حسن المدحوب
كشفت أرقام حكومية رسمية أن هناك 105 آلاف أجنبي حصلوا على وظائف في البحرين خلال أربع سنوات فقط، (بين 2011 و2015)، وبأرقام أوضح، هناك 26 ألف غير بحريني يستحوذون على وظائف كل عام، هنيئا لهم!.
ماذا تتوقعون عندما يسمع آلاف العاطلين البحرينيين هذه الإحصائيات اليوم؟ ماذا ستكون ردة فعل جامعيّي قائمة 1912 العاطلين والمفصولوين؟، قد يقال إن البلد في أزمة، ونقول نؤيد هذا الكلام، نعم البلد تعيش أزمة خانقة، لكنها أزمة أخلاق وضمير قبل أن تكون أزمة سياسية أو اقتصادية!
لماذا نقول هذا الكلام؟، لأن من المعيب في أية دولة أن توزع الوظائف بـ «الهبل» على غير أهل الدار، بينما يحرم منها مستحقوها من البحرينيين، اليوم المئات من العاطلين البحرينيين هم من أصحاب الشهادات الجامعية، وفي كل يوم نسمع قصص الإحباط التي يبثونها عن سنوات عمرهم الضائعة بحثاً عن الوظيفة التي درسوا وجدُّوا واجتهدوا من أجلها.
بعضهم نال البعثات الجامعية لتفوقه، وآخرون أنفقوا آلاف الدنانير على حساب أهاليهم وتخرجوا بامتياز، لكنهم وجدوا أنفسهم يلهثون وراء معونات صندوق التعطل التي تصرف لهم مبالغ زهيدة ولمدة مقطوعة لا تتجاوز 6 أشهر!
ما يجري في هذا البلد محزن ومستغرب، الحكومة وعبر ديوان الخدمة ترفض بحرنة الوظائف الحكومية التي يشغلها أجانب، تحت حجة أن تدريب البحرينيين على هذه الوظائف لإحلالهم فيها مكلف، لكنها لا تتحدث عن كلفة شراء تذاكر الطيران للموظف وثلاثة من أسرته سنويًّا، ودفع علاوة سكن شهريًّا لهم، والبونس الإضافي بما يعادل راتب شهر كامل كل نهاية عام، بالإضافة إلى مبالغ الكفالة (الفيزا) للموظف الأجنبي وأسرته، وكلفة علاجهم المجاني في مستشفيات الدولة، وتعليمهم المجاني في مدارس الدولة!
نحن نسأل ديوان الخدمة المدنية بصفتنا مواطنين، عن الكلفة الحقيقية شهريًّا لكل موظف أجنبي يعمل في الحكومة مقابل كلفة الموظف البحريني، فهل سنسمع ردًّا منه بالأرقام على ذلك؟
هذا في القطاع العام، أمّا في القطاع الخاص فحدّث ولا حرج، تجار كبار و«هوامير» يدندنون على وتر بحرنة الوظائف واهتمامهم بالكفاءات البحرينية في الإعلام والصحف، لكن شركاتهم متخمة من توظيف الأجانب، بل وتمكينهم فيها، ومنحهم وظائف عليا وقيادية في شركاتهم ومؤسساتهم، وكل ذلك يتم على حساب البحرينيين البسطاء الذين لا يريدون إلا مهنة شريفة يعولون بها أسرهم، مع العلم أنهم يحملون من الكفاءة ما يشهد به القاصي قبل الداني!
ما الذي يجري في البحرين؟، نحن لا نحمل نظرة اقصائية لغير البحرينيين، نعلم أن هؤلاء ما جاءوا إلى البلاد وتغرّبوا إلا من أجل لقمة عيشهم، لكننا نسأل عن الحال المقلوب في وطننا الذي جعل الأجنبي مقدمًا على أهل الدار بهذا الشكل المحزن!
نحن لا نسأل لماذا وظفتم الأجنبي، نحن نسأل لماذا لا توظفون البحريني؟، إنها أزمة أخلاق وضمائر يا سادة!