( المقال نشر فبل حراك 11 فبراير 2014 )
هاني الفردان
قد تشهد البحرين في يوم الاثنين (14 فبراير) حركة شعبية في مختلف قرى البحرين تطالب بإصلاحات سياسية واجتماعية وتحسين مستوى المعيشة.
قد تشهد البحرين في ذلك اليوم أيضاً فرحة في مناطق أخرى بمناسبة ذكر ميثاق العمل الوطني.
وبين المشهدين، يجب أن تكون كل التحركات سلمية حضارية تنم عن فهم ووعي الشباب البحرين، لوطنهم وأرضهم الغالية. يجب أن تكون كل المطالبات واعية، تعكس حقيقة شعب البحرين الذي عرف منذ القدم بوعيه وقدرته على تحريك ملفاته في كل الاتجاهات.
عشنا مرحلة انتفاضة التسعينيات التي أدت ببركتها وبدماء شهدائها لما نعيش فيه الآن من حرية، وإن كانت مقيدة، حقق شعبنا الإنجازات، ولكن هذه الإنجازات لم تدم كثيراً لتعود الأوضاع كما كانت عليه من قبل.
والسؤال ماذا نريد في 14 فبراير؟
نريد حياة سياسية حقيقة يكون فيها الشعب وحده مصدر السلطات والتشريع.
نريد دستوراً عقدياً يضعه الشعب، ويتفق عليه، يكون هو الفيصل والحاكم في علاقة الحاكم بالمحكوم.
نريد انتخابات حقيقة عادلة تقوم على أسس عادلة وتوزيع دوائر يتساوى فيها كل فرد بحريني بأصواتهم.
نريد تمثيلاً حقيقاً لا يكون فيه التخوين دائماً سمة تلتصق بنا عندما نخرج لنطالب بحقنا.
نريد مجلساً نيابياً يعكس حقيقة تركيبة الشعب البحريني، لا تكون فيه الأكثرية أقلية ولا الأقلية أكثرية.
نريد حكومة منتخبة مشكلة من كفاءات لا من "ولاءات".
نريد محاربة الفساد ووقف نهب الخيرات، وتوزيعاً عادلاً للثروات.
نريد وقف المحسوبيات، ومنع التوظيف بحسب الانتماءات، وفتح كل القطاعات وخصوصاً العسكرية أمام كل أفراد الشعب.
نريد وقف التجنيس العشوائي السياسي، الذي زاد من الأعباء على الخدمات وضيق الخناق على الشعب.
نريد حرية حقيقة من دون قانون "الإرهاب" و "التجمعات".
نريد حرية حقيقة للإعلام وفتح الباب أمام الجميع بالتعبير عن أرائهم بحرية وبلا خوف.
نريد الأمن في القرى والمدن وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتبييض السجون، ووقف يد البطش والتعذيب والترهيب.
نريد حلولاً حقيقية لمشاكل البطالة، والإسكان، والتعليم، والصحة.
نريد أن تكون "الشرطة في خدمة الشعب"، نريد أن يكون الجيش من الشعب.
هذا بحق ما نريده، لا نريد إسقاط النظام، كما يتخيل للكثيرين، ولا نريد السيطرة على الحكم، ولا نريد كراسي ومقاعد هنا أو هناك، نريد أن نكون شعباً يعيش بكرامة وحقوق.
12/02/2011 م