مالك عبدالله
اختصر بحريني تعليقه على رد وزير الصحة صادق الشهابي في رده على سؤال برلماني سيعرض في جلسة النواب المقبلة يوم الثلثاء المقبل، بشأن ارتفاع رواتب وعلاوات الأطباء والممرضين والممرضات الأجانب، بالقول إنه «ممرض عاطل موظف في قطاع خاص، مرتبي يعادل بدل غربة الأجانب».
فوزير الصحة قال في رده إن «الامتيازات التي يحصل عليها الموظف الأجنبي المتعاقد معه خارجيا هي: بدل السكن للأطباء والممرضين فئة الذكور وتوفير سكن خاص للممرضات، وبدل تعليم للأبناء الناطقين باللغة الأجنبية بحسب الشروط المبرمة، وتذاكر السفر، وبدل الاغتراب للموظفين الذين تم التعاقد معهم من الدول الأوروبية».
وفي إجابة للشهابي نفسه عن سؤال برلماني قال إن نسبة البحرنة في قطاع التمريض تبلغ 52 في المئة فقط.
الإجابة على السؤالين تستحق أن نشكر ونكرم الوزارات على هذه الإنجازات الكبيرة والتي من خلالها تمت بحرنة الوزارات، فنسبة الأجانب في وزارة مهمة خدماتياً كوزارة الصحة بلغت 48 في المئة فقط، فالبحرنة تسير على ما يرام.
فهناك آلاف العاطلين الجامعيين في مختلف التخصصات التربوية والعلمية وحتى الصحية، وفي المقابل هناك آلاف العاملين الأجانب في وظائف يمكن لهؤلاء أن يشغلوها في مختلف التخصصات.
ويأتي ذلك في ظل العمل على بحرنة الوظائف والحفاظ على المال العام وخصوصا مع انخفاض أسعار النفط.
وفي العام 2010 كانت النسبة بحسب «جمعية التمريض» بلغت 64 في المئة وهي النسبة الأعلى في مجلس التعاون حينها. علما بأن هذه النسبة تشمل القطاع الحكومي والمستشفيات والعيادات الخاصة ومستشفى قوة دفاع البحرين، ما يعني أن نسبة البحرنة تراجعت بنسبة 16 في المئة.
الوزير يقول إن الأجنبي يحصل على «بدل السكن»، وطبعا هذا من أول يوم يتوظف فيه، بينما يعاني البحريني ما يعاني ولسنوات وفي ظل شروط تزداد كل يوم للحصول على بدل السكن، والتي يترقب في أي وقت مناقشة بها من عدمه.
وطبعا هذا لا يختص به الأجانب في وزارة الصحة بل في بقية الوزارات والهيئات الحكومية.
وأما عن «تذاكر السفر»، فإذا كانت للأجنبي من أجل الذهاب والعودة لبلده، فإن البحريني أولى بقيمة هذه التذاكر، لصرفها على قيمة البنزين من أجل الذهاب والعودة لمراجعة إما وزارة الإسكان للحصول على مسكن لائق، أو من أجل مراجعة الجهات الأمنية لزيارة قريب له أو للحصول عن معلومات عن ذلك القريب، أو لمراجعة وزارة العمل للحصول على الوظيفة التي حصل عليها أجنبي أصلاً.
وأما «بدل الاغتراب» الذي تحدث عنه الوزير أيضاً وهو الآخر يصرف للأجانب في باقي الوزارات، فإن الرد عليه جاء منذ قرون على لسان سيد البلغاء أمير المؤمنين الإمام علي (ع) «الغني في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة».
ورد المواطن الذي بدأت به المقال والذي يقول فيه إنه «ممرض عاطل موظف في قطاع خاص، مرتبي يعادل بدل غربة الأجانب»، يختصر لك مدى غربة المواطن البحريني في وطنه.
وكل ذلك يعني أن المواطن البحريني هو الأولى بعلاوات بدل سكن وبدل غربة وتذاكر سفر.