مالك عبدالله
رحل الطفل راشد وكادت أن ترحل روح بريئة أخرى، ولكن كل ما يجري هو معالجة الأخطاء البشرية الناتجة عن عدة أمور من دون معالجة حقيقية لعدم تكرار هذه الحوادث.
والحال نفسه ينطبق على ما جرى ويجري في وزارة الصحة ووزارات أخرى، والسبب وراء ذلك عدم تحمل مسئولي تلك الوزارات والجهات وعلى رأسهم الوزراء لمسئوليتهم السياسية والأدبية عن الأخطاء والتجاوزات والاكتفاء بالمعالجات الترقيعية لحادث هنا وقضية هناك.
فوزارة التربية والتعليم لم تتخذ أي إجراءات معلنة لمنع وقوع هذه الحوادث بل اكتفت بخطوات تعالج الحادثة بشكل منفرد عن ارتباطها بإجراءات تشرف عليها.
فلم نسمع أن إجراءات استثنائية تم تطبيقها في المواصلات سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة، أي لم تطبق على أرض الواقع.
تكرار الحادثة يؤكد ما يطبق في العالم كله من أن مثل هذه الأخطاء الكارثية لا يمكن أن تكون مسئولية موظف صغير في هذه الجهة أو تلك بل يجب أن يحاسب عليها المسئولون الكبار في تلك الجهة.
لكنك لن تستغرب من كيفية تعامل بعض الجهات بهذا الشكل فما عليك سوى متابعة البيانات التي تصدرها رداً على أي خبر بنفي السلبيات وكأننا أمام سنة كونية جديدة وهي «عصمة الجهات العامة».
على الوزارات أن تعترف بالأخطاء وأساسها من أجل حلها حلاً شاملاً بحيث لا تتكرر الحوادث والقضايا كل فترة وأخرى لأن الحلول الترقيعية إنما تعتبر مخدراً موضعياً ليس إلا.
فالمطلوب في موضوع مواصلات الطلاب والطالبات سواء في المدارس الحكومية أو في المدارس الخاصة والروضات اتخاذ إجراءات من شأنها ألا تجعلنا نفقد نفساً بريئة بين فترة وأخرى، ولا أعتقد أن هذا الأمر من مسئولية مدرس أو مدير أو مشرف أو مشرفة حافلة بل من المسئولية الأصيلة لمسئولي الوزارة الذين يمكنهم الاستفادة من خبرات مسئولي المواصلات ومديري المدارس والمختصين.
إجراءات تكون معها رقابة دورية للتأكد من تطبيقها، إجراءات حتى لو عدت بيروقراطية فهي إجراءات مطلوبة للحفاظ على حياة وصحة الطلبة والطالبات.
وقفات
سؤال يطرح نفسه: كيف قامت وزارة التربية والتعليم بنقل أبناء منطقة الهملة من المدارس التي هم فيها دون حتى مشاورتهم؟، فحتى المبررات التي ذكرتها لا تعفي مسئولي الوزارة من مشاورة الأهالي.
ما يقوم به مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية من تصريحات نارية يميناً وشمالاً أمر غير صحي وغير صحيح وسيعود سلباً على المجلس نفسه وعلى الإدارة، كما أن الناس كما هم مسئولو المساجد والحسينيات والوقفيات لا تهمهم التصريحات والكلام بل ما يهمهم أن يروا واقعاً مغايراً لوضع الوقف. وإصلاحاً لأوضاع الأوقاف.