بدى واضحاً أن الموقف العماني "المتصلب" وكذلك الإماراتي "المتحفظ" من فكرة الإتحاد الخليجي سبباً رئيسياً في ما خلصت له القمة التشاورية لقادة مجلس التعاون من المزيد من "التأني"، إذ وافق قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس الاثنين، في قمتهم التشاورية الـ 14 التي عقدت في الرياض، على اقتراح العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وتشكيل هيئة متخصصة يوكل إليها درس المقترحات في هذا الخصوص "بتأن" وبشكل شامل ودقيق.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن "قادة مجلس التعاون الخليجي في قمتهم التشاورية المنعقدة الإثنين في الرياض قرروا تشكيل لجان لحل المشاكل التي تعترض تحول المجلس إلى إتحاد".
كما بدى واضحاً من حجم التمثيل العماني في القمة والذي كان بنائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد، الموقف الرافض لمشروع الإتحاد الخليجي.
الموقف العماني لمن يكن سراً فقد جهر به الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العمانية يوسف بن علوي بن عبدالله في الحديث الذي أجراه مع صحيفة الشرق القطرية والذي أكد فيه أن "الاتحاد الخليجي فكرة لا يستوعبها الجيل الحالي ولا يمكننا تقمص تجارب الآخرين".
وقال بن علوي: "التحول ذاته عقبة من العقبات التي يصعب حملها، صحيح ان جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز طرح هذه المقولة من اخلاصه ولكن لكل شيء طاقة، ونحن رؤيتنا ان الطاقة التي وضعت في اطار مجلس التعاون لا تزال هي الاساس واننا لم نتطور الى ان نفكر في شيء آخر ونحن ابناء هذا الجيل الذي في سدة القيادة غير مؤهلين الى ان نتحدث في تصانيف اخرى غير مجلس التعاون، والظروف من حولنا لا تستوعب ذلك ولا نحن نستوعب ذلك وربما الجيل القادم يستطيع فعل ذلك".
بدت تصريحات العلوي واضحة وصريحة ورافضة وبشكل قاطع أي نوع من أنواع الإتحاد، عندما بين وبوضح الموقف العماني ممن يدعي وجود تهديدات خارجية تتطلب هذا النوع من الإتحاد، قائلاً "المخاطر دائما قائمة كشيء من طبيعة الحياة ولكن المهم هو كيف نتعامل معها وفي تجربتنا خلال الاربعين سنة الماضية الكثير من المخاطر".
أما الجانب الكويتي فقد عبر عنه رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون الذي رد على سؤال سابق عن إمكانية تحقيق الاتحاد الخليجي، قائلاً: "لا خيار لنا في الكويت وفي دول الخليج ومن دون أدنى تردد إلا أن يكون هناك مزيد من التقارب الذي يمكن أن يصل إلى اتحاد، وهو أمر واجب ولا يمكن أن نبقى مفرقين في ظل الأوضاع المحيطة بنا وحتى الأوضاع العالمية بشكل عام. لكن لا يمكن أن يكون هناك اتحاد بين دول طبيعة الأنظمة السياسية فيها مختلفة. وأنا اتكلم بشكل صريح وواضح. لا يمكن أن أتكلم عن اتحاد بين دول ودولة مثل الكويت نعتقد انها تتمتع بقدر من التمثيل الشعبي وبحق الناس في إدارة شؤونهم، مع دول مع كل تقديرنا لها لكن سجونها تكتظ بالعديد بل بالآلاف من المواطنين لا لشيء إلا لأنهم سجناء رأي".
وأكد: "علينا أن نضع كل ما يمكن أن يحقق وصولنا الى الاتحاد بين دول مجلس التعاون، لكن أعتقد اننا نخادع انفسنا إذا قلنا انه يمكن ان نصل إلى ذلك، دون أن يكون هناك أيضا قدر من التنازل من الانظمة السياسية لشعوب المنطقة".
أما الأمارات فقد إنسحبت من قبل من إتفاقية الإتحاد النقدي الخليجي بسبب خلافها مع الرياض بشأن مقر المصرف المركزي الخليجي.
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.