مريم الشروقي
هل نحن في البحرين؟ أسبوع واحد نحصد فيه أرواح 4 أطفال في حوادث مريعة جداً. الطفلة نورة التي دهستها سيّارة، الطفل محمود الذي مات جرّاء طلقات شوزن، الفتاتان زهراء وغدير فارقتا الحياة بسبب حريق دبّ في منزلهما!
ألم فراق فلذّات الأكباد خيّم على جموع أهل البحرين، ولا نستطيع رد القدر ولكننا نبكي الفراق ومرارة القهر، ومهما قمنا بفتح تحقيق في الحوادث، فالمصيبة حدثت وانتهت بمقتل هؤلاء الأطفال!
حزنٌ عميقٌ ودعاء طويل لأهالي الضحايا القتلى الأربعة، ونعلم بأنّ الكلمات لا توازي المشاعر الحزينة لذويهم، ولكننا نود من وزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم تزويدنا بالخطوات التي سيقومون بها من أجل منع ازدياد مقتل الأطفال، فهما الوزارتان المعنيّتان بسلامة وأمن الأبناء.
كذلك نود إقحام وزيرة التنمية الاجتماعية في تلك الخطوات، لأنّ وزارتها معنيّة بحقوق الطفل، وعليه هي تستطيع الضغط من جانب الأمن والسلامة، إذ لا أحد يريد مشاهدة الأطفال قتلى، مهما كانت طوائفهم وأطيافهم، ولا شكّ بأنّ من له قلب لا يضحك ولا يتشمّت في هؤلاء الضحايا!
ومناسبة الحديث عن التشمّت هو ما قرأناه للبعض حول عدم الربط بين حادث الطفلة نورة وحادث الطفل سيد محمود، ونحن لا نربط ولكنّنا نعزّي العائلتين فيما فقداه، فالانسانية تتطلّب من الجميع أن يشعر بمدى ألم هذه العوائل في فقد الأحبّة. والشماتة في الموتى دليل على اضمحلال من يتشمّت بآهات الناس وأحزانهم، وليعلموا بأنّ الله عادل ولا يرضى لأي كان بالضحك على طريقة الموت!
من يستطيع التشمّت والضحك في مقتل هؤلاء الضحايا إلاّ من ليس له قلب، ومهما كان بيننا من اختلاف لا يصل الأمر إلى هذا الحد، ولتحقّق وزارة الداخلية في الردود التي وصلتنا إلى شبكة التواصل الاجتماعية «تويتر»، حتى تتبيّن مدى الاستهتار الانساني الذي وصل إليه البعض، وهذا في حد ذاته مأساة في وطننا البحرين.
ولا يهمّنا إن كتب بعض الكارهين المفسدين المؤجّجين كلمات ضحلة في شخوصنا، ولكن يهمّنا عدم الشماتة في الموت، فقد يكون التالي حبيباً أو ابناً لمن شمت وضحك، فحتى الحكومة لم تقم بالضحك على موت الناس، ومن يستطيع الضحك في هذه المواقف إلاّ بشر من دون قلوب؟
هناك قنوات كثيرة لمنع حوادث الأطفال، وأوّلها التوعية ثمّ التوعية ثم التوعية، ونستطيع استخدام جميع الوسائل وعلى رأسها فواتير الكهرباء، إذ نستطيع نشر صور أو كلمات تصل إلى أولياء الأمور، حتى نستطيع تفادي القتل. نعم.. تعدّدت الأسباب والموت واحد، ونعم.. انّه قضاء وقدر نؤمن به، ولكن ضرورة التوعية بالمخاطر قد تمنع سقوط ضحايا جدد من الأطفال!
ليحمي الله أطفال البحرين جميعاً، وليحفظ الله الجميع من شرور النفس وتحريض الكارهين، وليبعد الله الشامتين ويرجعهم إلى عقولهم وضمائرهم، فهم يحتاجون إلى هذه النصيحة، لأنّ البحرين عاشت عقوداً لم نجد بها من يشمت في الموت!