على وقع «تويتات» الألم… ومسيرات الأمل
البحرينيون يسترجعون الذكرى الثالثة لـ «الخميس الدامي»
مسيرة شموع في سترة مساء أمس في ذكرى «الخميس الدامي»
أرجع البحرينيون أمس الإثنين (17 فبراير/ شباط 2014) شريط الذكريات إلى الوراء، حينما استذكروا أحداث الإخلاء الأول للمحتجين من دوار اللؤلؤة، إبان الاعتصام المركزي فيه في (17فبراير2011)، أي بعد يومين فقط من تدشين الاعتصام في (15فبراير2011)، وهو ما عرف لاحقاً بـ «يوم الخميس الدامي».
رواية الفجر
إنه فجر الخميس (17 فبراير 2011)، وقبل أن تعانق شمس الصباح سماء البحرين صبغت الدماء تربة دوار اللؤلؤة. فبينما كان الهدوء يلف المكان، انتشرت آليات قوات الأمن فجأة في محيط الدوار، سرى الخبر بين المعتصمين فخرجوا من خيامهم بين أمرين: بعضهم ولّى للخلف هرباً من أي أخطار محتملة، وبعضهم اندفع للأمام للنظر والوقوف على تطورات الأحداث.
وحينها ما انبلج الفجر إلا والدوار خالٍ إلا من دماء المعتصمين، وآثار الخيام المتكسرة، قبل أن تفجع البحرين بنبأ استشهاد 4 من أبنائها، اثنان منهم شيخان: الحاج علي خضير، الحاج عيسى عبدالحسن، والآخران في زهرة ربيع العمر: محمود أبو تاكي وعلي المؤمن.
وجعٌ على هاشتاق «الخميس_الدامي»
دشَّن المغردون البحرينيون هاشتاق «الخميس_الدامي»، لإحياء ذكرى الإخلاء الأول للدوار على طريقتهم الخاصة، حيث بدا «الهاشتاق» نشطاً منذ الساعات الأولى لتدشينه.
مغردون رووا ذكرياتهم ومعاناتهم في هذا اليوم، سواء كيف عاشوا تلك اللحظات العصيبة في «الدوار»، أو القلق الذي انتابهم أثناء استقبالهم خبر الإخلاء، وترقبهم للمصير الذي يمكن أن يصير إليه الكثير من أهاليهم وأصدقائهم هناك.
بينما انشغل طيف آخر من المغردين بإعادة نشر صور الضحايا الأربعة، وسرد شيء من التفاصيل التي واجهوها قبل موتهم.
المغرد علوي الوداعي رثى الخميس الدامي في أبيات شعر، قال فيها: «لمْ تكنْ يا فجرَنا المذبوحُ فجراً… وعليك الدمعُ حتى الآن يُجرى
طلعتْ شمسُك في الأرجاءِ لكن… غُيّبت عنا شموسُ الأرض غدرا». بينما أفصحت المغردة «يا زينب» عن حلمها موجوعة، «ولازلنا نحلم بأن نغفو بلا وجع اسمه وطن.. بلا كربة اسمها بحرين.. بلا دموع بلا ألم بلا أحلام مغتالة.. نخشى أن تهجرنا يوماً ولا تعود».
المحامية ريم خلف غرّدت مستذكرة، «كان صباح فجيع… ويتكرر الشعور اليوم عندما نستذكر شهداءنا الذين سقطوا في مثل هذا اليوم». أما استشاري جراحة المخ الطبيب طه الدرازي، فاستغل الذكرى ليحيي زملاءه في الطاقم الطبي ممن كان لهم دور بارز في ذلك اليوم، «في ذكرى الخميس الدامي تحية إجلال وإكبار لرموز الطاقم الطبي خلف القضبان، الدكتور علي العكري، إبراهيم الدمستاني، حسن المعتوق وسعيد العلوي».
مسيرات الرثاء والأمل
على الأرض أحيا العديد من البحرينيين ذكرى الخميس الدامي بتسيير مسيرات رثائية للشهداء الأربعة رفعت فيها أعلام البحرين وصور من الحادثة، أكد المشاركون فيها ضرورة الانتقال بالبحرين إلى وضع الاستقرار الطويل، حتى تعود البلاد للسير على درب التنمية، بما يكفل للجميع حقوقه، وبما لا يسمح بتكرار خميسٍ دامٍ آخر.
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 4182 – الثلثاء 18 فبراير 2014م الموافق 18 ربيع الثاني 1435هـ