نضال حمد
على درب شكري بلعيد وشهداء الثورة .. على درب الثورة المستمرة من أجل أمة عربية واحدة وتجريم التطبيع مع الصهاينة، ومن أجل حياة يسودها العدل والمساواة والحرية، سقط اليوم برصاص الغدر والخيانة القائد النقابي والسياسي التونسي محمد البراهمي، احد قادة الجبهة الشعبية التونسية، ليلتحق بركب الشهداء الأبطال التونسيين. سقط شهيدا في وضح النهار وهو يردد كاي تونسي مؤمن بالثورة : النصر لإرادة الشعب التونسي التي ليس عليها قدر .. فتونس لن ترضى بغير الحرية والحياة والمستقبل الأفضل. صوت الشهداء مدوي وخارق، صوت البوعزيزي وعيد والبراهمي يقول لنا : عاشت تونس حرة عربية ديمقراطية موحدة وقوية ..عاش شعب تونس الأبيّ وقواه الثورية الحيّة، والمجد للشهداء، والخزي للقتلة العملاء ومشروعهم الدخيل، والنصر للثورة.
في تونس مخاض، في تونس ثورة مستمرة بأشكال أخرى، نضال عنيد تخوضه القوى الثورية لاستعادة وهج الثورة وإنزال من تسلق عليها في لحظة عابرة. في تونس قوى تحررية وقومية ويسارية ووطنية وتقدمية وثورية تواصل النضال بأساليب جديدة وطرق حديثة، تحارب الإرهاب والأفكار الدخيلة على المجتمع التونسي والأمة العربية. في المقابل تتربص بهم قوى الإرهاب و تحاول قوى الظلام والغيب والجاهلية اللابسة عباءة التدين والسلف الصالح تصفية رموز وقادة الثورة المؤثرين.ولغاية اليوم نجحت في تصفية الشهيد شكري بلعيد واليوم في اغتيال الشهيد محمد البراهمي. بين شعب تونس وقواه الثورية والقوى الظلامية حرب مفتوحة على كل الاحتمالات هذا ما تريد عملية الاغتيال الجبانة قوله للجميع. فهذه الجماعات الظلامية تلجأ لاستخدام وسائلها الإرهابية المعروفة عبر الاغتيالات والتفجيرات والتصفيات بغية إرهاب قوى الثورة الحية. بالأمس قتلوا شكري بلعيد بتفجير إرهابي واليوم يغتالون محمد البراهمي بنفس الأسلوب الهمجي. فإلى متى الصمت والانتظار؟
يحاربون قوى الثورة ويغتالون رموزها من أجل وقف عجلة الثورة، لكن هيهات من الثورة الذلة والانحناء والاستسلام. فهذه الثورة انطلقت لأجل التغيير الجذري والأبدي ولن توقفها كل وسائل الإرهاب الهمجي. هذه الثورة تنتمي لشعب حيّ لا يموت، ولأرض خضبت بدماء الشهداء والذين ضحوا بحيواتهم لأجل عروبتها وعزتها وحريتها. تنتمي للشهيد الطيار ميلود بن ناجحة الذي حلق في سماء فلسطين عاليا قبل ان يهبط مع رفيقه السوري خالد اكر في معسكر للجنود الصهاينة بالجليل الفلسطيني المحتل ليقول لهم من هناك اننا امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ومصير واحد ومشترك. وأن هذا الاحتلال الصهيوني وأدواته الرجعية العربية الى زوال. وأن التطبيع مرفوضُ ومجرمُ ومحرمُ وممنوعُ ولا يمكن تمريره، كما لا يمكن السماح لمن يرفض تجريمه بالبقاء في دفة الحكم وقيادة الأمة لأنه بهذا يقودها نحو الهاوية.
لسان حال ثورة تونس يقول : إسطبل التطبيع العربي مع الصهاينة الى زوال وكل من فيه الى جهنم وبؤس المصير.
شعب تونس مطالب اليوم ان لا يترك هذه القضية تمر مرور الكرام وأن يصعد نضاله اليومي والمستمر كي يسقط القوى التي تتستر على المجرمين الإرهابيين الاستئصاليين وتعينهم وتساعدهم على البقاء و تنفيذ برامجهم ورؤاهم وأفكارهم الجهنمية. إنها لحظة مواجهة الحقيقة والتعامل معها حفاظا على الثورة وحيوات قادتها ومناضليها. فدماء محمد البراهمي يجب ان لا تذهب هدرا، ويجب ان يعلن الشعب صراحة انه سيحاسب المسئولين عن قتل شكري بلعيد ومحمد البراهمي، أعداء وحدة شعب تونس وتنوعه وانفتاحه وتعدديته وثقافته المتسامحة.
كل عربي حر وتقدي وقومي وثوري يردد اليوم مع شعب تونس قول شاعره الكبير الخالد أبو القاسم الشابي في قصيدته فلسفة الثعبان المقدس :
«أنَّ السَّلاَمَ حَقِيقة ٌ، مَكْذُوبة ٌ والعَدْلَ فَلْسَفَة ُ اللّهيبِ الخابي»
«لا عَدْلَ، إلا إنْ تعَادَلَتِ القوَى وتَصَادَمَ الإرهابُ بالإرهاب»