متمسكون بالحوار لإنهاء ملف المفصولين وإرجاع حقوق العمال
المحفوظ: هجوم إعلامي يستهدف تأزيم علاقة «اتحاد النقابات» بالحكومة
اتهم الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين سيدسلمان المحفوظ أطرافاً بـ «تعمد الهجوم الإعلامي بهدف تأزيم الأمور بين الاتحاد والحكومة، وهم يستفيدون من استمرار الأزمة»، وقال في حديث إلى «الوسط»: «نحن في دولة مؤسسات وعلى الجميع احترام هذه المؤسسات».
وذكر المحفوظ أن الوفد البحريني الرسمي رفض خلال اجتماع منظمة العمل الدولية في جنيف التوقيع على المبادرة التي طرحها الاتحاد، والتي كان بموجبها ستسقط الشكوى المرفوعة من 12 اتحاداً عمالياً ضد حكومة البحرين. وفيما يلي الحديث مع المحفوظ:
ما حقيقة ما جرى في اجتماع مجلس إدارة منظمة العمل الدولية بخصوص ملف المفصولين في البحرين؟
– إن ما جرى هو اختلاف طبيعي بحكم المواقع بين شركاء أعضاء بمنظمة العمل الدولية، ولكن هناك من يريد تضخيم هذا الاختلاف الذي يكفله دستور البلاد لمنظمات المجتمع المدني والمنظمات النقابية، ونحن نسمع من المسئولين دائما أنكم تؤدون واجبكم وهذا كلام المسئولين وكلام من يمثلهم وبالطبع من يؤدي واجبه لابد أن يعيش اختلافا مع شركائه وذلك لاختلاف المهمات والمسئوليات، كما انه ليس من الممكن أن أطالب أي جهة ان تلبس قبعة الجهة التي أمثلها وليس من الصحيح أن يطلب مني أن ألبس قبعة غيري، وهو الأمر الطبيعي، ونحن ندعو لحل هذا الاختلاف بالحوار الذي نتمسك به وقد بادرنا بتقديم سيناريوهات عديدة لحل الموضوع.
ولكن وزارة العمل تتحدث عن أنكم سعيتم لتشويه الحقائق في جنيف بخصوص أعداد المفصولين، إذ كنتم في السابق تتحدثون عن رقم لا يتجاوز 450 مفصولاً، وفي جنيف طرحتم أن أعداد المفصولين يصل إلى700، ما سبب هذا التناقض في الأرقام؟
– ليس نحن من يغير أرقامه، إذ ان تصريحات وزير العمل يتبين من خلالها تعارضات في الأرقام الرسمية لأعداد المفصولين، وحين نصرح برقم معين فنحن نبنيه على من يراجع الاتحاد ويحدث معلوماته، وقد تختلف الأرقام بسبب هذا التحديث المستمر، واذا كانت الوزارة تشكك في أرقام المفصولين الموجودة لدى الاتحاد، فإن عليها أن تستجيب لخطاب الاتحاد الذي يدعوها الى ان تعقد اجتماعا للجنة الثلاثية وبسط الارقام وتحليلها بشكل علمي وموضوعي حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونحن لسنا مهتمين بتضخيم الأرقام كما يدعي البعض، ففي النهاية سنفرح ونرقص في الشوارع بتصفير الرقم وتقديرنا لإنجاز الحكومة ولأوامر جلالة الملك والقيادة السياسية ولتعليمات نائبي صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء المدونة في خطاباتهما وتصريحاتهما، كل ذلك أشدنا به لأكثر من مرة. ولكن كل ذلك لا يسمح لنا بغض الطرف أو التنازل عن المطالبة الجادة والعملية من أجل معالجة ما تبقى، كما انه لا ينفي وجود أعداد من المفصولين مازالوا لم يعودوا الى اعمالهم، فضلا عن مناقشة الحقوق القانونية لكل المفصولين من رواتب وتأمين والمكانة الوظيفية وغيرها، وحين نبحث الملف كنا دائماً نقول ان الأرقام ليست إلا جزءا من الملف، وهناك أجزاء أخرى يجب عدم اهمالها.
طرحتم مبادرة لتوقيع اتفاق مع الوفد الحكومي في جنيف، ما تفاصيل هذه المبادرة؟
– تنص على تفاهم بين أطراف الانتاج بتطبيق كامل وفعلي للاتفاقية الثلاثية الموقعة برعاية منظمة العمل الدولية والتي تقضي بإرجاع المفصولين لأعمالهم وحفظ حقوقهم، والبحث عن حل مشترك لموضوع الأجور واحترام حق الاتحاد كممثل وحيد لعمال البحرين ريثما يتم تعديل القانون لينص على احترام حق الأكثرية، إلى جانب الشروع في التصديق على اتفاقيتي العمل الدولية 87 – 98 إلا أن الوفد الحكومي لم يتفق معنا على رغم ان المطروح ليس امرا صعبا أو مستحيلا ولم يكن تعجيزياً.
هل تقضي هذه المبادرة بإسقاط الشكوى المرفوعة من 12 اتحاداً عمالياً ضد حكومة البحرين؟
– نعم كانت تقضي بذلك.
الوفد البحريني الرسمي رفض المبادرة، واتهمكم بطرح أفكار متشددة، ألا تعتبر ما طرحتموه يؤزم الوضع ويعرقل حل الملف؟
– لقد بينت في إجابتي على السؤال السابق النقاط التي رفضها الوفد الحكومي، واستغرب شديد الاستغراب من أن تكون المطالبة بالتطبيق الكامل للاتفاقية الثلاثية، والعمل على احترام مبدأ الاكثر تمثيلاً، وتعديل القانون لينسجم مع معايير منظمة العمل الدولية، والمطالبة بالشروع في التصديق على الاتفاقيات الدولية، وإرجاع كل المفصولين الى اعمالهم مع احترام حقوقهم، استغرب من اعتبار كل ذلك تشدداً، وهل هذه البنود تعتبر مخالفة لطبيعة النقاش؟
ليكن ما طرحناه متشددا كما يقولون. لكنه في النهاية هو تفاوض مفتوح لم نكن منغلقين على الحل. المتشدد هو من يقول لا أوافق على كذا وكذا ويغلق بابه ولا يجلس ليناقش الموضوعات.
وزير العمل اتهمكم بعرقلة إنهاء ملف المفصولين، لمكاسب سياسية، ما ردك على ذلك؟
– هل بسبب الاختلاف على أرقام المفصولين يتم التشكيك في النوايا؟، لماذا لا يفترض الوزير حسن النية في أطراف الانتاج؟، لماذا لا يفترض أن الأسباب فنية تعود لاختلاف في المقاربة؟، لماذا لا يقول الوزير ان الوزارة تتبع في كل زيارة للمنظمة التكتيك نفسه بأن يتم إرجاع البعض أثناء التفاوض أو أثناء تواجد الوفود في جنيف بحيث تبدو أرقامنا غير متطابقة مع الواقع؟
أما نحن فلا نقول ان أرقام الوزارة متناقضة أو مقصودة أو مسيسة، بل نقول ان اختلاف الآليات واختلاف المقاربات يؤدي إلى اختلاف الأرقام، وهو اختلاف فني وليس سياسيا. ونتيجة لعجزه وفشله في الوصول الى حل نراه يسقط ذلك على الاتحاد، والكلام عن السياسة والتسييس محاولة للهروب الى الأمام والابتعاد عن الحقيقة، وهي كلمة اصبحت كالسلعة التي ليس لها مشتر، والوزير يبدو انه يستخدم اسلوب «من ليس معي فهو ضدي» متجاهلاً أصل الشراكة وطبيعة الاختلاف الذي يجب ألا يفسد للود قضية.
هل تتعرضون لأية مضايقات في البحرين؟
– نحن في دولة مؤسسات وعلى الجميع احترام هذه المؤسسات، وفيما عدا هذا الهجوم الإعلامي الذي نتعرض له من بعض المتقصدين لتأزيم الأمور بيننا وبين الحكومة وهم يستفيدون من استمرار الأزمة، فلا توجد مضايقات نخشى منها.
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3734 – الثلثاء 27 نوفمبر 2012م الموافق 13 محرم 1434هـ