تمر علينا هذه الأيام ذكرى عاشوراء يوم استشهاد الإمام الحسين (ع) في معركة كربلاء الخالدة، حيث تحي الأمتين العربية والإسلامية ومعهما كل أحرار العالم هذه المناسبة التي جسدت كل معاني البطولة والتضحية.
ويحي أبناء شعبنا بكل أطيافه ومكوناته الاجتماعية ذكرى هذه المناسبة ويقفون لقراءة صفحاتها المليئة بالقيم النبيلة والمبادئ الإنسانية الرفيعة واستحضار الدروس والعبر التي تتجاوز الزمان والمكان إلى حيث يكون للإنسانية وجود ، والى حيث تكون الضمائر والعقول قادرة على فهم واستيعاب دروس هذه الواقعة الخالدة.
والتجمع القومي الديمقراطي إذ يشارك شعبنا في أحياء هذه المناسبة العظيمة ، وإذ يعزي كافة أحرار العالم بذكرى استشهاد الأمام الحسين (ع) فأننا في هذه المناسبة الجليلة نجدد دعوتنا إلى أبناء شعبنا إلى التكاتف والتوحد من أجل حماية وحدتنا الوطنية والدفاع عنها بكل السبل والترفع عن كل أسباب التنافر والانقسام ، كما ندعو كافة القوى السياسية والمجتمعية إلى تحمل مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية في حماية وتقوية وطننا من خلال التمسك بأسس الإصلاح والتغيير السلمي وبناء دولة القانون والعدل، والقادرة على مواجهة كل مظاهر الفقر والفساد والتمييز والطائفية إضافة الى إصلاح منظومة التعليم والأعلام والثقافة.
كما نطالب الجهات المسئولة بتحمل مسئولياتها بضرورة تعقب كل مكامن التحريض على الكراهية التي تمارسها قوى الفتنة والساعية إلى تأجيج نيران الأحقاد الطائفية وتهديد السلم الاجتماعي والوطني. كما يؤكد التجمع القومي في هذه المناسبة إن سحب الجنسيات وابعاد المواطنين ومصادرة الحريات، وإغلاق الجمعيات، ومنع المسيرات السلمية والمشروعة ومحاصرة القرى لن تسهم إلا في تعقيد الأزمة السياسية وإطالة أمدها، في وقت نحن أحوج إليه للخروج من هذه الأزمة ومواجهة الأوضاع المعيشية والاقتصادية والسياسية المتردية وتهديدات القوى الإقليمية الطامعة.
لذلك، فأننا نجدد دعوتنا لفتح صفحة جديدة للحوار الوطني الشامل والجاد من أجل الوصول الى حل سياسي وتوافق وطني ينهي حالة الجمود ويضع وطننا على طريق الاستقرار والأمان، وبما يستجيب لمطالب شعبنا في الحرية والعدالة الديمقراطية وبناء دولة المواطنة التي تلبي حقوق وطموحات الجميع دون تعدي أو إقصاء أو تهميش لأي مكون من مكونات مجتمعنا ووطننا العزيز .
التجمع القومي الديمقراطي
11 أكتوبر 2016