بيان صادر عن التجمع القومي الديمقراطي
في الذكرى الرابعة والستين لنكبة فلسطين
تستذكر جماهير أمتنا العربية في مثل هذه الأيام الذكرى الرابعة والستين لنكبة فلسطين عام (1948)، ومعها يجري استذكار مأساة شعبنا العربي الفلسطيني التي بدأت بتهجير أكثر من مليون مواطن فلسطيني، وإحلال مكانهم حفنة من الصهاينة القادمين من الشتات، مستغلين الأوضاع الدولية التي خلفتها الحرب العالمية الثانية لصالح المخطط الصهيوني الذي كان يرمي إلى خداع وابتزاز العالم وخاصة الدول الأوربية والرأي العام فيها.
مأساة الشعب الفلسطيني التي لازالت فصولها تتوالى، وتداعياتها تتواصل بفعل الجرائم الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني على أرض فلسطين، والتي تمثل استمراراً لما بدأته العصابات الصهيونية من ما يزيد عن ستة عقود، مدعومة من القوى الاستعمارية خاصة بريطانيا الدولة المنتدبة على فلسطين لتحقيق مشروعها الاستعماري الاستيطاني على أرض فلسطين، والذي جرى التمهيد له بصدد قرار التقسيم عام (1947) وقيام العصابات الصهيونية بشن العديد من الهجمات الإرهابية، واستباحة المدن والقرى الفلسطينية، وانتهاك كل الحرمات المقدسة في هذا البلد العربي، حصلت كل هذه الجرائم بدعم وتواطؤ المجتمع الدولي الذي قرر تسليم فلسطين العربية للصهاينة المحتلين.
الذي لاشك فيه ان تعاظم فاجعة الشعب لفلسطيني منذ النكبة يعود بالأساس إلى تراجع الأنظمة العربية عن التقيد بالتزاماتها القومية تجاه هذا الشعب، وتخاذل البعض الأخر منها عندما قبلت بالخضوع للمشيئة الصهيونية والأمريكية وإدخال القضية الفلسطينية في لعبة المساومات والمفاوضات العقيمة والمذلة، والتي ساهمت في ضياع ما تبقى من فلسطين التاريخية وتعاظم التضحيات التي لازال يدفعها الشعب الفلسطيني بشكل يومي.
تمر علينا هذه الذكرى والوطن العربي يعيش زخم ثورات الربيع العربي الذي قلب الأوضاع العربية وخلق معطيات جديدة غيرت معها الكثير من المعادلات، التي نرجو أن تصب لصالح القضية الفلسطينية، خاصة مع سقوط أنظمة الاستبداد والفساد التي رهنت قدرات وسيادة أقطارها في خدمة أجندات مصالح خارجية معادية لطموحات وآمال جماهير أمتنا العربية المتطلعة للحرية والعدالة، لذلك فأننا نتطلع إلى ان تشكل التطورات العربية فرصة من أجل الدفع بالنضال الفلسطيني إلى طريق انتزاع حقه التاريخي في أرضه وحقه في التحرير الكامل لهذه الأرض المحتلة، وإزالة كل أثار الاحتلال والاغتصاب الصهيوني لهذا الجزء الغالي من أرض العروبة.
كما نتطلع أن تشكل مرور هذه الذكرى دافعاً وحافزاً قوياً للقوى الفلسطينية بكل فصائلها المناضلة في الداخل والخارج للتوحد وإعادة بناء الوحدة الفلسطينية على أسس راسخة وأهداف واضحة تلبى الإستراتيجية الموصلة للتحرير واستعادة الحقوق المغتصبة، والتصدي لكل المخططات الصهيونية الأمريكية في المنطقة العربية دفاعا عن وجودنا وأمننا الوطني والقومي.
عاشت فلسطين حرة عربية
المجد والخلود لشهداء فلسطين والأمة العربية
التجمع القومي الديمقراطي.
البحرين
15/5/2012م