عقدت الأمانة العامة للتجمع القومي الديمقراطي اجتماعها الاعتيادي مساء يوم الأحد الموافق 14 أغسطس 2016، وقد تمت مناقشة أخر التطورات السياسية على المستوى الوطني والتطرق أيضاً إلى الأحداث على الساحتين العربية والإقليمية.
على المستوى الوطني ناقشت الأمانة العامة أخر التطورات والمستجدات السياسية والأمنية في البلاد ، والوقوف أمام المشهد السياسي والاجتماعي العام ،وفي هذا الإطار يرى التجمع القومي أن الأوضاع في البلاد تزداد تأزماً واحتقانا مع استمرار الأزمة السياسية والدستورية دون أفق سياسي واضح ومع غياب أي توجه رسمي للحلول السياسية وفي ظل أجواء مشحونة بالتحريض على الكراهية والإقصاء ، ومحاولات مستميتة لإشعال نار العصبيات الطائفية ،وهو ما يشكل خطورة كبيرة ومؤكدة على وحدة نسيجنا الوطني وتهديداً لوحدتنا الوطنية خاصة مع تفاقم الأوضاع الإقليمية الراهنة حيث الصراعات الأهلية والحروب المشتعلة في المنطقة وما يمكن أن تحمله من ارتدادات على واقعنا الاجتماعي والسياسي والأمني لا قدر الله.
من هنا فأننا ندعو إلى ضرورة أن يتخطى وطننا ومجتمعنا كل هذه التحديات والمصاعب ، والتخلص من الحالة المأزومة والمقلقة الراهنة ،وتهيئة السبل أمام الانتقال إلى خيار الحوار والتوافق والاستقرار الوطني وبما يؤمن المصلحة الوطنية الشاملة .
كما يجدد التجمع القومي دعوته إلى فتح مسار للحوار الوطني الحقيقي والقادر على ايصال كل الأطراف إلى محطة الحلول السياسية الوطنية التوافقية والتعاطي مع هذا الخيار الذي لا مناص منه كضرورة وطنية واجتماعية وإنسانية، وبدون أدني شك أن مثل هذا الخيار يحتاج إلى اراده سياسية ونوايا صادقة يمكن ترجمتها إلى خطوات ايجابية لتبريد الساحة والدفع بها في اتجاه التهدئة السياسية والإعلامية وأشاعه أجواء الثقة والأمل ووضع بلدنا على سكة الأمان والاستقرار وتحصين وضعنا الداخلي في وجه كل المخاطر والتحديات الداخلية والخارجية.
وهذه يستدعي أولاً الكف عن محاولات محاصرة العمل السياسي وافراغه من محتواه عبر تضيق الخناق على الجمعيات السياسية وأيضاً وقف حالة التصعيد الأمني المتمثلة في محاصرة بعض المناطق ومعاقبة السكان بصورة جماعية دون أي مسوغ وكذلك وقف ملاحقة بعض الناشطين السياسيين والحقوقيين وغيرهم من المواطنين واستدعاتهم للتحقيق واحالتهم للنيابة العامة.
وإذ يعبر التجمع القومي عن قلقه البالغ جراء هذه الأوضاع، فأنه يدعو كافة القوى السياسية والمجتمعية إلى وحدة الصف والتكاتف في التغلب على كل الصعوبات التي يواجهها وطننا في الوقت الراهن، والتمسك بروح الأخوة والتسامح واحترام الأخر والمضي في بناء تجربتنا السياسية والديمقراطية غي أطارها السلمي والحضاري بعيداً عن كل أشكال العنف والتطرف والغلو ورفض كل أشكال التدخلات الخارجية في شؤوننا الداخلية.
وفي ذات السياق الوطني يطالب التجمع القومي الجهات الحكومية الرسمية بمعالجة الملفات والقضايا الوطنية والسياسية والاجتماعية والمعاشية التي تمس حياة ومستقبل المواطنين بروح من المسؤولية الوطنية وتحقيق العدالة الاجتماعية التي تحفظ الحقوق وتصون الكرامة الإنسانية.
وفي هذا الصدد تبرز مسالة البعثات التعليمية كأحدي القضايا التي تزيد من حالة الاحتقان والتجاذب في الوقت الحاضر والتي تطل برأسها في كل عام مع تكرار شكاوى الطلبة المتفوقين وأولياء أمورهم في غياب الشفافية والعدالة في توزيع هذه البعثات وتفاقم الشعور بالغبن والظلم نظرا لحرمان هؤلاء الطلبة من الحصول على رغباتهم الأساسية والتعدي على حقوقهم التي كفلها لهم القانون والدستور وغياب مبدأ تكافؤ الفرص، ولذلك فأننا ندعو إلى اعتماد معايير الشفافية والمساواة في وضع خطة وتوزيع البعثات بما يتماشى مع حقوق الطلبة وجهوهم واحترام اختياراتهم في اطار المنافسة الشريفة والعادلة وهو ما يستدعي إلغاء آلية ما يسمى " بالمقابلة الشخصية" التي تمثل اختلالا واضحاً في مبدأ العدالة وانتقاصا لجهود الطلبة المتفوقين.
وعلى صعيد آخر، فقد أستتذكر التجمع القومي ذكرى استقلال بلدنا العزيز الذي يصادف يوم 14 أغسطس 1970، وهو اليوم الذي رحل فيه المستعمر بفضل إرادة شعبنا التي توحدت وقررت مصير وطننا وعلى صخرتها تكسرت كل دعوات الفرقة والانقسام.
والتجمع القومي في الذكرى الخامسة والأربعون لهذه المناسبة العزيزة التي ترسخت في وعينا الوطني ووجداننا الجمعي، يجدد وقفة الاعتزاز والإجلال لكل المناضلين الذين هبو صفاً واحداً للمطالبة باستقلال الوطن والدفاع عن عروبته وعن عزته وكرامته.
ففي هذه اليوم صدر القرار التاريخي عن هيئة الأمم المتحدة مترجماً ملحمة وارادة شعب البحرين بكل أطيافه ومكوناته وإعلان عروبة واستقلال وسيادة وطننا العزيز وكانت تلك الوقفة قد أسقطت والى الأبد كل المطالبات المعادية وغير المشروعة والطامعة في البحرين، مجددين في هذا الصدد موقفنا المبدئي والدائم في رفض كافة التدخلات الخارجية في شئون البحرين أي كان مصدرها، ومتمسكين بوطنية الحل السياسي والتوافقي لكافة الأزمات الراهنة التي يشهدنا بلدنا.
التجمع القومي الديمقراطي 17 أغسطس 2016