معن بشور
“لا توجد أفران غازً هنا، ولكن القتل لا يتم فقط من خلال أفران الغاز…. هناك أشياء تم فعلها من الجانب الإسرائيلي تحمل نفس أعمال النازي اوشفيتز. إنها أمور لا تغتفر يتعرض لها الشعب الفلسطيني” بهذه الكلمات لخص خوسيو ساراماغو رئيس البرلمان البرتغالي السابق ما جرى في مخيم جنين من الأيام العشرة الأولى من شهر نيسان/ابريل 2002 حيث شاهد مع فريق من الشخصيات الدولية المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في المخيم – الأسطورة الذي شهد بدوره واحدة من أروع ملاحم الشعب الفلسطيني بوجه الاحتلال.
واليوم، وبعد 14 عاماً على تلك المجزرة – الملحمة، التي كانت الأولى من نوعها وحجمها وعدد شهدائها في الضفة الغربية، نشعر إن روح جنين تنبعث حيّة في شباب الانتفاضة المستمرة منذ ستة أشهر، وفي هذا الإصرار الفلسطيني الرائع على مواجهة الاحتلال حتى دحره…
من هنا كان اختيارنا لنيسان، شهر المجازر والمعارك والاغتيالات الصهيونية في فلسطين وخارجها موعداً لمنتدانا العربي الدولي الثاني من اجل العدالة لفلسطين الذي سينعقد في تونس يومي 22 و23 نيسان/ابريل 2016 كي لا تمرّ جرائم العدو المستمرة دون عقاب…
من قال إن “يوم الأرض” في فلسطين هو يوم واحد… إنه كل يوم يروي فيه أبطال فلسطين أرضهم بدمائهم، ويرسم فيه أطفال فلسطين بالعزم والتصميم أحلامهم، وترابط فيه نساء فلسطين ورجالها ببسالة دفاعاً عن الأقصى، ويتصدى فيه المجاهدون للحروب الصهيونية على غزة, وكل يوم يخرج من فلسطين المغتصبة عام 1948 بطل كنشأت الملحم يحظر التجول في تل أبيب أسبوعا كاملاً قبل استشهاده…
في الذكرى الأربعين ليوم الارض أتذكر كلاما سمعته من الرئيس الشهيد صدام حسين في لقاء معه صبيحة 4/2/2003(قبل الحرب الأميركية على العراق بشهر ونصف)بعد أن سألته على ماذا يعتمد في مواجهته للحرب القادمة؟قال -رحمه الله-: هناك مثل في البادية يقول “الارض تقاتل مع اهلها”.فعلا الارض في العراق قاتلت الاحتلال وهزمته وستهزم مفاعيله. والأرض في لبنان قاومت العدوان الصهيوني عام 2006 وهزمته وستهزم مفاعيله.والأرض في اليمن واجهت عدوان 26 مارس بكل طائراته ووحشيته وستهزمه. والأرض في سوريا بشعبها وجيشها وحلفائها تتصدى للحرب الكونية وتنتصر عليها.وقديما انتصرت الارض في الجزائر بالثورة على الاستعمار وانتصرت بالمقاومة في المغرب وتونس وموريتانيا على الحماية الاجنبية،وفي ليبيا على الطليان، وفي مصر بالهزيمة والارادة والكفاح على الاستعمار والعدوان. وكذلك في الاردن والسودان والصومال وكل اقطار الامة. اما في فلسطين فيوم الارض يحييه شابات وشباب الأرض المقدسة بدمائهم حتى تنتصر الارض على مغتصبيها والكرامة على مدنسيها.الارض وكرامة الانسان لا ينفصلان وتحريرهما عنوان معركة الامة الخالدة .