منصور الجمري
تطرقتُ يوم أمس إلى البيان الاستباقي الذي صدر عن وزير شئون حقوق الإنسان صلاح علي، وأعتقد أنه كان «غير موفق»، والدليل أن أسلوب التخاطب الذي يستخدمه البعض للرد على انتقادات الآخرين ليس صحيحاً، والعالم اليوم ليس أسيراً لأسلوب المناكفات أو اللف والدوران وخلط الأوراق والملفات. وبالفعل، فإن البيان الاستباقي ربما زاد الطين بلة، إذ تم التطرق إلى الوضع الحقوقي في البحرين بصورة شديدة يوم أمس الإثنين (9 سبتمبر/ أيلول 2013) في إطار النقاش العام للتقرير السنوي للمفوضة السامية تحت البند (2)، على هامش الدورة (24) لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة بجنيف (التي تنعقد في الفترة من 9 إلى 27 سبتمبر 2013).
ففي الكلمة التي ألقتها المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي (وهي أعلى مسئول أممي في مجال حقوق الإنسان) قالت: «يؤسفني أن أبلغكم أن حالة حقوق الإنسان في البحرين لاتزال تشكل مسألة مثيرة للقلق للغاية، وخصوصاً على صعيد الاستقطاب العميق للمجتمع، والحملة القاسية ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والمتظاهرين السلميين، والتي سيتسبب استمرارها في صعوبة الوصول إلى حل دائم»، الى آخر ما ورد في الكلمة.
أما المندوب السويسري، الذي كان اجتمع معه وزير حقوق الإنسان أمس الأول، فقد قرأ «بياناً مشتركاً» وقعت عليه 47 دولة، وأبدى من خلاله قلقاً شديداً على أوضاع حقوق الإنسان في البحرين. والدول الموقعة تشمل تقريباً جميع الدول الأوروبية وأستراليا وأميركا والمكسيك و4 دول من أميركا اللاتينية ودولة إفريقية. من ضمن هؤلاء 16 دولة من الأعضاء الحاليين في مجلس حقوق الإنسان، يمثلون 34 في المئة من مجموع الأعضاء.
مشاركة البحرين جاءت عبر المندوب الدائم بجنيف يوسف عبدالكريم بوجيري الذي عبّر «عن استيائه من أن يسمع من المفوضة السامية التعليق على أوضاع حقوق الإنسان في البحرين وتضمينها بإشارات سلبية في تقريرها، من دون استقاء المعلومات من مصادرها، وتجاهل حقيقة الوضع في البحرين، حيث بذلت حكومة البحرين جهوداً واسعةً وحثيثةً لتنفيذ معظم التوصيات الواردة في تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، ورأى أنه ينبغي تشجيع هذه الجهود وعدم تقويضها بانتقادات غير دقيقة».
المشكلة في هذه الردود العمومية أنها لا تجيب بدقة على ما يطرح في المحافل الدولية؛ لأن المفوضة السامية والمندوب السامي قالا إنهما على استعداد للاطلاع بنفسيهما على الوضع، إلا أنه يتم إلغاء الزيارات، وبالتالي فإن الرد المقنع يتطلب خطوات عملية ملموسة على الأرض، يشهد لها القريب والبعيد.