في ”نيويورك تايمز": إذا كنت حليفاً لأميركا يمكنك أن تنجو بأفعالك
مقال لزينب الخواجة
نشرت صحيفة الـ"نيويورك تايمز" الأميركية مقالا للناشطة البحرينية زينب الخواجة حمل عنوان "البحرين حليف متوحش"، عرضت فيه حراك المعارضة في بلادها طيلة الفترة الماضية، فكتبت إن "البحرين، هذه الجزيرة الصغيرة حكمها آل خليفة لأكثر من 200 عام، وهي مقر الأسطول الأميركي الخامس، الذي يتابع حركة الخطوط الملاحية الإقليمية، ويعين المهمات المنفذة في العراق وأفغانستان، كما يتجسس على الجمهورية الإسلامية في إيران".
وأضافت الخواجة، بحسب ترجمة هيئة الإذاعة والتلفزيون السوري، أن "الشعب البحراني المضطهد انضم إلى الربيع العربي بعد سقوط حسني مبارك في مصر، حيث انطلق البحرانيون إلى الشوارع في 14 شباط 2011 يحدوهم أمل جديد، وشعر الناس، فقراء وأغنياء، سنة وشيعة، ليبراليون ومتدينون، بأنهم قادرون للمرة الأولى أن يتكلموا بحرية في العاصمة المنامة، وتحديداً عند دوار اللؤلؤة، غير أن الحرية الجديدة لم تدم طويلاً. إذ هاجمت قوات الأمن الحكومية المتظاهرين السلميين، وحطمت دوار اللؤلؤة (بعد أن بات يجسد الثورة البحرانية)".
وتابعت الخواجة مقالتها "في آذار (مارس) 2011، تدخلت وحدات من الجيشين السعودي والإماراتي لقمع المحتجين المطالبية بالديمقراطية"، مشيرة الى أن "النزول إلى الشوارع وحمل الأعلام فقط والمطالبة بالديمقراطية أصبحت تكلف المتظاهرين حياتهم، أما الدعوة لإسقاط الدكتاتور فقد تعرض المتظاهرين للصدم بالكهرباء. والإدلاء بتصريح عن حقوق الإنسان والديمقراطية فثمنها عقوبة السجن مدى الحياة".
وذكّرت الخواجة بأن "الاطفال قتلوا وبسبب تنشقهم الغازات السامة التي استخدمتها شرطة مكافحة الشغب، كما أُردي متظاهرون مراهقون برصاص قوات الأمن".
وبرأي الكاتبة، "ليس غريباً في البحرين أن تجد في السجن عائلات من أربع أو خمس أفراد في وقت واحد"، لافتة الى أن والدها عبد الهادي الخواجة تعرّض للضرب حتى فقد الوعي في شقتها أمام عيون عائلتها، كما أورد تقرير تحقيق اللجنة الخاصة بالبحرين، ثم أُلقي القبض عليه مع زوجها وصهرها، وخضعوا جميعاً للتعذيب”.
ورأت الخواجة أن "النضال من أجل الحرية والديمقراطية في البحرين يبدو ميؤوساً منه، لأن حكام البحرين يستندون إلى حلفاء أقوياء، بمن فيهم السعودية والولايات المتحدة"، مشيرة الى أن الولايات المتحدة تتحدث عالياً عن دعم حقوق الإنسان والديمقراطية، لكنها ترسل السلاح، فيما تدعم السعودية السلطة".
وبينت أن "ازدواجية المعايير هذه تكلف أميركا مصداقيتها في كافة أرجاء المنطقة، والرسالة التي فُهمت مفادها أنك إذا كنت حليفاً لأميركا، يمكنك أن تنجو بأفعالك التي تنتهك حقوق الإنسان"، وفق الخواجة التي تنتهي الى القول "مهما كان الثمن، سيستمر البحرينيون بالمطالبة بقيم حقوق الإنسان والديمقراطية، وهي القيم التي تدعي الولايات المتحدة الدفاع عنها.. ومن العار أن تواصل أميركا دعمها لنظام يدوس على هذه القيم".
صوت المنامة – 27/12/2012 م