مريم الشروقي
في موقفٍ هو الأوّل من نوعه في البحرين أو في العالم أجمع، ساند عددٌ من النواب استمرار توظيف وعمل المدرسين الأجانب في وزارة التربية والتعليم! على رغم تصريح النائب جلال كاظم، الذي قال فيه بأنه يملك 376 طلباً لمعلمين بحرينيين من خريجي الجامعات عاطلين في 35 تخصصاً أكاديمياً، أي أنّ هناك بطالة لـ 376 من خرّيجي الجامعات، يجلسون في البيوت وينتظرون التوظيف… أيُعقل هذا؟
إذا قام وزير التربية والتعليم بهذه المساندة فإنّنا لا نستغرب، فتوجّهات الوزارة بعد أحداث فبراير 2011 تغيّرت جذرياً، وأصبح اعتماد الوزارة على المعلّمين الوافدين أكثر من اعتمادها على المعلّم البحريني من أبناء البلد، ولكن أن يقوم «نوّاب» الشعب بمساندة توظيف المدرّسين الأجانب وعدم الوقوف مع الشعب الذي تخرّج في إحدى الجامعات البحرينية أو غير البحرينية، فهذا ما لا يُطاق ولا يُقبل أبداً!
نحن لم ننتهِ بعد من أزمة فصل المعلّمين وتحويلهم إلى لجان التحقيق، واليوم تأتي الطامّة الكبرى من نوّاب اختارهم الشعب، ليساندوا توظيف الأجانب ولا يلتفتوا إلى توظيف أبناء بلدهم! فهل تحتاج البحرين إلى مشكلات أكثر مما لديها في جعبتها هذه الأيام حتى يصرّح النواب بالمساندة؟
والسؤال: هل الخرّيج الجامعي البحريني أقل قدرةً من غيره على التعليم والعمل في وزارة التربية والتعليم؟ وهل أصبح هذا الزمن هو زمن الأجانب وركن المواطن البحريني جانباً؟ ومن هو أولى وأحق بفرصة العمل، البحريني ابن البحرين أم الأجنبي؟ ابن أي بلد في العالم هو بلا منازع أولى بفرصة العمل في بلده من الأجنبي، ولا شكّ في ذلك على الإطلاق، وليس هناك أفضل من أبنائنا ليعلّموا الأجيال القادمة، ونستنكر على كل من يجلب الأجانب ويزيد عددهم من أجل العمل في مدارسنا على حساب أبناء البحرين الذين يبقون قابعين في بيوتهم سنوات لا يحصلون على وظيفة ولا استقرار اقتصادي، من يرضى بذلك يا نوّاب الشعب؟
ما أن يتخرّج ابن أحد نوّاب الشعب هل يقوم النائب بالبحث له عن وظيفة؟ لا… يجب ألاّ يبحث النائب عن وظيفة لابنه، فالأجانب كُثر، ورواتبهم لا تُثقل كاهل الحكومة، وعليه يجب أن يجلس ابن النائب في البيت حتّى يأخذ مكانه أجنبي على حساب ابن البلد الذي تفرض عليه البطالة… أليس كذلك؟ إن رضيتم على غيركم فلابد أن ترضوه لأنفسكم، فذلك أولى!
طبعاً ابن النائب ليس مستواه العمل بوظيفة مدرّس، فأبناء النوّاب وجدناهم يُقبلون في وظائف حكومية راقية، وتتم ترقيتهم في لمح البصر، هل هذا صحيح يا سعادة النوّاب السابقين والحاليين؟ وإذا كان كلامنا كذباً وافتراءً عليكم، هل تستطيع إحدى الجهات ومنها ديوان الرقابة المالية والادارية تقديم كشف مفصّل عن أسماء أبناء النوّاب الذين تمّ توظيفهم في الحكومة، ونوع العمل الذي تم اختيارهم له، والدرجة التي رُفعت لهم، وأيضاً الترقيات التي استفادوا منها خلال تواجد آبائهم في المجلس وبعد خروجهم منه؟ أفيدونا يرحمكم الله.
إلى كل نائب ساند وجود الأجانب وقدّمهم على ابن البحرين نقول له كفى، لا تفتح جبهات لا تستطيع إغلاقها، ولا تطلب الأجنبي قبل البحريني، فابن الوطن هو من يعمّر بلده، وابن البحرين هو أحرص من غيره على أبناء وطنه وتعليم أجياله والنهوض ببلده.