مريم الشروقي
فولتير يقول: لا يوجد شيء أقوى من فكرة حان أوانها، والفكرة التي حان أوانها في البحرين هي إرجاع ملف الحوار والمصالحة الوطنية التي سعى لها ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة، ففي هذا الوقت بالذات البحرين الجميع يشعر بمدى حاجتنا لحوار جامع مانع، صغيراً كان أو كبيراً، فهل هناك من يختلف في الرأي ويقول بأنّنا بخير؟!
ملف الحوار والمصالحة الوطنية لا يتم من دون وجود الطرفين، المعارضة والحكومة، فإن جلست السلطة مع المعارضة، واتّفقوا على نقاط مشتركة، وتنازلوا عن نقاط مختلفة، نقاط لا تشوّه من الحوار شيئاً، فإننا نعلم بأنّ هذا الحوار ناجح لا محالة، فسياسة WIN/WIN اتّبعتها كثير من الدول في العالم، ونجحت في تقريب الأفكار بين المعارضين وبين الحكومات، ولنا في ايرلندا الشمالية المثل الحسن في ذلك.
الوحدة الوطنية ليست أمراً هيّناً أو يُستهان به، فهي تحتاج إلى تضافر كثير من الجهود، وعمل شاق لسنوات وسنوات، من أجل إذابة الطائفية أو الاثنية، ومن أجل شعور المواطن بأنّه مواطن بالدرجة الأولى، وليس مواطناً من الدرجة الثانية أو الثالثة.
هو ليس مكتوباً في كتاب، بأنّ هذا المواطن من الدرجة الثانية أو الثالثة، ولكن نظرة المجتمع وتقبّله بعد أحداث فبراير/ شباط 2011م بالذّات، وما لا يُلمس أو يُكتب يؤشّر إلى أنّ هناك مواطناً من الدرجة الثانية والثالثة، ونعلم بأنّ الدولة، تهمّها الحقائق، ومن حقّها أن تهمّها الحقائق، ولكن المواطن الذي يشعر بالفرق بينه وبين مواطن آخر، لا يستطيع أن يُنتج في وطنه مادام يفهم ما لا يُلمس أو يُكتب!
الأزمة الاقتصادية نواجهها حالياً جميعنا، جميع الأعراق وجميع الطوائف، فهي لم تفرّق بيننا مثل الأزمة السياسية، وشملتنا جميعنا، وعليه شددنا الأحزمة من أجل عدم انهيار اقتصادنا ونزوله أكثر.
إبراهيم شريف، أحد رموز المعارضة، موجود في السجن حالياً، وستتم محاكمته غداً، ونعلم بأنّ القضاء العادل لن يتوانى عن الحكم الصالح، ولكن دعونا نستفيد من تنبّؤات إبراهيم شريف الاقتصادية بعيداً عن السياسة، فإبراهيم شريف تنبّأ عن الأزمة الاقتصادية، وحذّر من شراستها، ومن ثمّ تحدّث أيضاً عن رفع الدعم وخطة الدولة من أجل الموازنة، ووضع حلول لتفادي الأزمة.
حان أوان الفكرة، ولابد لنا من الإسراع في المصالحة الوطنية، فالتحدّيات الإقليمية التي تواجهنا جميعاً خطيرة جدّاً ومتسارعة، ولا نحتاج إلى تحدّيات في الخارج وفي الداخل لنتعامل معها، بل نريد الوحدة الوطنية التي تقوّي بيتنا الداخلي، فإذا خسر الوطن خسر الجميع، وإذا فاز الوطن فاز الجميع، وكلّنا مع هذا الوطن ولسنا ضدّه، وما نريد إلاّ الخير له.