التجمع القومي
اعتراف ترامب بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان انتهاك صارخ للشرعية الدولية
يواصل الرئيس الأمريكي ترامب اتخاذ المواقف المعادية لمصالح الأمة العربية. فبعد نقل سفارته إلى القدس الشريف واعترافه بها كعاصمة ل "إسرائيل"، ها هو يعلن عن اعترافه بسيادتها أيضا على الجولان المحتل منذ العام 1967.
إن هذا الموقف الأخير جاء ليؤكد وبما لا يدع مجالا للشك حقيقة الموقف الأميركي القديم- الجديد الداعم بالمطلق لكيان العدو، بل ويقدم أيضاً دليلاً جديداً على عدم التزام الولايات المتحدة بالشرعية الدولية ومواثيقها وقراراتها التي تؤكد على احتلال الجولان من قبل الكيان الصهيوني. كما تقدم الولايات المتحدة لهذا الكيان كافة وسائل الدعم السياسي والمادي والعسكري والاقتصادي، والحؤول دون صدور قرارات دولية بإدانته على عدوانه وإجراءاته القمعية وإغراق الأرض المحتلة بالمستوطنات، ووقف تمويل ( الانروا)، واعتداءاته وجرائمه العسكرية المتكررة على المدنيين، وأخرها عدوانه العسكري الصارخ على غزة يوم أمس.
إن هذا الإعلان الأميركي الذي يذكرنا بوعد بلفور الذي جرى التأسيس عليه لإقامة كيان استعماري استيطاني على ارض فلسطين، هو تأكيد جديد بأن المشروع الصهيوني لا يكتفي بإغتصاب فلسطين وحسب، بل هو مشروع يرمي إلى إقامة (إسرائيل) الكبرى مابين الفرات والنيل وبدعم وتأييد من النظام الاستعماري والذي يستقر اليوم في ما تجسده الولايات المتحدة من قوة تأثير في السياسة الدولية . ولهذا جاء هذا الإعلان في الوقت الذي يتم فيه الترويج لما يسمى بصفقة القرن والتي تعمل على تمريرها مستفيدة من الواقع العربي المنشغل في صراعات حادة وتهافت النظام الرسمي على التطبيع مع العدو.
إن التجمع القومي وهو يدين الموقف الأميركي حيال الجولان المحتل والذي يتناقض مع قرار مجلس الأمن الدولي عام١٩٨١ الذي قضى بعدم شرعية القرار الصهيوني بضم الجولان وتطبيق القانون الصهيوني عليه ، يطالب فصائل المقاومة الفلسطينية بتجاوز خلافاتها والاتفاق على برنامج نضالي وكفاحي يقف بوجه الاستهتار الصهيوني والأمريكي ويرسم خارطة طريق نحو تحرير كامل التراب الفلسطيني. كما يدعو الأنظمة العربية لمغادرة مواقفها المتخاذلة والخجولة تجاه نصرة القضية الفلسطينية ووضع كامل ثقلها لمصلحة وقف التغول الصهيوني الأمريكي.
كما يدعو التجمع القومي أبناء الشعب العربي وقواه السياسية والمدنية كافة بتصعيد كافة أشكال تضامنها ووقوفها إلى جانب الحق التاريخي الفلسطيني والعربي في تحرير كامل الأراضي العربية المحتلة من قبل الكيان والتصدي لكافة أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي والرياضي معه.
التجمع القومي
المنامة
26 مارس 2019