الدكتور خضير المرشدي
في الوقت الذي يعتصر فيه الألم قلب اي منا لمجرد سقوط اي إنسان بريء قتيلا أو جريحا في تفجير هنا أو قتل بدم بارد هناك، وفي غير بلد عربي من البلدان العربية الذي ابتليت بكوارث الفتنة والفوضى والإرهاب والطائفية، كما يجري في سوريا يوميا من قتل وتدمير للدولة والشعب، وما يحدث في تونس، وليبيا واليمن، وماجرى في مصر من احداث مأساوية راح ضحيتها المئات، أوما جرى في لبنان وأدى الى سقوط العشرات، بحيث ان تلك الأحداث قد احتلت موقع الصدارة والتغطية المستمرة من قبل وسائل اعلام معروفة اضافة الى الاهتمام الدولي وتصريحات رؤساء دول، ودعوات لعقد جلسة للجامعة العربية ومجلس الامن الدولي وغيرها وهي تستحق ذلك بدون شك لان من سقط هم عرب ومسلمين، ومن يتعرض للقتل هو شعب عربي له الحق ان يعيش بكرامة وامن وسلام وحرية وشرف، وان من يواجه الخراب والتدمير هي دول عربية عزيزة كانت في الامس عامرة بأهلها مهابة بكياناتها، مستقرة آمنة…. نعم إن مايجري في بلدان امة العرب ليستحق اعلاما وتغطية ومواقف ومتابعة ووضع حلول وإقتراح اخرى، لحقن الدماء وانقاذ مايمكن انقاذه بسبب ماأصاب هذه الامة من شظايا (الربيع العربي؟) الذي هلل وطبل له الكثيرين وما هو الا غطاءا، سرقت باسمه طموحات وآمال واهداف عريضة للشعب العربي في اقطار الامة الثائرة….
ولكن في شرق الامة، وبوابة الدفاع عنها عبر التاريخ، في بلاد الرافدين، وشعب العراق الأبي وبغداد حاضرة العروبة والإسلام تذبح يوميا من الوريد الى الوريد وبعمليات إرهابية مبرمجة ومنظمة ومنذ عقد من الاحتلال والتدمير والقتل الرسمي، تلك العمليات التي تحمل بصمات أجهزة دول منها اجنبية معتدية محتلة كالولايات المتحدة قتلت مئات الالاف، ومنها متعاونة مع تلك، ومنفذة لمشروعها، قتلت وتقتل المئات من العراقيين يوميا كإيران وحرسها الثوري، واسرائيل واجهزتها السرية، ومنها دولة عربية تحوم حولها الشبهات، وتتسرب عن فعلها الاجرامي الانتقامي ودورها في التفجيرات والقتل التقارير، لانها تعتقد (هذه الدويلة)؟ بان ثأرا من شعب العراق يجب ان يؤخذ، ولم تكتفي بما اخذت باطلا، ولكنها ممعنة في غيها لتدمير وتقسيم العراق، مضحية بالغالي والرخيص من اجل ذلك…!!!!
قنوات الإعلام الأعور المغرض يتجاهل متعمدا تلك الضحايا التي يفوق عددها شهريا جميع تلك الأعداد التي تسقط في جميع أقطار الكرة الأرضية!!!!
صمت عربي ودولي رسمي وشعبي معيب وفاضح وخطير…!!!!
إزدواج في المعايير لا أخلاقي ولا انساني، تمارسه جهات دولية وعربية في التعامل مع قضية ومأساة شعب العراق ومعاناته اليومية مع الموت والفقر والجوع والمرض والتهجير والتشريد، والاعتقالات والترويع… في بلد هو الأغنى من بين تسعة دول في العالم.
موقف عربي ودولي رسمي وشعبي ابسط مايقال عنه، انه فضيحة كبرى وعار ابدي يندى له جبين العروبة الإنسانية!!!!!
ليس من حل الا من خلال شعب العراق وقواه الوطنية في الوحدة والانتفاضة والثورة والمقاومة حتى إسقاط مشروع الغزاة وهزيمة غلمانهم من السراق والقتلة