هاني الفردان
إلى سعادة وزير شئون حقوق الإنسان في البحرين

تحية طيبة وبعد،،،

أرفع لك مقالي هذا وكلي أمل في أن أجد منكم تعقيباً أو رداً عليه يوضح لنا الأسباب الحقيقية وراء عدم حديثكم أو تصريحكم أو إصداركم بياناً يستنكر أو يشجب الاعتداء على مواطن من قبل مجموعة من رجال الأمن في مقبرة بني جمرة يوم الجمعة الماضي، وحوادث أخرى مشابهة تعرض فيها المواطنون البحرينيون للتنكيل والإهانة.

سعادة الوزير، أضع بين يدك مقطعاً مصوّراً لا يقبل الشك أو التشكيك فيه، تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية، يبين اعتقال شاب من مقبرة بني جمرة، من قبل نحو تسعة رجال أمن، تناوب بعضهم على ركله وضربه وسحله على الأرض والبصق في وجهه، قبل أن يتم إركابه دورية الشرطة، وذلك يوم الجمعة الماضي (9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012)، أثناء المناوشات التي شهدتها قرى الشمالية على ضوء الدعوة التي وجهها عدد من رجال الدين للصلاة المركزية في الدراز.

كما تعرض عددٌ من النساء للاختناق، بعد تعرض سيارتهن للطلقات المسيلة للدموع، التي تم إطلاقها في المنطقة بكثافة.

سعادة الوزير، أضع بين يديك أيضاً اعتراف وزارة الداخلية عبر بيان رسمي بالواقعة، وتصريحا علنيا لرئيس الأمن العام على موقع وزارة الداخلية عبر «تويتر» بأنه «على إثر الفيديو الذي تم بثه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بشأن الواقعة بمنطقة بني جمرة، فإنه تمت إحالة المتسببين إلى الشئون القانونية لاتخاذ الإجراءات اللازمة».

سعادة الوزير، في الثالث عشر من سبتمبر/ أيلول الماضي، وعندما كنتَ في جنيف لحضور المناقشة الدورية لملف البحرين الحقوقي في مجلس حقوق الإنسان، كان لك تصريح لاأزال أذكره، وهو أن «البحرين وضعت نصب أعينها عند الرد على تلك التوصيات كل ما من شأنه مصلحة المواطن وكرامته وإرساء مبادئ حقوق الانسان».

سعادة الوزير، هل ما حدث في مقبرة بني جمرة، وما شهدناه من حوادث كثيرة أهمها «واقعة الشاخورة»، تأتي في إطار حفظ كرامة الإنسان البحريني؟ وهل ما حدث من قبل بعض رجال الأمن يأتي ضمن مصلحة المواطن وحفظ حقوقه؟

سعادة الوزير، أدنت ما وصفته «العمل الإرهابي» الذي استهدف حياة رجال الأمن أثناء تأديتهم لواجب حماية الوطن والذود عن مقدراته أمام عبث «الارهابيين» وما تسببه العمل الإرهابي الجبان في منطقة العكر الشرقي وكذلك في العاصمة المنامة، ونحن معك ندين أي استهداف لأيّ أحدٍ مهما كان ومن مختلف الأطراف، وفي أي مكان، إلا أننا نجدك صامتاً عندما يكون المستهدف من المواطنين، والجاني من رجال الأمن، فلا بيان ولا شجب ولا استنكار لما حدث في حق أبناء هذا الوطن.

سعادة الوزير، ليس فقط «استمرار انتهاج العنف والممارسات الإرهابية سيظل لصيقاً في سيرة الجماعات المتطرفة التي تضر مسيرة الديمقراطية البحرينية وتوالي الإساءة لجميع البحرينيين وللمشروع الاصلاحي» على حد تصريحك، ولكن أيضاً الممارسات الخاطئة وتجاوز القانون من قبل رجال أمن ومحسوبين على الحكومة وأجهزتها، هي الأخرى تسيء لسمعة البحرين وما تبقى فيها من ديمقراطية وقانون، فضلاً عن وضعها الحقوقي، وصمت المسئولين عن حقوق الإنسان عما يجري ويحدث سيزيد من سوء سمعة البحرين دولياً في هذا المجال.

سعادة الوزير، من موقعكم كمسئول عن حقوق الإنسان ننتظر منكم تصريحاً واضحاً وصريحاً يدين أيضاً اعتداء رجال الأمن على مواطن وإهانة كرامته، والتي هي من كرامة الوطن، والعمل على تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق، ومجلس حقوق الإنسان في جنيف والتي ركزت على رفع كفاءة رجال الأمن واحترامهم لحقوق الإنسان.

لا أعتقد بأن طلبنا صعب ومستحيل، إلا إذا كانت كرامة الإنسان البحريني في آخر أولويات وزارة شئون حقوق الإنسان، وبالتالي سأضع لك العذر في عدم الحديث عن ذلك.