مريم الشروقي
مواطن بحريني متّهم بحيازة 6 أسلحة وطلقات تجاوزت 3 آلاف طلقة بين مملوءة وفارغة، ويمرّرها عبر جسر الملك فهد من دون رقيب أو حسيب… أين الخلل؟
لقد وجّهت النيابة العامة للمتهم أنه في غضون 2014 حاز وأحرز بنادق ومسدسات ورشاش كلاشنكوف بغير ترخيص من وزير الداخلية، كما أنه حاز وأحرز ذخائر المستخدمة في هذه الأسلحة من غير ترخيص، وحاز وأحرز مفرقعات وهي (خليط الكلورات المتفجر، خليط البيركلورات المتفجر) بغير ترخيص من وزير الداخلية، كما أنه حاز وأحرز(ملكمة حديدية البونية) والبلطة (الساطور) بغير ترخيص من وزير الداخلية… أين الخلل؟
ذكر المواطن بأنّ سبب شرائه لهذه الأسلحة هو خوفه من دخول حرب مع إيران، أليس مستغرباً هذا التخوّف؟ أليس لدينا جيش وجيوش مناصرة لنا؟ من أين جاء هذا الرجل بهذه الفكرة؟ أين الخلل؟
كيف باستطاعة مواطن شراء أسلحة، ونحن نعلم مدى غلاء السلاح في السوق السوداء؟ أيضاً أليس هناك رقابة شديدة في الجسر حتى لا يتجرّأ أحد على إحضار أسلحة أو مخدّرات أو أي شيء مخالف للقانون؟ أين الخلل؟
إنّ إفرازات ما بعد أحداث 14 فبراير تخرج لنا كل يوم بلون، فأحدهم يجمّع الطعام خوفاً من الحرب مع إيران، وأحدهم يجمّع السلاح خوفاً من الحرب ذاتها مع العدو المعروف إيران، والحجج تزيد وتطول، ولكن ما يقوم به بعض النّاس من تجميع ما هو إلاّ ضد قوانين الوطن وتجاوز على ما اتّفق الجميع عليه.
وقد يقول قائل لماذا لا توجّهون كلامكم إلى المعارضة وإلى من يستخدم «الملتوف»، ونقول له بأنّ المعارضة مازالت تستخدم منهج السلمية ومتمسكة به وهو ما تعلنه ليل نهار، وقد أنكرنا على الشباب استخدام الملتوف لخطورته عليهم وعلى الآخرين، وكذلك لمناقضة ما يُستخدم من ملتوف مع نهج السلمية، وإن كنا مازلنا نطالب رجال الأمن أيضاً بعدم الاستخدام المفرط لمسيّلات الدموع ولا الرصاص الانتشاري، ولكننا بين هؤلاء وهؤلاء ننتظر بفارغ الصبر المصالحة الوطنية، وإن كان الجميع لا يعيرها اهتماماً.
لقد وصلنا إلى طريق مظلم بعد قصّة الأسلحة هذه، فهذا الرجل إمّا أنه يكذب أو أصابته «فوبيا» من الشحن الطائفي الشديد الذي حدث من قبل بعض المتمصلحين الفاسدين، إن لم يكن هو أحد أعمدة الشحن الطائفي. وهانحن نشهد نتائج الشحن فيما يحدث للأفراد، ونعلم بأنّه مؤشّر خطر جدّاً على البحرين وشعبها، فهذه الأرض صغيرة ولا تحتمل حرباً أهلية ولا أسلحة، والله الحافظ طبعاً!
ندعو الجميع إلى الرجوع إلى طاولة الحوار من دون استثناء، الحكومة والمعارضة، الاثنين معاً، فلقد طالت المدّة الزمنية، والجميع مُرهق مما يحدث، ولطالما كنّا نُعرف بالمتفاوضين الناجحين، ونستطيع التوافق، إذ أنّه ليس صعباً علينا، فهل نستطيع ذلك؟
إن كنّا لا نستطيع فأين الخلل يا تُرى؟ أسئلة لو أجاب عليها من بيدهم الأمر لأصبحنا بألف خير.