مريم الشروقي
بعضهم فرح، وبعضهم غضب، ولكن كانت لدي تساؤلات حول هذه الكونفدرالية بين جميع دول الخليج، أو بين دولتين أو أكثر، إذ إنني لم أغضب ولم أفرح، بل رحتُ أسأل من لديه الجواب، فكثير من الأسئلة كانت تدور في البال، وإلى الآن لم أجد الجواب! ولأشارككم هذه الأسئلة، فقد يمر سؤال بخاطركم كما مرّت.
ما هي الكونفدرالية التي نريدها، ونحن تعلّمنا منذ صغرنا أنّنا دولة ذات سيادة تامة على أراضيها، وكيف ستؤثر الفكرة على هذا المبدأ الدستوري؟
ما نوع هذه الكونفدرالية؟ أهي مستمرّة سرمدية، أم لفترة معيّنة؟!
هل ستكون مملكة البحرين ذات سيادة على جميع شئونها أم ستتبع ترتيبات أخرى قد لا تتلاءم مع مجتمعنا؟
ما مدى احتياج مملكة البحرين إلى هذه الكونفدرالية؟ وما الفرق بين مجلس التعاون الخليجي وبين الكونفدرالية التي يلحّن عليها الجميع بالقبول أو الرفض؟!
هل ستزيد الكونفدرالية دخل أهل البحرين؟ هل ستنعش الاقتصاد؟ هل سنستفيد كمواطنين سياسياً واجتماعياً واقتصادياً من ذلك؟ أم هي بين الكبار ولا شأن لعامّة الناس بها؟!
هل ستتغيّر التركيبة الاجتماعية لأهل البحرين؟ وخاصة أنها تغيّرت بطفرة كبيرة خلال الفترة الماضية؟ أم سنستفيد من الكونفدرالية لرأب الصدع وحل المشكلات والنزاعات الداخلية الموجودة؟!
أوليس الأولى بنا تعزيز الوحدة وردم الطائفية داخل مملكتنا الغالية قبل التوجّه إلى الكونفدرالية؟ أم أنّ هذا التوجّه سيستطيع التصدّي لسياسة التأجيج الطائفي؟!
كأنّنا واحد بين أطراف الخليج العربي، وكبرنا ونحن نعلم أنّنا كالجسد الواحد، وعندما غزا العراق دولة الكويت الشقيقة، أثبتت لنا التجربة أنّنا فعلاً واحد، فلماذا هذه التسميات والمسمّيات والاتفاقيات؟!
لا أعارض الكونفدرالية، حاشى لله، ولكن أعتقد أنّ من حق المواطن معرفة ما يدور، وأن يتم إفهام الرأي العام عن هذه الوحدة إذ لا تتم هذه الأمور قسراً، وإنما وجب إشراك الشعب بها طبعاً.
لا نتمنّى تأزّم الموقف بين الحكومة والمعارضة البحرينية، ولكن الموقف متأزم أصلاً، ولا نريد إطالة المدّة الزمنية في ذلك، فهل تستطيع المعارضة بمعية الحكومة الرشيدة، الجلوس على طاولة واحدة من أجل حل المشكلات حتى تحدث «كونفدرالية داخلية» قبل التوجّه إلى كونفدراليات الدول؟!
إننا نستنكر التصريحات الإيرانية التي تطال سيادة البحرين، ونقول لها إنّ البحرين مملكة مستقلّة حرّة ذات سيادة تامة، لا شأن لإيران ولا غير إيران، من بعيد أو قريب في شئون البحرين، فكفانا تدخّلات ولنلتفت إلى الأزمات والخلل والصراعات الموجودة داخل الوطن قبل أن يحترق!
في بعض الأحيان نكره شيئاً ولكنّه خير لنا، ونحب شيئاً وهو شرٌّ لنا، فلا نعلم إن كانت الكونفدراليات شر أم خير لأهل البحرين، ولكنّنا نعلم أنّنا لابد لنا من حل أزماتنا داخل دولتنا بعيداً عن تدخّل أيادي الآخرين في شئوننا، قبل التفكير في أية كونفدرالية أو اتّحاد.