مريم الشروقي
مهما حدث ومهما تكالبت علينا الأحداث؛ فإنّنا لا نستطيع العيش من دون بصيص الأمل، حتى وإن كنّا في نفق مظلم لا نعلم نهايته، نفق موحش مليء بالحقد والكراهية والمخاطر، أُريد له ذلك.
فلو تحدَّثنا عن النفق المظلم الذي عشناه خلال 16 شهراً؛ فإنّنا نراه حالياً بوضوح من خلال ضرب النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في البحرين، ولكن إفرازاته الاجتماعية كان لها الوقع الأكبر، إذ كان مؤلماً ما شهدناه من حصد للكراهية، فكنا نتوقّع أنّ ما بناه الأجداد لن يذهب سُدىً، ولكن التيّار جاء عكس ذلك.
إلى متى ستدوم الأزمة في الوطن؟ وماذا ستكون النتائج؟ أهي نتائج طيّبة كطيبة أهل البحرين، أم نتائج سيّئة كسوء المتمصلحين والمنافقين ممّن لا تهمّهم إلا مصالحهم الشخصية؟!
هؤلاء المتمصلحون زادوا من إشعال لهيب الفتنة المُشتعلة أصلاً بفعل بعض الأيادي الخبيثة، وبالطبع يريدون لها الاستمرارية، لأنّها تخدمهم شخصياًّ، و(طقَّاق) في أهل البحرين من السنّة والشيعة، لأنّهم شرذمة لا حول لهم ولا قوّة.
إنّ الأمور تتطوّر إلى الأسوأ للأسف الشديد، ولم نجد الحل الصحيح حتى الآن، على رغم اشتداد المصيبة علينا. ومع ذلك؛ هناك من يؤكّد عدم وجود مشكلة، ويسوّق لهذا الحديث، ولا نعتقد أنّ هذه هي الطريقة الصحيحة لحل المشاكل، بل إنّ الاعتراف بوجود أزمة حقيقية في البحرين؛ مدعاة إلى إصلاح الوضع وتحقيق الاستقرار الذي فقدناه جميعاً!
ولكن نعتقد أن هناك بصيصاً ضعيفاً من الأمل، فقد شخّص بسيوني في تقريره أهمّية بناء البحرين من خلال إصلاح الشرخ الذي حدث بسبب تقارير صيغت منذ أعوام، أدّت إلى إحداث شروخ عظيمة في المجتمع.
فمخطئ من ظنَّ أنّ فئة من المجتمع هي التي أصابها الشرخ، ومخطئ من ظنَّ أنّه يمكننا إقصاء فئة من المجتمع، بل الشرخ أصاب أهل البحرين جميعاً، وأتى التجنيس السياسي، وزاد من دخولنا في النفق المظلم!
أصبحنا بين المطرقة والسندان، ونعلم أنّ الطريق الصحيح للإصلاح؛ هو الأخذ بتوصيات بسيوني بحذافيرها، وليس هذا فقط؛ بل إننا نريد مجتمعاً لا يقبل بالمحاصصة، ولا يقبل إلا بالعدالة الاجتماعية، وهذا هو بصيص الأمل الذي ننتظره، ونرجو ألاَّ يطول الانتظار!