أجّلت المحكمة الكبرى الجنائية الثالثة برئاسة القاضي إبراهيم الزايد، وعضوية القاضيين الشيخ حمد بن سلمان آل خليفة وبدر العبدالله، وأمانة سر إيمان دسمال، قضية مهاجمة مركز شرطة سترة والمتهم فيها 32 من بينهم المصوِّر أحمد حميدان (25 سنة)، وذلك حتى 13 مارس/ اذار للقبض على الشهود وتغريمهم.
وحضر عدد من المحامين مع المتهمين، من بينهم المحامي محسن العلوي، سيدهاشم صالح، فاطمة الحايكي منابة عن عبدالهادي القيدوم، وعبدالعزيز الموسى منابا عن نجلاء علي باقر، حسين أحمد، ومنن الدرازي منابة عن فاطمة خضير، سيدهاشم الوداعي، مريم عاشور منابة عن أحمد الشملان، فاضل السواد الذين حضروا للاستماع لشهود الإثبات، والذين لم يحضروا على رغم تبليغهم بحضور الجلسة.
وقد ذكر المحامي فاضل السواد ان ذوي المصور نقلوا له تعرض ابنهم لسوء معاملة وطلب الحاضرون ضم شكاوى التعذيب كما طلبوا ان تنتدب المحكمة احد اعضائها للتحقيق في شكوى التعذيب، في الوقت الذي انكر متهم امام المحكمة ما نسب اليه لحضوره للمرة الاولى، وذكر المتهم انه سيوكل محاميا للدفاع عنه، وقد تحدث المتهمون في جلسة سابقة عن تعرضهم للضرب والتعذيب والتهديد، ما دفعهم للاعتراف بالواقعة، رغم أنهم لم يقوموا بها.
كما بيَّن آخرون أنهم لم يكونوا في مكان الواقعة وقت حدوثها، فمنهم متهمان كانا في البحر، وآخر كان مع شقيقه في العمل.
كما لفت متهم إلى أنه قبل 4 أيام من الواقعة صدر بحقه حكم براءة وأخلي سبيله، إلا أنه اتهم بشكل كيدي بهذه القضية لرفضه العمل كمخبرٍ لدى ضابط، على حد قوله.
كما بيَّن آخرون أن أحدهم يوجد حديد في رجله، وآخر يحتاج لعملية في رجله. كما أن أحدهم كانت رجله مكسورة، وليس متصوراً مشاركته في الواقعة.
كما أوضح متهم أنه أجبر في مركز الشرطة على الاعتراف، إلا أنه أمام النيابة أنكر الواقعة ومشاركته فيها.
وجدد المحامون الحاضرون طلب الإفراج عن موكليهم؛ فبعضهم طلاب، وبعضهم المعيلون الوحيدون لأسرهم، كما أنهم قضوا 6 أشهر في التوقيف.
وكان المحامي فاضل السواد قال ان المصوِّر أحمد حميدان (25 سنة) وجهت إليه ثلاثة اتهامات إلا أنه «لا دليل ضده في أي من الاتهامات الثلاثة فضلاً عن أنه لم يعترف بتلك الاتهامات».
وأشار السواد إلى أن «النيابة العامة وجهت له مع آخرين أنهم أشعلوا مع آخرين حريقاً في مركز شرطة سترة، وكان من شأن ذلك تعريض حياة الناس والأموال للخطر، وذلك على النحو المبين في الأوراق».
وتابع: «التهمة الثانية هي أنهم اشتركوا وآخرون مجهولون في تجمهر بمكان عام مؤلف من أكثر من 5 أشخاص الغرض منه الإخلال بالأمن العام مستخدمين في ذلك العنف لتحقيق الغاية التي تجمعوا من أجلها وذلك بأن قاموا بأعمال التجمهر والحرق على النحو المبين بالأوراق». وواصل «أما التهمة الثالثة فإنهم حازوا وأحرزوا عبوات قابلة للاشتعال (زجاجات مولوتوف) بقصد استخدامها في تعريض حياة الناس والأموال العامة والخاصة للخطر على النحو المبين في الأوراق»، مؤكداً أنه «لا دليل ضده، كما أنه لم يسجل أي اعتراف ضده»، لافتاً إلى أن «الجلسة المقبلة ستكون بتاريخ (12 فبراير/ شباط 2013)؛ وذلك لاستدعاء شهود الإثبات».
من جانب آخر، بيّن قريبون من حميدان أنه «بدأ التصوير في العام 2011، وحصد منذ ذلك الوقت 137 جائزة من خلال المشاركة بـ 29 صورة على المستوى العالمي».
وأشاروا إلى أن «تلك الجوائز كانت في الولايات المتحدة الأميركية وهنغاريا وصربيا، ويأتي في المركز الثاني من حيث الجوائز في الخليج العربي».
ولفتوا إلى أن «الجوائر التي حصل عليها كانت من خلال مسابقات معترف بها من الاتحاد الدولي لفن التصوير «FIAP» والجمعية الأميركية للتصوير، وهما أشهر منظمتين لمسابقات التصوير في العالم». وقالوا إنه «عضو في الجمعية الأميركية للتصوير».
وعن اعتقاله، ذكروا أن «حميدان كان ومن معه متوجهين للسينما عندما تم اعتقاله من مجمع السيتي سنتر»، مشيرين إلى أنه «كان من المفترض أن يبدأ الفيلم الساعة الواحدة فجراً، وكان أحمد ومن معه متجهين لمشاهدة الفيلم عند الساعة 12:50 بعد منتصف الليل».
وتابعوا «وصلوا إلى السينما، وأثناء شراء الفشار امتلأ المكان في هذه اللحظة بمدنيين وكانوا يتجهون إلى أحمد، وتم سؤاله عن بطاقته فرد بأنه لم يأتِ بها لأنه سيدخل السينما».
وواصلوا «عرَّف عن نفسه، وعندما أعطاهم اسمه تم اعتقاله على الفور».
وبينوا أن «حميدان اتصل بأهله بعد يومين من الاعتقال، وحصل على زيارة قبل أيام، كما أنه تعرض لانتهاكات نفسية فضلاً عن أنه كان في السجن الانفرادي وكانت الزنزانة باردة للغاية».
وأفادوا بأنه «كان ملاحقا منذ 6 شهور، وخلال هذه الفترة فصل من عمله في إحدى الشركات الخاصة بسبب ذلك، وكانت تتم مداهمة منزلهم باستمرار فضلاً عن منزل عمه وجده».
وكانت منظمة مراسلون بلا حدود أعربت عن انشغالها العميق بمصير المصور أحمد حميدان الذي لايزال رهن الاعتقال منذ توقيفه يوم (29 ديسمبر/ كانون الأول 2012).
يشار إلى أن رئيس نيابة المحافظة الوسطى علي الشويخ صرّح بأنه «بشأن ما جاء بإحدى الصحف (الوسط) من القبض على أحمد رضا أحمد حميدان أثناء تواجده بمجمع الستي سنتر، فإن المذكور متهم في قضية الهجوم على مركز شرطة سترة (8 أبريل/ نيسان 2012)، والتعدي على أفراد الأمن بقنابل المولوتوف وقاذفات الأسياخ والمسامير الحديد، ما أسفر عن حرق أحد أبراج المركز وإصابة أحد أفراده بعبوة مولوتوف ومسمار مقذوف استقر بجسمه.
وقد دلت تحريات الشرطة على أن المتهم المذكور وواحداً وثلاثين متهماً آخرين هم مرتكبو تلك الواقعة، وقد تولت النيابة العامة التحقيق في الواقعة فور إخطارها بها وتولت عمل المعاينات اللازمة وندب المختصين فنياً وسؤال الشهود واستجواب من تم القبض عليه من المتهمين وإرفاق التقارير الفنية وانتهت إلى إحالة أوراق القضية إلى المحكمة الكبرى الجنائية لمحاكمة المتهمين بتهم التجمهر والشغب وصناعة وحيازة عبوات متفجرة والتعدي على أحد أفراد الأمن والتخريب والإتلاف.
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3812 – الأربعاء 13 فبراير 2013م الموافق 02 ربيع الثاني 1434هـ