في المهرجان الجماهيري الذي اقيم في مجمع النقابات المهنية في عمان
القاها عضو القيادة العليا المهندس هشام النجداوي
أيها الحضور الكريم
أيتها الرفيقات… أيها الرفاق
باسم رفاقي في القيادة العليا للحزب احييكم
اليوم هو السابع من نيسان.. يوم كبير في التاريخ المعاصر لنهوض أمتنا العربية.. حيث كان لها موعد مع تفتح أزاهير نيسان عام 1947 لينطلق من دمشق اعلان اشهار حزبنا.. حزب البعث العربي الاشتراكي فتلقفته عناصر الشباب والعمال والكادحين والفقراء والمثقفين الثوريين ليحملوا رسالة الحزب ويتناقلوها لتعم ارجاء وطننا الكبير من المحيط الى الخليج ومن شمال الاسكندرون وزاخو الى شواطئ بحر العرب والمحيط الهندي.. انها ثورة البعث الشاملة.. ثورة الامة العربية المتصلة بحضارتها الانسانية التاريخية العريقة ورسالتها الخالدة في الوحدة والحرية والاشتراكية
ايها الحفل الكريم…
لقد عاشت كوكبة رواد البعث الاساتذة من كبار القوميين الثوريين وعلى رأسهم القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق مع أحلام الامة في النهوض والتقدم وعكفوا منذ ثلاثينات القرن الماضي على استخلاص المبادئ العظيمة للبعث من مجمل نضالات الامة وعصورها الذهبية وفي مقدمتها الرسالة الاسلامية المحمدية التي شملت باشعاعها الحضاري مختلف بقاع الارض فأعاد مؤسسو البعث الى تلك المباديء السامية ألقها.. وكان البعث الحامل من جديد لواء الرسالة الخالدة بنظام وتنظيم ثوري استطاع بديناميكية مبهرة أن يستقطب العناصر النضالية الشريفة ويفجر كوامن القوة في اوساط الشباب والكهول والنساء من مختلف القطاعات الشعبية
ايتها الرفيقات.. ايها الرفاق
ثورة البعث لم يدرك أعداء الامة آنذاك حجمها وقدراتها لكنهم وبعد فترة قصيرة من انطلاقتها عرفوا ما تمثله من قوة جماهيرية شعبية وخاصة بعدما تلاقت مع ثورة يوليو في مصر.. ثورة الرئيس الخالد جمال عبد الناصر وأنتج ذلك التلاقي الوحدة الاولى بين مصر وسوريا في الجمهورية العربية المتحدة ثم توالي التغيرات الثورية في فلسطين والعراق والجزائر واليمن والسودان وغيرها الامر الذي دفع بأعداء الامة من الاستعماريين والامبرياليين الصهاينة الى التخطيط والتآمر والحروب المباشرة وغير المباشرة.. حروب صليبية اطلسية وعلى رأس تلك الحروب غزو العراق والاطاحة بنظام الثورة الوطنية حامل المشروع النهضوي القومي مما أدى الى ما نشهده اليوم على الساحة العربية تأليب القوى المضادة الداخلية والخارجية تحت مختلف التسميات والشعارات في محاولات بائسة لانتزاع زمام المبادرة من أيدي القوى الثورية الحقيقية مستخدمين في ذلك أجهزة ما يسمى بجامعة الدول العربية واموال النفط الاسود الذي يقوم على حراسته انظمة جرى اعدادها وتنصيبها مسبقا لتقوم بادوارها عند الحاجة وفي الوقت المناسب
ايها المناضلون الاحرار.. ايها الجمع الكريم
في حزبنا نخاطبكم اليوم – يوم البعث.. يوم الذكرى السادسة والستون لانطلاقته وندعوكم الى رص الصفوف ومواجهة قوى اعداء الشعب.. القوى الظلامية والعدمية وقوى الشد العكسي لاحباط المخططات المدبرة والتي يجري تدبيرها لتصفية القضية الفلسطينية ومحاولات الانقضاض على مكتسبات ومنجزات الامة ومشروعها القومي النهضوي
نخاطبكم في يوم البعث هذا وندعوكم الى دعم ثورة العراق الدائمة ورجال المقاومة العراقية تحت لواء قائد النصر وشيخ المجاهدين عزة ابراهيم الذين اذاقوا الغزاة الاطلسيين واعوانهم وعملائهم الشعوبيين مرارة الهزيمة والخسران..
ايها الرفاق… ايها الحفل الكريم…
وعلى الصعيد القطري في الاردن فقد شهدت البلاد في الفتره الاخيره محاولات رسميه للالتفاف على غايات الاصلاح السياسي والاقتصادي التي ناضلت جماهير شعبنا على مر العقود الماضيه، مثلما كانت شعارات مرحليه للتحركات والحراكات الشعبيه المتواصله ما تسبب في تعميق الازمه الدائمه والمستحكمه التي تفاقمت بعد انتهاج مؤامرة الصوت الانتخابي الواحد وملاحق تلك المؤامره ضمن تخطيطات انتخابات الدوائر الوهميه او القبليه ثم اخيراً مبتكرات التحايل والانحراف عن مطلب التمثيل النسبي والقوائم الحزبيه واستبدالها بقوائم التجميعات الشخصيه المعتمده على المال السياسي المستمد من الفساد او غسيل الاموال لاقامة هياكل لمجالس نيابيه تهدف الى تعزيز نفوذ ومصالح طبقات وفئات معلومه لدى الكافه وان كل تلك المحاولات اليائسه قد ثبت الآن وقبل الآن؛ أن مصير تلك المحاولات الى الفشل اذ لا يمكن اعادة عقارب الزمن الى الوراء ما يقتضي مزيداً من التضحيات والنضال الدائم.
لهذا نخاطبكم وندعوكم اليوم الى تشديد العزيمه والى مزيد من الوحده والتمسك لمواجهة الاخطار واحباط المؤامرات والمخططات المحدقة ما جرى تنفيذه منها وما يجري التخطيط له اجنبيا واقليميا ورسميا عربيا فنحن اليوم في صراع مباشر وشرس مع قوى العدوان والتآمر وهو ما كان نبه اليه البعث على مدى تاريخ نضاله الطويل والذي اكده في انطلاقته أن طريق مشروعنا للبعث لن يكون مفروشا بالورود والرياحين وانما هو طريق طويل تقتضي التضحيات بالارواح والدماء
ان ذكرى تأسيس حزبنا – حزب البعث العربي الاشتراكي لمناسبة جليلة نتذكر فيها تضحيات شهداء الامة العربية الابطال الذين لولا تضحياتهم بارواحهم لما تحقق للامة تعزيز اداتها الثورية البعث وترسيخ مسيرته الجهادية وتثبيت مفاهيمه ونظريته، وفي مقدمة الشهداء الرفيق القائد صدام حسين الذي ضرب اروع امثلة البطولة واندرها وهو يواجه "المشنقة ". كما ان اولئك الذين اعتقلوا واسروا وواجهوا التعذيب حتى الموت مهدوا للانتصار العظيم على الغزو الامريكي ويمهدون الان للانتصار على وريثتهم ايران في الانتفاضة الحالية ضدها.
تحية للقائد المؤسس احمد ميشيل عفلق الذي زرع بذور البعث ورسم خطوط امتداداتها بآفاقها الاستراتيجية في الامة و مغازيها الانسانية البليغة، وتحية لكل مناضل بعثي عانى وتعذب من اجل ازدهار عقيدة البعث ونجاحها في التطبيق، وتحية لكل المقاومين العرب في فلسطين والاحواز وغيرهما. وعاشت المقاومة العراقية والعربية اينما وجدت رمزا لبطولة الامة العربية وقدراتها غير المحدودة على تحقيق النصر في احلك الظروف وأشدها قتامه , تحية للامين العام لحزبنا قائد الجهاد والتحرير عزة ابراهيم على ارض الرافدين. عاش البعث تجسيدا لعقيدة الامة العربية ورمزا لبطولاتها وممثلا لاعظم بناة حضاراتها. سيبقى البعث منارة الامة في دياجير الظلام ومنقذها وطليعة ثوارها , والله اكبر الله اكبر الله اكبر وليخسا الخاسئون.
هشام النجداوي