مريم الشروقي
يجب أن نعترف أولاً بأنّ الحوار الوطني المنتظر ما هو إلاّ بين «السلطة والمعارضة» حتى نُنجح الحوار، فالمشكلة كانت ومازالت بينهما، وأما مجلس النوّاب وتجمّع الفاتح فإننا لا نعرف موقعهما من الإعراب بصراحة!
هناك من يتساءل: هل ستدخل المعارضة في الحوار؟ ونجيبه بسؤال: هل هناك حوار من دون المعارضة أصلاً؟ وقد لاحظنا من موقف المعارضة أنّها جاهزة ومنظمة وتعمل وفق آليات، في حين إنّ المتحدّثة الرسمية باسم الحكومة كانت في ارتباك دائم، ومن خلال شبكات التواصل لاحظنا كذلك أنّ المتحدّث الرسمي للحوار متّزن وحذر ولديه القدرة على التصريح بثقة، وهذا ما نحتاجه حالياً.
لا نعتقد أن وجود ممثلّين عن مجلس النواب مهمّ عند انعقاد الحوار في «منتجع العرين»، فما هم إلاّ زيادة عدد وفائض سيكلّف الدولة، ولا نعتقد أنّ تجمّع الفاتح له الحق في الدخول كذلك، لأنّه لن يزيد شيئاً على ما ستقوله السلطة، ولكننا ننتظر حواراً فعلياً بين السلطة والمعارضة من أجل البحرين.
ولسنا أفضل من السلطة في حرصها على الوطن، ولكن قد يشكّك البعض في طموح السلطة من أجل إيجاد حلول راسخة تخرجنا من الأزمة، وقد يشكّك البعض في المعارضة لمواصلة الأزمة، وبين هؤلاء وهؤلاء نحن كمواطنين نريد أن تكون حقوقنا ومطالبنا على الطاولة، ونريد من المعارضة المشارَكة وإطلاعنا على ما تصدّه وترفضه حتى نكون على بيّنة، وحتى لا ينعتها أحد بالمتهرّبة، وكذلك نريد من الحكومة تزويدنا بما سيندرج داخل الحوار حتى لا يقول قائل إنّ السلطة تستهتر بمطالب النّاس ومصالحهم.
لقد عوّل المجتمع العالمي على مباركة الحوار، حتى أنّ جمهورية الصين صرّحت بالأمس بمباركتها للحوار، ولم يتوانَ مفتي مصر كذلك عن التصريح بأهمّية إنجاح الحوار، وأخيراً قامت الشقيقة قطر بإبداء رأيها ورحّبت بالحوار.
وهنا يبرز تساؤل جديد: ما دخلهم، وما شأنهم إن دخلنا في حوار أم لا؟ وهل هناك عنصر ضغط من الخارج على السلطة من أجل الحوار كما يشيعه البعض؟ أم هل للمعارضة دخلٌ في هذا الشأن؟ وهل نحن -المواطنون – كالأطرش في الزفّة لا ندري ما الذي يحدث؟ أم ماذا بالضبط؟
إنّ المشكلة الرئيسية تكمن في عدم الرغبة الحقيقية بالإصلاح، إما للاعتراض على بعض المطالب، وإما لمعرفة من الأقوى في الساحة، وإمّا المماطلة بسبب صعوبة بعض المطالب واستحالتها، وإمّا لاستمرارية الفوضى!
بين السلطة والمعارضة… أرجوكم نريد حلاً سريعاً. نريد توافقاً حقيقياً. لا نريد اللعب على الذقون ولا الكلمات البرّاقة ولا التوصيات التي سيكون مصيرها سلّة المهملات، بل نريد عملاً منظّماً توافقياً يؤدي إلى استقرار الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن مرّة أخرى، حتى لا تذهب جهود الأخيار هباءً منثوراً، فيلعب المنافقون والمتمصلحون في مسألة الحوار، ويحوّلونه إلى أضحوكة لن يصدّقها أحد بعد هذا اليوم!
تذكير لسعادة النوّاب: هل تمّ تحويل ملفات الفساد إلى النيابة العامة كما طالبتم بذلك، أم إلى الآن لم تجتمع اللجنة لتحويل الملفات؟! فلقد وجدنا استماتتكم على دخول الحوار أقوى بألف مرّة من تحويلكم ملفّات الفساد إلى الجهات المختصّة!
تذكير للمحامين الشرفاء: أين ذهبت الأموال «على قولة المعاودة»؟