صرحت المراسلة السابقة لقناة "سي أن أن " الدولية امبير لايون أن البحرين دفعت النقود للقناة من أجل قيامها بالتغطية المضللة للأحداث خلال قيام السلطات بالقمع العنيف للانتفاضة.
وترى المراسلة أن فيلمها الوثائقي حول الاحتجاجات في البحرين الذي تم تصويره قبل أكثر من 6 أشهر تعرض لرقابة شديدة من جانب القناة الأمريكية. حيث تم عرض الفيلم على قناة "سي أن أن " في الولايات المتحدة ولكنه لم يبث على القناة الدولية "سي أن أن".
وقد قالت لايون في لقاء مع قناة “روسيا اليوم” : "إن السلطات البحرينية دفعت لقناة "سي أن أن " مقابل تصويرها للعالم بشكل إيجابي.
وبالرغم من أن سياسة "سي أن أن " تنص على عدم خضوع التقارير للتدقيق والتحرير ولكن البحرين كما يبدو قادرة على تحريف الوضع. لذلك لم يعرض فيلمي على الهواء المباشر، وكنت بالإضافة الى ذلك أكافح دائماً من أجل تغطية أحداث انتهاكات حقوق الإنسان عن طريق البث المباشر عندما كنت في البحرين".
وأضافت أن ما تقوم به القناة يسمى بـ "الدعاية الإعلامية للطغاة"، أي تقوم القناة بعرض المحتويات التي يقوم النظام أو الحكومة بشرائها.
وتعتقد لايون أن هذه السياسة تعتبر انتهاكاً للمبادئ الأساسية لأخلاقيات الصحافة. وعلاوة على ذلك فإن حالة البحرين ليست الوحيدة من نوعها ، فقد قامت القناة بتصوير برامج مماثلة لجورجيا وكازاخستان.
وقالت لايون أن إدارة القناة أجبرت مراسلاً آخر هو ريتشارد كويست الذي كان يقدم برنامج "بحرين i-List " أجبرته على إعداد برامج حول الناس السعداء في البحرين وبالأخص الغواصين صيادي اللؤلؤ، في الوقت الذي كان يلجأ فيه النظام إلى تعذيب الأطباء والصحفيين.
وذكرت لايون أنه كان من الصعب معرفة الوضع الحقيقي لما يجري في البلاد وإيصال المواد بهذا الشأن إلى الولايات المتحدة، حيث قالت لايون: "كان علينا اللجوء إلى خداع الحراسة اليقظة من أجل التسلل إلى القرى لنرى بأم أعيننا الأعمال الوحشية، فعلى سبيل المثال كانوا يقومون بإطلاق الخردق على المرضى الذين يحاولون الهرب من المستشفى. وعند عودتنا كانت قوات الأمن البحرينية تلقي القبض علينا. وتخيلوا كيف كان 20 مسلحاً يرتدون الأقنعة يحاولون مسح جميع الملفات التي تمكنا من تصويرها. ولحسن الحظ تمكنت أنا وزميلتي من إخفاء بعض المواد ونقلها إلى خارج البلاد. ويالدهشة السلطات البحرينية عند عرض هذه المواد. فقد تبع ذلك على الفور اتصالات من أجل سحب الفيلم من البث.
وأعلنت لايون أن وسائل الإعلام الأمريكية شكلت صورة شيطانية للأنظمة في سورية وإيران وبعض الدول الأخرى، ولكن مثل هذه الفظائع تحدث أيضاً في البحرين والمملكة السعودية. وتعتقد لايون ان وسائل الإعلام تتبع بشكل أعمى مواقف السلطات الأمريكية التي تسعى إلى أهدافها وتخفي الوضع الحقيقي في هذه البلدان. يقوم التلفزيون كل الوقت بزرع الخوف من جانب إيران وسورية. وأعربت المراسلة عن خوفها أن يؤدي حقن الوضع حول إيران إلى عراق ثان.
تجدر الإشارة إلى أن قناة "سي أن أن " الدولية ردت في 5 سبتمبر على اتهامات المتصفح لجريدة "Guardian " البريطانية غلين غرينوالد بصدد عرض الفيلم الوثائقي من تصوير امبير لايون، تحت عنوان "محاربو الربيع العربي عبر الانترنت". حيث أكدت "سي أن أن " على عدم اتصال عمليات التحرير والعمليات التجارية في الشركة ببعضها البعض.
وأعلنت قيادة القناة أنه على الرغم من التكهنات التي تحيط بفيلم لايون (أن الفيلم لم يعرض على قنوات البحرين وبلدان المنطقة الأخرى) إلا أن "سي أن أن " قامت بعرضه على التلفزيون الأمريكي.
تجدر الإشارة إلى اندلاع فضيحة أخرى مؤخراً حول قناة "سي أن أن "، إذ اتهمت وزارة الخارجية الأمريكية القناة بنشر معلومات من المذكرات الشخصية للسفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز، الذي قتل خلال الاعتداء على القنصلية الأمريكية في بنغازي.
فقد تم العثور على مفكرة السفير التي كانت تحتوي على 7 صفحات مكتوبة بخط اليد مرمية على الأرض في مبنى القنصلية. ويفترض أن ستيفنز كتب أنه قلق إزاء مستوى الأمن في بنغازي. وكان يعتبر نفسه مدرجاً في قائمة المستهدفين من قبل "القاعدة". وأن وزارة الخارجية الأمريكية تجاهلت هذه التحذيرات.
ووصف ممثل وزارة الخارجية تصرف الصحفيين على أنه "مثير للاشمئزاز". كما تبين أن أقرباء الضحية كانوا ضد نشر المذكرات أيضاً.