مريم الشروقي
تفاجأ الشعب البحريني وتوحّدت صفوفه رغم الفجوة والاختلاف والبعد حالياً، بسبب القنبلة التي فجّرها النوّاب قبل أسبوع بتحويل بعض الجهات الحكومية إلى النيابة العامة، حسب تقرير بسيوني… آسفة… حسب تقرير ديوان الرقابة المالية!
ونحن نتساءل: هل النوّاب هم جهة الاختصاص في تحويل الفساد المالي والإداري في الحكومة إلى النيابة العامة؟ أم أنّها مهمّة الجهاز التنفيذي! أم أنّها مشروع برغبة من النوّاب يتعطّفون من خلاله ويأملون بأن تتكرّم الحكومة عليهم بتنفيذ هذه الرغبة، لحفظ ماء وجه «…»، لأنّ مواقف في مجلس النوّاب اختفت! وإنّما يجدهم الشارع اليوم هزّلاً ضعافاً في قول الحق وإظهار الحقيقة والخوف من الله الذي لا يغفل عن تركهم للفساد، هذا الفساد الذي سمعنا عنه الكثير ولكننا لم نرَ مفسدين يحاسبون أبداً.
ربّما المفسدون في البحرين بحاجة إلى معجزة لاكتشافهم، فلا الأجهزة ولا التقارير ولا المخابرات ولا حتى «اسكوتلانديار» ذاتها تستطيع القبض عليهم، ويجب أن تستفيد الدول الأخرى من هذه التجربة الفريدة على العالم، فساد.. فساد.. فساد، من دون مفسدين ولا مجرمين، سواءً في الجانب الإداري أو المالي.
ويحق لنا أن نسأل نوّابنا الأفاضل: إن التزمتم، إذا حُوّلت هذه الملفات إلى النيابة، فمن سيُحاسب؟ صغار الموظّفين أم الوزراء؟ ونحن على يقين بأنّ الوزير هو المسئول الأوّل وهو من يجب أن تتم محاسبته قبل أي موظّف!
لا نرى المصداقية تظهر إلى النور في أطروحات النوّاب للأسف الشديد، منذ تأسيس المجلس وحتى يومنا هذا، وللتذكير وللعلم وليس للحصر، سنعدّد بعض قضايا الفساد التي فتحها نوّابنا خلال عشر سنوات عجاف، وما خرجوا به عن طريق الصراخ والثرثرة والزعيق عن الفساد، وإليكم الآتي:
1 – الفساد في صندوق التقاعد والتأمينات… فكم المبالغ التي ضُيّعت، من حقوق وتعب وكدح المواطنين، وكم مسئول تمّت محاسبته؟
2 – فساد قضيّة ألبا – ألكوا، فاحت ريحتها خارجاً قبل الداخل، ولولا الخارج لما ظهر الفساد في الداخل، فكم المبالغ الحقيقية التي أُهدِرت ولم نجد من يُحاسب المسئولين عنها؟
3 – فساد ملف الأراضي، الذي كلّف عشرات المليارات، فإلى أين وصل؟ لا نعلم، كل الذي نعلمه أنّ هذا الملف لم ولن ينتهي إلاّ عندما تستملك الدولة أراضي البحار، وتجعلها ملكاً لها حتى لا يتجرّأ أحد على استملاكها، إن كانت هناك أراضٍ في البحار متبقّية!
4 – أموال النفط، الفرق في الارتفاع، أين يذهب؟ كما صرّح بذلك النائب الثاني عادل المعاودة في إحدى خطب الجمعة. وتساءلنا هنا في إحدى المقالات عن هذا الموضوع، ولكن النوّاب كما تعلمون في عالمٍ آخر.
5 – شركة طيران الخليج، التي تبلع الأخضر واليابس، وتستنزف موازنة الدولة، دون أن نعرف من سيحاسب من؟ وقد كان استعراضاً جميلاً يومذاك عندما صرخ النوّاب صرخاتهم، ولكن دون جدوى كالعادة!
هذا غيضٌ من فيض، وما خفي كان أعظم، أليس موعدنا معكم يا نوّاب بقريب في النيابة العامّة، كما صرّحتم بذلك؟ ونحن نعدّ الأيام والساعات من أجل هذا الخبر، ولن نغفل عنه ولن نتنازل عن هذا الموضوع، وسنذكّركم أسبوعياً بما صرّحتم به أمام الرأي العام لمحاسبة المفسدين! فشكراً لكم على هذا التصريح الجريء والذي يعد سابقة ما بعدها سابقة في صرحكم.