السبع: «العمل» تساند من قاموا بالفصل وتغطي انتهاكاتهم…
المحفوظ: الآخرون يشوهون العمل النقابي وتاريخنا يمنعنا من الرد على الإساءات
قال الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين سيدسلمان المحفوظ: «إن اﻵخرين غيرنا يذهبون في التشنيع والتشهير والتشويه للعمل النقابي وما يشوهون إلا أنفسهم وما يشعرون، أما نحن فلا نريد ولا يليق بتاريخنا ومكانتنا التي صنعناها بالتضحيات أن ننزلق إلى هذا المستوى من الرد على الإساءة بمثلها بل نركز على تحقيق أهدافنا».
وأشار في حفل تكريمه بمناسبة حصوله على منصب نائب الأمين العام في الاتحاد العربي للنقابات الذي رافقه تكريم النقابيين المفصولين مساء السبت (8 يونيو/ حزيران 2013) في قاعة منتزه عين عذاري إلى أنه «لابد لنا من أن ننأى باتحاداتنا عمن نأى بنفسه عن أحلام الشعوب وظل يتفرج على موجها الهادر فكان الاتحاد العربي للنقابات الذي شاركنا فيه مظلة عربية نقابية ديمقراطية حرة مستقلة».
وأضاف «أقف أمامكم أيها الأحبة أخا وصديقا ورفيق درب حيث لا حواجز بيننا ولا حدود ولا مناصب ولا مراكز بل كتلة موحدة ومتحدة تذوب في حب هذا الوطن في حب هذا الاتحاد في هوى البحرين الغالية وأي شيء أغلى من البحرين في عشق هذا البيت الذي عمّرته قبلنا أجيال وأجيال ونحن على آثارهم سائرون».
وأردف «أقف الليلة أماكم حيث تختلط عندي مشاعر الامتنان والسعادة بمشاعر الإحساس بالمسئولية والتي سيكون اتحادنا بعونه تعالى قادرا على تحملها، عندما تكبر المسئولية ويتسع مداها بحجم وطننا العربي الكبير بل بحجم العالم كوننا نؤسس فرعا للاتحاد الدولي للنقابات ITUC على مستوى المنطقة العربية».
وتابع ان «ما تطوقونني به الليلة هو طوق أمانة وتكليف قبل أن يكون طوق حفاوة وتشريف وإننا في الوقت الذي نحتفي يجب ألا يغيب عن أذهاننا أنه تحد عظيم. لن يجدينا شيئا أن ننام أو أن نتقاعس فلئن كان صحيحا أن شمس الحق لا تغطى بغربال فإن هذه الشمس لن يكون لها أثر إن لم يكن هناك من يستفيد من طلوعها ويهيئ الفضاء لتملأ أشعتها صحن منزله كل يوم».
وأفاد «لئن كان صحيحا أن هذا الاتحاد العام بوجوده وحضوره ومصداقيته ومهنيته وصموده في الدفاع عن العمال قد كسب احترام العالم فإن هذا الاحترام لكي يستمر ويتواصل يحتاج منا ألا ننام على الأمجاد ولا نقول كنا وكنا ونغرق في عسل الماضي ولا نقول سنكون وسنكون فننغمس في وهم المستقبل الآن وليس غدا، فمطلوب منا توسيع العضوية وتطوير الهياكل وتقوية التلاحم والتضامن العمالي وبدون هذا الاشتغال فلا يمكن للاتحاد أن يستمر في محافظته على وجوده».
وأكمل محفوظ «احتفاؤنا الليلة بإنشاء المظلة العربية النقابية الجديدة التي ستكون رافعة جديدة للعمل النقابي والتضامن العمالي بين ملايين العمال في وطننا العربي الكبير وحيث اكتشفنا هذه اﻷمة في ربيعها الجديد».
وواصل «أعدكم بأن أكون لكم في هذا الاتحاد العربي النقابي الوليد صوتا مدويا رافعا رسالة عمال البحرين إلى إخوانكم وأخواتكم عمال الوطن العربي ومن خلاله للعالم اجمع».
وقال «تهانيكم وتكريمكم محله القلب وهو تكريم ليس لشخصي فما كنت هناك إلا رسولا منكم وما كنت هناك إلا بسببكم ومن أجلكم وأخص بالذكر انتم يا من أوذيتم في العمل النقابي انتم يا من قطعت أرزاقهم وصودرت لقمة أطفالهم بسبب عملهم النقابي وقد عاد جزء منكم مرفوع الرأس عالي الهامة وسيعود من تبقى بنفس العلو والشموخ وإنني منكم ومن آلاف العمال الذين كابدوا محنة الفصل في كل قطاع استمد القوة والعزيمة والإصرار».
وأضاف المحفوظ «لم نكن نحن لنسعى يوما لشق الصف العمالي العربي فاتحادنا على صغره كان حتى قبل تأسيسه اتحادا وعندما كان لجنة كان درعا حصينا من دروع الايكاتو وكان أيام فقيد الحركة النقابية العربية المناضل النقابي الكبير المرحوم حسن جمام ركنا ثابتا من أركان الحركة النقابية العربية ولكن جرت رياح التقلبات النقابية بما لا تشتهي سفن الحركة النقابية المخلصة فوجدنا أنفسنا أمام قيادة الايكاتو لم تكن في مستوى الحدث تتفرج على معاناة العمال العرب وتنأى بنفسها عن ربيعهم وتختبئ والعمال العرب يذوقون مرارة الفصل والتهميش وقطع الأرزاق وتصل إلى حد مهاجمة أعضاء الايكاتو أنفسهم وضم كيانات نقابية بديلة ما أسست إلا لشق الحركة النقابية في كل قطر عربي، وهنا كان لابد لنا من أن ننتفض».
وذكر «لابد لنا من أن ننأى باتحاداتنا عمن نأى بنفسه عن أحلام الشعوب وظل يتفرج على موجها الهادر فكان الاتحاد العربي للنقابات مظلة عربية نقابية ديمقراطية حرة مستقلة».
وأردف «كان اتحادكم كبيرا لا بأعداده بل بكم وبحضوركم وبصمودكم لينال هذا الموقع المتقدم في قيادة الاتحاد العربي للنقابات».
وشدد على أن «النبتة التي سقيتموها دمكم وعطاءكم تصبح اليوم شجرة وارفة الظلال راسخة الجذور عميقة الامتداد وأسألكم العون والمساندة واسأل الله التوفيق لنكون بعونه تعالى في مستوى التحدي وفي مستوى التطلع الذي تنشدونه كقيادات نقابية».
وختم المحفوظ بقوله «أدعو الله أن يجعل هذا الموقع بالنسبة لنا تكليفا لا تشريفا نتحمل فيه باسم عمال البحرين عبء الدفاع ليس عن عمال قطر واحد فحسب بل عن عمال الوطن العربي بأكمله وطموحهم في سبيل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة اﻻنسانية».
ومن جانبه، ألقى النقابي المفصول حسين السبع كلمة النقابيين المفصولين خلال الحفل، ذاكرا فيها «لقد مرت بالمملكة محنة عمالية وأزمة حقوقية بسبب أحداث 2011 وكاد لواء العمل النقابي يسقط وتذهب جهود السنين أدراج الرياح لولا الصمود الأسطوري الذي أظهره الأمين العام ومن خلفه أعضاء الأمانة العامة للاتحاد وفي أوج الأزمة وتحت الظروف والضغوط القاسية».
وأضاف السبع «لقد نهض بالمسئولية الحقوقية والنقابية متناسياً المصالح الشخصية ومتعالياً على الجراح ومتجاهلاً لكل التهديدات، وكل ذلك تضحية وتفانيا من اجل الرسالة والهدف الذي يحمله ويتبناه وبهذا استحق كل هذه التكريم والحفاوة الدولية فهي لم تأت من فراغ ولا مجاملة بعيدة عن الحقيقة والواقع العملي، فلكل مجتهد نصيب ولكل باذل عوض».
وأكمل «إننا ونحن نعيش اليوم الكثير من التحديات ونواجه الكثير من الصعوبات التي يفتعلها البعض من اجل تضييع الحقوق في ضرب العمل النقابي وتشويه صورته بل ومحاولة إبعاد المخلصين والمبدعين من أهل الخبرة عن تبني ملفات تمس حقوق العمال المضيعة والمهددة، بأمسّ الحاجة للتكاتف وتوحيد الجهود والإصرار على مواصلة المشوار النقابي والاضطلاع بمسئولياتنا تجاه العمل والعمال».
وتابع ان «من أهم الصعوبات التي تواجه الاتحاد والنقابيين الشرفاء الحواجز غير المبررة التي تكونت بسبب إفرازات الأزمة والتي حاول البعض ولايزال يحاول تغليظها بين ممثلي العمال من جهة وأصحاب العمل والحكومة من جهة ثانية، إن هذه الحواجز هي التي عقدت الحل في الكثير من الملفات العالقة وعلى رأسها ملف المفصولين وهو ملف في حقيقته سهل ممتنع».
ولفت إلى أنه «لو أن الترابط والتعاون وتبادل الثقة بين هذه الجهات الثلاث كان بالمستوى المطلوب لما كان هناك تأزيم ولا كانت هناك حاجة للجوء لمنظمة العمل أو الاتحاد الدولي للنقابات، لكننا شهدنا انفصالا وتفككا بل وتناقضاً في المواقف بين هذا المثلث».
وواصل السبع «نحن عشنا وشهدنا الجهود المضنية المبذولة من قبل الاتحاد لإعادة اللحمة والتعاون بين مكونات هذا المثلث، فقد كان دائماً يمد يده لأي جهة ستساهم من قريب أو بعيد في الوصول لحقوق العمال وحل مشكلاتهم، إلا أنه وللأسف الشديد نلاحظ إعراضا وإغلاقا لأبواب التلاقي والتفاهم من الجهات الأخرى».
وأشار إلى أن «ملف المفصولين أصبح عرضة للكثير من التجاذبات والتعقيدات التي لا داعي لها مع وجود التوجيهات الملكية والأوامر العليا الصريحة من نواب رئيس الوزراء بل ومع وجود توصيات لجنة تقصي الحقائق مشفوعة بتوصيات جنيف فهل بعد كل ذلك يوجد عذر أو حجة لأحد في إنهاء هذا الملف وإعادة جميع المفصولين لأعمالهم وإعطائهم جميع حقوقهم».
وأوضح أن «الغريب في الأمر أن تأتيك اللطمة والمخالفة الصريحة من الجهات المسئولة عن تنفيذ هذه التوجيهات والتوصيات من وزارة العمل، فكم تصريح للوزير يتلوه بيان لوكيله يحاولون فيها الرقص على جراح ومعاناة المفصولين فتارة يعتبرونهم مجرد أرقام زاد هذا وقل ذاك، وتارة يلغونهم من الوجود أساسا بادعاء ألا وجود لمفصولين أو اننا أغلقنا ملف المفصولين، وعندما يصبحون تحت الضغط تتغير أرقامهم فيعطون نسباً بعيدة عن الواقع وتناقض في الوقت نفسه ادعاءاتهم بعدم وجود قوائم سوداء».
وأبدى السبع تعجبه «من تخبطات وتناقضات وزارة العمل بل وممارساتها التي تحاول من خلالها مساندة المفسدين الطائفيين ممن تسببوا في الفصل اللاقانوني والتعسفي بل انها تحاول التغطية على جرائمهم بالاستناد لأرقامهم مرة وبالضغط على المفصولين للتنازل لصالح الفاصلين مرة أخرى، وقائمة المعاناة مع وزارة العمل تطول ولن تستوعبها هذه الكلمة المختصرة».
وتابع «على أية حال علينا الاعتراف بالجهد الذي بذله الاتحاد من خلال أمينه العام وأعضاء الأمانة العامة في ملف المفصولين خلال السنتين الماضيتين وانه كان لأدائهم الحرفي والمهني الفضل في رجوع معظم المفصولين لأعمالهم».
وختم السبع «نحن هنا وفي وقفتنا المساندة والداعمة لهذا الاتحاد، الذي رفع رأس الوطن عاليا بحصده للكثير من الجوائز العالمية، نطالبه بمواصلة العمل من اجل إنهاء الملف وبشكل دائم فلايزال هناك المزيد من المفصولين ولاتزال الانتهاكات متواصلة لحقوق العائدين لأعمالهم من خلال التضييق عليهم والتمييز بحقهم والتهميش لهم ولمهماتهم ولايزال المفسدون يلعبون الأدوار القذرة في الضغط على الكثيرين من العمال العائدين لأعمالهم للقبول بتسويات بغية التخلص منهم في العمل وما يحدث في ألبا خير دليل على ذلك».
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3929 – الإثنين 10 يونيو 2013م الموافق 01 شعبان 1434هـ