في ذكرى يوم الأرض
التجمع القومي يجدد رفضه لكافة أشكال التطبيع ووقوفه إلى جانب الحق الفلسطيني في هذا اليوم
ي هذا اليوم الثلاثين من مارس تهل علينا الذكرى الخامسة والأربعين ليوم الأرض الفلسطيني الذي فجر فيه الشعب العربي الفلسطيني انتفاضته البطولية والخالدة في وجه العدو الصهيوني المحتل عام 1976 جاعلاً من هذا اليوم يوماً تاريخياً وبطولياً في حياة فلسطين والأمة العربية، كما أن هذا اليوم صار عنواناً لرفض وإدانة مواقف الدول والقوى الاستعمارية الكبرى الداعمة للاحتلال ولمواقف الصمت والتخاذل من جانب الأنظمة والحكومات العربية التي تخلت عن التزاماتها القومية تجاه القضية الفلسطينية.
والتجمع القومي إذ يحي نضالات وتضحيات شعبنا العربي المناضل في فلسطين في هذا اليوم الخالد، فقد بات من الواضح تزايد الأخطار والمخططات الإقليمية والدولية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها موجة التطبيع العربي الرسمي مع الكيان الصهيوني في إطار ما بات يعرف بصفقة القرن، والتي مهدت لها الولايات المتحدة بنقل سفارتها للقدس الشريف باعتبارها عاصمة الكيان، وتلاها سلسلة من الخطوات الهادفة للقضاء على حقوق الشعب الفلسطيني تحت دعاوى استمالة الكيان للسلام، بينما تكشف نتائج الانتخابات الصهيونية الأخيرة تمسك الصهاينة بدهاقنة تصفية القضية الفلسطينية، الذين لا يزالون سادرين في تنفيذ مخططات نشر الاستيطان في كل بقعة من بقاع فلسطين، فكما الضفة والقدس مستهدفة فان الجليل والمثلث والنقب ومدن حيفا ويافا والرملة واللد مستهدفة ايضا، فشعار العدو هو التطهير العرقي عبر قانون ارض اكثر وعرب اقل، وليست أي وسيلة من وسائل هذا التطهير مستثناة من هذا الفكر الاجرامي.
كل ذلك يجري وسط تراجع ملحوظ حتى في الحد الأدنى من المواقف العربية الرسمية تجاه التضامن مع القضية الفلسطينية، بل وولوجها دهاليز التطبيع معه عبر كافة الأشكال، ووقوع العديد من أقطار الأمة في دائرة الصراعات الداخلية والمؤامرات الخارجية التي تستهدف تمزيقها والتفريط في وحدة ترابها، لا سيما بعد احتلال العراق الذي تمر ذكراه المشؤمة هذه الأيام، والذي أريد له أن يكون مدخلا لتفتيت قوى الأمة المتصدية لتلك المخططات.
إن التجمع القومي إذ يجدد في هذه المناسبة دعمه الكامل والمطلق للشعب العربي الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني وما يتعرض له من جرائم قتل وترويع وتهجير ويؤكد على حق هذا الشعب في الدفاع عن أرضه وكيانه والتمسك بأرضه وبهويته الوطنية والقومية وتعزيز إرادة التحرر والاستقلال وكسر إرادة المحتلين الصهاينة، ويطالب بضرورة تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم ١٩٤ الذي ينص على حق العودة للاجئين الفلسطينيين والتعويض عليهم، كذلك على حق ومشروعية مقاومة الاحتلال بكل السبل والوسائل المتاحة، فأنه يطالب الفصائل الفلسطينية التي أثمرت حواراتها الأخيرة في القاهرة عن خوض الانتخابات التشريعية والرئاسية وتجديد مؤسسات الشرعية الفلسطينية، إلى توحيد صفوفها على قاعدة برنامج وطني تحرري مقاوم يستهدف تحرير كامل الأرض المغتصبة.
كما يدعو كل القوى الوطنية والقومية والإسلامية وكل القوى والمنظمات الجماهيرية في كل ساحات الوطن العربي، والشرفاء والأحرار في العالم الى ضرورة الوقوف مع الشعب الفلسطيني وتقديم العون والمساندة له من أجل نصرة قضيته العادلة، والتصدي لكل مشاريع التسوية المذلة ورفض كل أشكال التطبيع مع هذا العدو الصهيوني المغتصب.
المجد والخلود لشهداء فلسطين والأمة العربية
التجمع القومي
المنامة – 30 مارس 2021