حسن المدحوب
أصدر القضاء يوم الأحد الماضي (29 سبتمبر/ أيلول 2013) حكمه بإدانة 50 متهماً في القضية المعروفة بـ «خلية 14 فبراير»، والتي حوكم من خلالها 50 متهماً (49 رجلاً وسيدة بحرينية).
وقد قضت المحكمة بسجن 16 متهماً لمدة 15 سنة، كما قضت بسجن 4 متهمين لمدة 10 سنوات، بينما أدانت 30 متهماً من بينهم السيدة البحرينية الوحيدة وسجنهم لمدة 5 سنوات.
لسنا معنيين بالتعليق على الأحكام القضائية، ولكننا كبحرينيين نحزن كثيراً كلما تم الإعلان عن ضبط خلية، لأن ذلك يعطي دليلاً آخر على أن الاستقرار في البحرين بات على كف عفريت، كما يؤشر إلى استمرار الحالة الأمنية المتوترة في البلاد.
الخلايا الأمنية التي تم ضبطها على مدى السنوات القليلة الماضية، وخلال العامين الماضيين خاصة، منذ بدء الأزمة الحالية في البلاد عديدة، وهناك من يريد للحراك السلمي الشعبي الوطني المشروع أن ينجرّ وينساق إلى العنف المدان من أي طرف كان.
الحراك السلمي كان عنوان الحراك الوطني خلال العقود الطويلة التي قضاها البحرينيون يطالبون بالنزوع إلى الديمقراطية والحرية ودولة العدالة والمواطنة المتساوية، وكانت الورود ومازالت عنوان الحراك الوطني خلال الأزمة الحالية.
هذا الحراك الشعبي السلمي كان محط أنظار العالم، وكان مرصوداً أمام عدسات المصورين والقنوات الفضائية في كل أقطار الدنيا، ومن نافلة القول التأكيد على أنه ظل بالمجمل على سلميته وحضاريته.
البحرين لا تحتاج إلى خلايا، وكلنا نتألم كلما وجدنا صوراً لمتهمين تعرض في الصحف أو الفضائية الفلانية بعد الإعلان عن اكتشاف خلية هنا أو مجموعة هناك، لأننا لا نريد لهذا الوطن أن يغرق في الوحل الأمني الذي لم يجلب للبحرينيين إلا المزيد من الآلام.
الحل الأمني يراد له أن يسرق صورة البحرين وتاريخ نضالها السلمي الممتد عقوداً طوالاً، وقد كان هذا الخيار ومازال المفضل دائماً لمواجهة أي حراك وطني ينزع إلى الحرية والكرامة.
نتمنى صادقين أن تنتهي أزمات هذا الوطن، بتحقيق المطالب العادلة للبحرينيين، من حق هذا الشعب أن يوقف التمييز الذي ينخر في وطننا ليل نهار، وأن يشعر كل مواطن أنه عزيز ومحترم في أرضه، وأن يتحقق الأمن الحقيقي للجميع، وأن تتوقف حملات الكراهية التي تعمل في وضح النهار على تشطير الناس وفق مذاهبهم وانتماءاتهم الفكرية والسياسية.
من حق كل بحريني أن يأمن على حاضره ومستقبله، وليس من حق أحد كان، أن ينزع إلى العنف أو يحرض عليه، من حق كل مواطن أن يخلد إلى نومه دون أن ينتظر زوار الفجر، أو يختنق بطلقات الغازات التي تطال بيوت الناس دون جريرة أو ذنب اقترفوه.
نحزن جداً كلما تعمقت جراحات الناس وآلامهم، وكلما اتجهت هذه الأزمة إلى المزيد من التعقيد، وبودِّنا أن تكون آخر الخلايا التي يعلن عنها، خلية تعمل في العلن ويقودها العقلاء في هذا البلد لتحقيق المصالحة وتحقيق حل عادل يحفظ للجميع حقوقهم وكرامتهم.
بودِّنا أن ينقضي هذا العام بدون وجود أو إعلان خلايا أمنية جديدة، وأن يكون العام 2014 عام خلايا المصالحة الوطنية، وخلايا الإصلاح الحقيقي الذي يجلب الخير لكل البحرينيين.