناول البحث الاعتبار الثاني المتعلق بعلاقة العروبة بالإسلام؛ والتي تستثير حتمية التصدي لجملة من الإشكالات التي يراد من ورائها ابتداع نوع من الالتباسات المصطنعة لتشويه العلاقة العضوية بين الإسلام والعروبة، خاصة لدى أولئك الذين يبحثون في المتون التقليدية الجاهزة عن مبررات عداء متوهّم مستحكم؛ هو نقيض ما تأسست عليه العلاقة الجدلية بين العروبة والإسلام، وذلك على الضد مما يجب ان يكون عليه الفهم الموضوعي لطبيعة تلك العلاقة في أبعادها الفكرية والحضارية.
لقد بات مألوفا – ومن باب جلد الذات، إزاء واقع الأمة المتردي- لجوء نفر ممن كانوا يحسبون أنفسهم على العروبة إلى زمن غير بعيد- إلى إلصاق اعتوارات نكسات الأمة، وإسقاط تناقضات سلوك بعض مدعي النخبوية من المنتمين زورا إلى العروبة، على مستوى الفكر؛ أو انتقاص انتماء الهوية؛ حيث العروبة بزعم هذا النفر نقيضٌ عقائديٌ للإسلام، دينُا، ومكونًا أصيلا للهوية العربية !!
ومن عجب أن هذا النفر المتأسلم -وإمعانا في جلد ذواتهم- لا يجدون ضيرًا في تغنّي المسلم التركي مثلا بعثمانيّته، أو في تفاخر المسلم الإيراني بفارسيته، وكذا الأمر في اعتزاز المسلم الباكستاني أو الأفغاني مثلا بقوميته..بل قد يشارك بعض هذا النفر المتعصبين لقومياتهم من غير العرب في تفاخرهم بأعراقهم، والإشادة بمنجزات حضارتهم، فيما لا يتوانى هؤلاء ممن قد يصحّ تسميتهم "أعراب" العصر عن الإيغال في تًبخيس المنجز الحضاريً العربيّ الإسلامي لأمتهم العربية، والتمادي في الحطً من قيمته التاريخية والثقافية ؛ وذلك بفعل دوافع مذهبية أو اعتبارات حزبية ضيقة؛ تجعل من تبرؤ هذا النّفر العاق بعروبته طوق نجاة مفتعل لإنقاذه من لوثة كفرٍ مُدًعَاة؛ يستحقً عليها العروبيّون – من وجهة نظره- اللعن بجدارة (…) لا لشيء سوى جريرة توافقهم مع نقاء فطرة انتمائهم الحميم إلى أمتهم ووفائهم لتراثها الحضاري العظيم !!
وفي نظري؛ لا يبعد باطل ادعاءات هذا النفر العاقّ عن هرطقة بائسة تحضرني أصداء لكنتها الشعوبيّة على لسان (أبو الحسن بني صدر) أول رئيس للجمهورية الاسلامية الإيرانية في مطلع ثمانينيات القرن العشرين يتبجّح عنصريًا فيها بنعت العروبة زورًا بأنها "رديف للصهيونية" (…)
وعلى ديدن ما توارثه بعض الإسلامويين العرب من أطروحات زمن سيد قطب وأدبيات التيارات الإسلاموية الجاهزة، بات بعض دعاة الإسلام السياسيً من العرب يختزلون الانتماء للعروبة في حدود الرابطة اللسانية (الاستاتيكية) البحتة؛ التي لا تعدو فكرتها -من وجهة تنظيرهم- استحضارُا لعصبية جاهلية؛ متغافلين عن قصدٍ، ما يختزنه كنَف العروبة المعنويّ والماديً من روح انتماء حضاري إنسانيّ، اختص به الله عز وجلّ اللسان العربي لبيان سموّ معاني وحي قرآنه الكريم، الذي يحمل مكنون رحمة رسالة الإسلام الكونيًة الخاتمة السّمحاء، المرسلة بوساطة النبيً المصطفى محمد (ص) إلى الإنسانية جمعاء {وما أرسلناك إلا رحمـة للعالمين} مشفوعة بقوله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} حيث يرد ذكر كتاب الله العزيز ( القرآن الكريم) واسطة الوحي الإلهي أحدَ عشرَ مرّةً { وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا} مقترنا بسمات العقل، والحكم العربي، واللسان المبين، المستقيم المعنى( غير ذي عوج) وتصريف الوعيد، والعدل (إنذار الظالمين) وتصديق ما قبله، وبكونه هديُا للمؤمنين وشفاء لما في الصدور..فيما يرد وصف القرآن الكريم بـ(اللسان) سبع مرات عربيًا، ومُبِيّنا، وفصيحُا بنفي العجمة عن بيانه، ومنزلا بلسان قوم الرسول المصطفى(ص)ميسرً الذكر ومبشرُا للمتقين ومذكًرا ومنذرُا للمعاندين من قومه.
فالقران الكريم (لسان الوحي) بهذه المعاني والدلالات البيانية يتجاوز ادعاءات كون علاقته بالعرب مجرد رابطة لسانية محضة، إلى كونه مصدر ًا لتنزيل الذّكر؛ ومنهجُا ربانيّا للإبانة المفصحة عن جوهر الوحي العظيم، رسالةً، ومعانيَ، ومقاصدَ؛ اتصلت محمولاتها اللغوية بالمغزى الرّباني العظيم، المتمثل في وحي الرسالة العظيمة، الموكل بنبيها الخاتم استجلاء كنه معنى استخلاف أبينا آدم (ع) وذريته لإعمار كوكب الارض. منذ لحظة أمر الملائكة للسجود له.
لقد شكل العرب، المسلمون الأوائل الذين تنزًلت معاني الوحي الإلهي بلسانهم العربي المبين النّواة الصّلبة الأولى لروح الوحي { كُنتُم خير أمة أخرجت للنّاس} ومناط تحقيق تلك الخيرية وسموً غاياتها متمثلة في قوله تعالى: { تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} الذي بموجبه جاء الأمر الربانيً لأمةالقرآن في قوله تعالى:{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون}
إذ الاعتصام بحبل الله مناط تشكًل نواة وحدة الأمة التي استمدت العروبة بواسطتها كينونة رابطتها الوثيقة بفضل نعمة الإسلام الذي برسالته المحمدية تبلور جوهر روحها.. {إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} مستوعبة (الحبشي بلال) الذي يحفظ تاريخ الاسلام أصداء عروبة لسانه وهو يصدح بفصيح الأذان نداء للصلاة، و(الرومي صهيب)، و(الفارسي سلمان) الذي حضي بشرف انتمائه الإسلامي لـ"المُحمًدية" لقبُا، وبإلحاق الرسول (ص) إياه بأهل بيته نسبًا ؛ " سلمان منّا أهل البيت"!
هذا هو جوهر علاقة الاسلام الحنيف بروح العروبة التي غادرت بفضل رسالة الاسلام العظيم الكثير من اعتوارات جاهليًات بعض قومها، لتنفتح لسانا طلقا وعقلا مبدعا واعيًا، ونقاء وجدان، على قيم السماء الغراء، منجزة متطلبات نشر مشروع الإسلام الحضاريً، الكونيً فكرًا مؤمنًا، متأملا في ملكوت السماوات والأرض، وتدوينًا عالِما عامِلاً في سبيل الارتقاء الحضاري الإنساني الكونيً على أرض هذا الكوكب حتى يرث الله الارض ومن عليها.
إن العروبة الحقّة تقف اليوم في خندق الصف الاول بين أحرار العالم المتطلع الى الحرية والكرامة الإنسانية، في مجابهة غطرسة مشروع طغيان إبليس العصر؛ الذي باتت الصهيونية، ومن ورائها قوى الاستكبار العالمي، من أبرز مصاديقه؛ حيث تمثُل القضية الفلسطينية مركزية صراع الأمتين العربية والإسلامية، التي بات يلتف حولها العديد من الحركات والشخصيات ذات الضمير الإنساني، في جميع قارات الارض، لمواجهة أباطيل المشروع (الصهيو – أمريكيً) المتغول على حساب شعبنا العربي وبقية الشعوب الإسلامية، متدثرا بزيف جغرافية مُتأسرلة، متوهًمة تمتد حسب زعم منظًريها من الفرات النيل، تعتاش على انتهاك حرمات مقدسات الأمة، والعمل الدؤوب على تزييف وعيها، والنيل من إرادة الاحرار من إبنائها؛ متنطعة بزيف دعاوى تطبيعٍ، يتمً الترويج له زورا بمسوح ادعاءات من مثل الشريعة الإبراهيمية، وغيرها.. والذي كشفت زيفه الفاقع مجازر الاحتلال الغاشم الأخيرة في غزة ، وفي مواجهات الدفاع عن المسجد الأقصى والشيخ جرّاح، وكافة أراضي فلسطيننا المغتصبة؛ مما أسقط كلً المسوغات التجميلية لتلك الدعاوى، التي تستهدف استلاب عدالة قضية الأمة والنًيل من مبدئية الدفاع المشروع عن حقها.
ولعل أبرز ما كشفته المواجهات الأخيرة مع عدونا الصهيوني في ساحات أرضنا المحتلة كان افتضاح مدى خيبة ادعاءات بعض منظري الإسلام السياسيً، ممن تّسِمِ بؤس فتاواهم العروبة زورا بالكفر وبهتان الخروج على ملة الإسلام! جنبا إلى جنب مع بعض مدعي العلمانية والليبرالية، حيث مارست الأبواق الإعلامية المأجورة لمُرجفي كلا الطرفين مدى خيانة النًكوص الممنهج عن قضية الأمة المركزية، سواءُ باقتراف هؤلاء وأولئك جريمة الصمت المريب، أو بتمادي هؤلاء المرجفين باقتراف جريمة توهين إرادة صمود الشعب الفلسطيني والأمة؛ باصطفاف فاجر، وبلا حياء إلى في الترويج لما اقترفته الآلة التدميرية الصهيونية الغاشمة، التماسًا لمبررات وقاحة خيانتهم، التي يتبرأ منها كافة الأديان والأعراف الانسانية، وكل ضمير منصف حر.
وبالمقابل يلفتنا -على امتداد بعض ساحات أقطار العروبة والإسلام وفي جميع محطات الأمة الحرجة -استحضار بعض النخب الإسلامية الأصيلة لتجليّات روح عروبتهم المتجذرة، قيمُا وأخلاقًا ومثل تضحية وفداء؛ متمثًلين إشراقات قول النبي محمد المصطفى (ص) :"إنما بعثت لأتمًم مكارم الأخلاق" وما يحفل به مأثور مضمون الدعاء المتواتر في وصف مقام نسب الرسول الخاتم(ص) :" اللهّمَ بذمة الإسلام أتوسل إليك، وبحرمة القرآن أعتمد عليك، وبحب النبي الأمي القرشيّ الهاشميّ (العَـرَبيّ التُّهاميّ) المكيّ المدني أرجو الزلفة لديك" !!
دون ان يفوت هذه النخب، وهم يواجهون الردّة تلو الردة والنّكوص تلو النكوص الماثل في زمانهم هذا من بعض المنتسبين لأمة العرب؛ استحضار مواقف جليًة في حياة الامة، يحفظها التاريخ من مثل استصراخ الإمام الحسين(ع) في معركة الفداء بأرض كربلاء انعدام الضمير لدى معسكر أعدائه من (علوج الكوفة) يوم عاشوراء .. موبخًا إياهم بأقدع القول " ويلٰـكم.. !! إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون يوم المعاد، فكونوا أحرارًا في دنياكم هذه، و( ارجعوا إلى أحسـابكم إن كنتم عـرباً )كما تزعـمون!!" (تاريخ الأُمم والملوك 4 / 344، البداية والنهاية 8 / 203) في إشارة تاريخية لافتة إلى أنَّ الانتساب للعروبة ليس مما يُعيًر به العربي؛ بقدر ما يكون مجافاة قيم العروبة وأعرافها الأصيلة نقيصة وعارًا، يقدح في حسب العربيً ونَسبه!!
فلا غرابة في أن يصدح هذا الطراز من النًخب الإسلامية (الفكرية والحركية والشّعبيًة) المنتمية بحقّ إلى سماحة دينها وأصالة عروبتها؛ بإهداء ما يتراكم من إنجازاتهم الفكرية والميدانية في معركة وجود الأمة المصيري مع العدو الصهيوني؛ إلى العروبة؛ بوصفها انتصارات لقيم الامة. ثقافيُا وتقنيُا وحضاريُا. وبالمقابل اعتبار هذه النخب أيً انكفاء وخذلان لقضية الأمة المركزية يعدّ من وجهة نظرهم خيانة صريحة لإسلام الأمة وعروبتها.
وانطلاقا من كل ما اوردته هذه الاطروحة فإن العروبة ليست عقيدة دينية؛ عدا عن أن الانتماء اليها لا يمثل كفرُا، بل لا يمكن للعروبة الحقة بأية حال أن تتموضع في موضع الحياد بين الإلحاد والايمان.. إذ إن من ألزم شروط العروبة كما تفهمها هذه الأطروحة؛ أنها تستمد حقيقة معناها من جوهر روح الإسلام، الذي بنقاء مبادئه وأحكامه وتشريعاته تنفس صفاء هواء إنسانيتها، غير المتعالية على غيرها من الانتماءات القومية والعرقية، عدا عن كونها – بفعل ما تشربته من روح كونية رسالة الاسلام وسماحته – لا يمكن إلا أن تكون حاضنة حضارية وثقافية جامعة؛ تكتنف برحابة إنسانيتها أطياف كل من يستضلون بفيء خيمتها، بتنوع انتماءاتهم العرقية والدينية والثقافية. وهو ما أثبتته العديد من نماذج تعايش ابناء العروبة الإنساني مع نظرائهم من مختلف الأقوام والأعراق والأديان، على امتداد رقعة جغرافيا أرض العروبة، في حقب تاريخ ماضيها المجيد وحاضرها المعاصر، بمن فيهم الأقليات اليهودية في فلسطين العروبة، قبل طامة الاحتلال الاستعماريً البريطانيّ – الصهيونيّ الغاشم!
إن هذه الأطروحة ووفق هذا الفهم الأصيل للعروبة؛ ترى أنه لا يمكن لنهج العروبة أن يستقيم دون تحقق هذا الشرط الإنسانيً، الذي يمنح رسالة العروبة كنه جوهرها الحضاريّ الأرحب المستمد من سمو تعاليم السماء وسماحة تشريعاتها..
ثالثا-اعتبارات العروبة بين الأصالة والمعاصرة
إن مفهوم العروبة الإنساني -الذي تتخذ منه هذه الأطروحة موضوعتها- إذا ما أريد له المحافظة على زحم ديمومة فاعليته وديناميته؛ يتطلب السعي الممنهج إلى اجتراح مشروع حضاريّ (تربوي – اجتماعي) يشتغل على تربية وعي أبناء الأمة وأجيالها الصاعدة على تمثًل روح امتدادهم الحضاريّ، المتصل بعمق تراث أمتهم العريق، الذي أسهم في بناء صرحه، عبر عصور التاريخ والجغرافيا العربية، كلٌّ من العربي وغير العربي، المسلم وغير المسلم، جنبُا إلى جنب. وهو في نظري ما يتوجب على النخب العروبية أن تعول على تمثًلٌه في استحضار أولويات غايات تدشين مشروعها التجديديً المعاصر؛ مستشرفة آفاق مستقبل أبنائها الواعد..سعيُا إلى تحقيق تربية عروبية أصيلة تستمدً من روح الإسلام قيم تحمل مسؤولية تهيئة لأجيال الصاعدة، لمواجهة واقع أمتهم المتخلف، بفعل تفشي العصبيات الاثنية والمذهبية البغيضة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
إن من مقتضيات النهوض بمفهوم العروبة والارتقاء بفاعليته، عقيدة إيمانية واعية ومنفتحة، وهويةُ أصيلةُ، وانتماءً كونيًا معاصرا، يكمن في تربية الأجيال الناشئة على اكتساب منظومات الكفايات المعرفية والتقنية المعقدة اللازمة لإحراز درايات العصر وإتقان مهاراته، ووعي بنية المنظومات القيمية الاجتماعية والعلمية المتحكمة في توجيه خبراته..
إنً ترسيخ منهج تربوي تعليمي تثقيفي ملهم للأجيال العربية في حاضرها ومستقبلها، لا بد أن ينبني على تلمًس أسس التعامل الإبداعي مع تقنيات العصر، ووعي اتجاهات مواكبة مُتطلّبات الانخراط في صناعة المتغيرات الكونية المتسارعة، والتحمل المسؤول لتبعات إدارة عواصف هذه المتغيرات وامتلاك معطيات تقويمها ومهارات التخطيط الواعي للتحكم في مخرجاتها .
وهو ما تنطلق منه هذه الأطروحة المتواضعة في النظر إلى (أن من يمسك بالحاضر يملك زمام المستقبل) إذا أريد للأمة العربية كسب رهان الاستثمار الخلاق من خلا صناعة جيل عروبي مسلح معرفيا وتقنيا وثقافيا، عماده وعي روح العصر، وأمانة تحمل مسئولياته الأخلاقية وطنيا وقوميُا، محلقُا بجناحي الثقة والتفاؤل في رحاب أفق الفضاء الكوني المتسع لكافة الرؤى والأفكار، والتطلعات المشروعة؛ بحثُا عن مكان لائق لأمته تحت الشمس.