قال الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين سيد سلمان المحفوظ إن الاتحاد العام للنقابات وصل إليه عدد من الشكاوى من مجموعة من الذين تم استدعاؤهم وإبلاغهم مباشرة بوضوح أن الشركة تخلصت منهم وعليهم تلقي عرض التقاعد الهزيل جدّاً الذي لا يزيد على شهر عن كل سنة.
ولفت إلى أن هذا العرض لا يغني ولا يسمن من جوع وخاصة بالنسبة إلى من لا يزالون حديثي التوظيف وليس لهم من سنوات الخدمة ما يجعل تقاعدهم مجزياً وعليهم لاتزال أعباء عائلية ومعيشية وبنكية، هذا بالإضافة إلى أن توظيفهم أمر غير متيسر في ظل سوق عمل شحيح بالوظائف المناسبة وبطالة متصاعدة.
وأشار المحفوظ إلى أن ما يحدث في طيران الخليج أصبح يتجاوز كل الأعراف العمالية الرصينة من تقدير للعمال، فبعد أن ظلت الشركة تدعي طوال الفترة السابقة أن التقاعد سيكون اختياريّاً في إطار ما يسمى بالهيكلة وهو مشروع سمعنا عنه الكثير لكننا لم نجد تفصيلاً حقيقيّاً له يقنعنا بجدواه وطريقة تنفيذه، ها هي إدارة الشركة تنتقل من مرحلة الطوعية الوهمية إلى القسرية المكشوفة والواضحة بطريقة سافرة ومفضوحة في التخلص العلني المباشر من العمالة الوطنية.
وتساءل الأمين العام أين كان المسئولون عن ملف هيكلة طيران الخليج في وزارة العمل، وقد أوضحنا لهم منذ البداية تخوفنا أولاً من غموض المشروع وغياب شرح أهدافه الحقيقية ومبرراته، وقلقنا من أنه سيئول في نهاية المطاف ليصبح تقاعداً قسريّاً وها هو قد حدث ما كنا نخشاه.
وقال: «أين ذهبت تطمينات وزارة العمل لنقابات العمال في الشركة بأن التقاعد لن يكون قسريّاً ومطالبتها النقابات بالهدوء على صعيد الإعلام وكأنها فقط (تنتظر) ليمضي سكين الفصل بصمت تام في لحم العمال حتى يصل إلى عظامهم».
ودعا الأمين العام إلى متابعة ملف طيران الخليج ومساءلة إدارة الشركة عن عمليات الفصل المقنن تحت غطاء عرض طوعي وهو عكس ذلك وقد يؤدي إلى حدوث مشكلة كبيرة لعمال الشركة والتي ستعرض عشرات العمال للتسريح والتسكع على رصيف البطالة والحاجة في وقت تتواصل ادعاءات الوزارة بتوفير فرص العمل وحل مشكلة البطالة وفي تناقض مثير للسخرية بين الواقع والتنظير.
وبين الأمين العام أن حل مشكلة البطالة ليس مجرد أرقام ورسوم بيانية على شاشة (الباور بوينت) ولا هو حملة علاقات عامة، بل غوص حقيقي في الواقع العمالي المكتظ بالمعاناة والألم وحيث لا يجد المسرحون اليوم من طيران الخليج فرصة لأي عمل آخر يكافئ عملهم السابق.
وذكر المحفوظ حين نتحدث عن مفصول قضى مدة طويلة نسبيّاً من الخدمة فقد يكون في العرض ما يغريه بحكم ارتفاع حجم المبالغ وبحكم أنه لم يعد لديه بسبب العمر مزيدا من السنوات ليقضيها في العمل، لكن حين نتحدث عن شباب في الثلاثينات والأربعينات وقد دخلوا سوق العمل متأخرين أصلاً بعد سنوات قضوها عاطلين عن العمل حتى حصلوا على وظيفة لائقة وإذا بهم اليوم وهم في أشد الحاجة إلى العمل يسرحون بحجة عدم الحاجة إليهم فما الذي يفعله شخص مستغنى عنه في هذه الظروف وحيث سوق العمل لا يوفر الوظائف المجزية ذاتها.
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3873 – الإثنين 15 أبريل 2013م الموافق 04 جمادى الآخرة 1434هـ