منصور الجمري
الحوار الوطني يحتاج إلى أفكار لمساعدته على النجاح؛ لأن فشل الحوار له عواقب سلبية على البحرين؛ إذ إن استمرار الأزمة السياسية والتوتر الأمني لا يعطل مسيرة الحياة فقط؛ وإنما يُحوِّل بلادنا إلى بؤرة من المشاكل المؤرقة. إن إنجاح الحوار يتطلب أجواء مختلفة عن ما نشهده من عملية تسجيل النقاط، وتضييع الوقت بانتظار متغيرات مجهولة قد تحدث وقد لا تحدث، بينما تستنزف طاقات البلاد بصورة مؤلمة.
البعض يعتمد على مبدأ تفريق المجتمع معتقداً أن ذلك يحمي المصالح الحالية، ولكن هذه النظرة غير صائبة؛ لأن الضرر الذي يصيب فئة من المجتمع ينتقل إلى الفئات الأخرى. إضافة إلى ذلك، فإن تفريق المجتمع وتحويله إلى طوائف وقبائل يلغي مفهوم الدولة الحديثة، ويصبح الحديث عن الوطن لا يخرج عن إطار الشعارات الفارغة التي لا تعني شيئاً على أرض الواقع.
الحوار ولكي ينجح، يحتاج إلى رؤية وطنية مستقبلية مشرقة جامعة، ومثل هذه الرؤية تنطلق من الثقة بالقدرات الذاتية للبحرين، وبالتالي يمكننا أن نتحدث بكل جدارة عن حل بحريني يجمع البحرينيين ولا يفرقهم، يقرب بين قلوبهم ولا يمزق شملهم، يحفظ أمن الوطن واستقراره من خلال احترام الحقوق الأساسية والدستورية.
إنجاح الحوار يحتاج إلى برنامج عمل يوحد المشتركات المذكورة في الوثائق السياسية التي طرحتها الاتجاهات الفاعلة على الساحة السياسية. إنجاح الحوار يحتاج أيضاً إلى أن تفصح الجهات الماسكة بالقرار السياسي الرسمي عن الإطار الذي يمكن مناقشته على طاولة الحوار. فحالياً ليس هناك إطار واضح، رغم أن الجهات الرسمية لديها، مثلاً، ميثاق العمل الوطني والمبادئ السبعة لمبادرة سمو ولي العهد. إنجاح الحوار يحتاج إلى الصراحة في الإعلان عن الإطار الجامع، ويحتاج إلى آليات مقبولة ومجربة في كل أنحاء العالم.