أثار موضوعهم صخباً كبيراً، تناقلته وكالات الإنباء والصحف والفضائيات.
ربا البريم، جمانة مصطفى، وليد أبوحمد، حمزة بديري، ربيع زريقات، إيمان جرادات، آية الموسى، فراس شحادة، علوان بدر. مجموعة من الشباب الأردني المنفتح على الشعوب العربية، والمؤمنين بحق الشعوب في التغيير اجتمعوا في العاشر من مايو 2012 من أجل أن يعبروا عن تضامنهم مع قضية الشعب البحريني، من خلال مقاطعة وزيرة الثقافة البحرانية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة خلال إلقائها محاضرة تناولت واقع الثقافة العربية في المركز الثقافي الملكي.
رفعوا لافتات معادية للنظام البحريني، وطالبوا بالإنصاف والعدالة والإفراج عن الناشط الحقوقي عبدالهادي الخواجة وابنته.
"صوت المنامة" حاور المجموعة عبر البريد الإلكتروني، لمعرفة تفاصيل أكثر عن خطوتهم التضامنية وخلفياتهم السياسية.
فكان لها هذا الحديث معهم، وجاءنا الجواب معبراً عن إرادتهم مجتمعة:
• كيف ترون القضية البحرينية؟ وما هي خلفيتكم عنها؟
– بعد أن كسر حاجز الخوف، فإنه بات على كل شعب مقموع ومنهوب ومسلوب الإرادة أن ينتفض ويثور على الواقع الذي عايشه منذ عدة عقود وبقي ساكتاً عليه.
إننا كمجتمعات عربية عانينا من القمع والخوف لعقود عدة، والقضية البحرينية لا تختلف عن أي قضية أخرى فجميع الشعوب العربية تتفهم أسباب الثورة، وخاصة أن مجتمعاتنا تعاني من القضايا والمصائب نفسها من فساد ومحسوبية وقمع للحريات ونهب لأموال البلاد وأنظمة حاكمة على شكل "عصابات".
• ما هي الصورة التي يحملها الشعب الأردني عن الثورة البحرينية؟
– في الواقع الشارع الأردني منقسم ما بين مؤيد ومعارض، وخاصة أن الإعلام العربي والأجنبي العميلين حولوا مسار الثورة البحرينية إلى ثورة طائفية يريد فيها الشيعة السيطرة على الحكم في دول الخليج.
وبما أننا على علم جميعاً بالمخاوف من الامتداد الشيعي الذي سوق له ملك الأردن عبدالله الثاني العام 2004 أثناء الاحتلال الأميركي للعراق وأيدته ودعمته الدول الغربية والكيان الصهيوني وأصبح هاجساً لدى العديد من الشعوب وخوفاً من هذا المد والسيطرة خاصة بعد سطوع نجم حزب الله وقدرة إيران النووية فهنالك وبكل صراحة نوع من التخاذل من قبل الشعوب العربية بسبب الترويج الإعلامي بأن الثورة البحرينية ثورة طائفية يريد شيعة البحرين فيها أن يسيطروا على الحكم لتسهيل المد الشيعي في المنطقة.
ومن ناحية ثانية هنالك قسم آخر مؤمن بأن الثورة البحرينية ثورة حق وثورة ضد الضيم والقمع والفساد وبأن من حق أي شعب تقرير مصيره والتخلص من الحكم الدكتاتوري الذي حكمه لعدة سنوات.
وهنالك قسم يرى الأمور من ناحية إنسانية بمعنى أن القمع والقتل والسجن الذي يتعرض له الناشطون والمفكرون والمعارضون في البحرين غير مقبول وغير مبرر ويجب تغيير هذا الحكم الذي يقتل شعبه.
• ما الذي دعاكم لتنظيم احتجاج خلال احتفالية وزيرة الثقافة البحرينية في العاصمة الأردنية؟
– الثورة البحرينية ظلمت ووئدت من قبل الشعوب والأنظمة منذ بدايتها، ومنذ بداية الثورة البحرينية ونحن متعاطفون مع الشعب البحريني وداعمون له وهذا ثاني حراك لنا فيما يخص الشأن البحريني في عمان، ففي شهر سبتمبر 2011 قررنا أن نقيم اعتصاماً أمام سفارة البحرين في الأردن لكن كانت هنالك أعداد هائلة من الأمن والدرك الأردني الذين حاولوا منعنا عن إقامة هذا الاعتصام وتفريقنا، إلا أننا استطعنا أن نتمركز في نقطة بعيدة نسبياً عن السفارة.
وفي العادة وبحكم العلاقات الوثيقة ما بين النظام الأردني ودول الخليج وخاصة السعودية فإن دول الخليج هي خط أحمر وليس سهلاً أن تتظاهر أو تعلن رفضك لها ولسياساتها أو تدعم أي حراك معارض داخلها. ومعظمنا يعرف الغاية والقصد من التعتيم على ثورة البحرين وتحويرها على أساس أنها ثورة طائفية، وقد أتت الفرصة التي كنا ننتظرها أولا استنكرنا لاعتبار أن المنامة عاصمة الثقافة العربية للعام 2012 في الوقت الذي يقمع في المتظاهرون والناشطون والمفكرون البحرينيون ويسجنوا ويعذبوا ويقتلوا.
وثانياً عدم رضانا عن تواطؤ النظام الأردني مع النظام البحريني وإرساله لقوات الدرك والجيش للبحرين لقمع المتظاهرين وتعذيبهم.
• هل كان عملكم معداً له سلفاً؟ ولماذا؟
– نعم، خططنا مسبقاً لهذا العمل وبشكل سري وفي نطاق مجموعة صغيرة خوفاً من أن يكشف ويفتضح أمرنا قبل أن نعبر عن دعمنا للشعب البحريني وإيصال رسائل للعالم وعدم رضانا عن قمع المتظاهرين برعاية أردنية، ولعملنا بأن دول الخليج خط أحمر لا نستطيع الاقتراب منه وبأن العواقب قد تكون وخيمة في حال ما تم الإمساك بنا، ويجب أن نكون على أبهة الاستعداد لما سيحدث لاحقاً من الحديث مع محامين ومع الصحافة.
• رفعتم عبارات ورددتم شعارات، فما هي هذه العبارات والشعارات؟
– كانت العبارات "حكومة تقتل شعبها لا تستحق بأن تكون عاصمة الثقافة العربية"، "الحرية لأسير الرأي عبدالهادي خواجة المعتقل من قبل السلطات البحرينية والمضرب عن الطعام منذ أكثر من ثمانين يوماً، كفاكم قمعاً كفاكم طغيانا"، "لا هلال شيعي ولا قمر سني، الشعب العربي واحد، والعدو صهيوني"، "عاصمة الثقافة: لن تمحو ثقافة القمع"، "الحرية لسجناء الرأي"، "عاصمة الثقافة: محاكمات عسكرية للنشطاء؟"
• هل أقنعكم رد الوزيرة عليكم؟
– لم نتلقَ أي رد منها وكانت تتابع الحديث وكأن شيئاً لم يكن.
• لماذا تم توقيفكم؟ وماذا جرى خلال التحقيق معكم؟
– لم يتم توقيفنا بل تم احتجاز بطاقة الأحوال المدينة، وليس الجميع فقط اثنان منا وهما ربا البريم ووليد أبوحمد، وبكل صراحة لقد تعامل معنا الأمن بطريقة جيدة وقمنا بشرح أسباب قيامنا بهذا العمل وما الذي يحدث في البحرين وخاصة من الظلم الذي تعرض له الناشط الحقوقي عبدالهادي خواجة وعن طريقة اعتقال ابنته زينب في الشهر الماضي. ولم يتم التحقيق معنا بالشكل المنظم الاعتيادي بل كانت أسئلة استفسارية عن سبب القيام بهذا العمل، وهل نحن أردنيون أم بحرينيون؟ وهل لنا أقارب من البحرين؟ هل توجد هنالك علاقة قرابة ما بيننا وبين الخواجة؟.
وكانت أجوبتنا أننا كشعب عربي لا نرضى القمع والقتل والظلم الذي يتعرض له إخوتنا العرب وأن حسنا وانتماءنا للعروبة والإنسانية هي دافعنا ولا يوجد لنا أقارب بالبحرين ولم نزر البحرين طيلة حياتنا وأننا كعرب واجبنا أن ننتصر للمظلوم ونشير بأصابعنا للظالم وألا نسكت عن ظلمه. ولم يتعامل معنا الأمن والمخابرات إلا بأدب واحترام وبتفهم.
• ما هي ردت فعل الشارع الأردني على ما قمتم به؟
– في الحقيقة تلقينا المئات من الرسائل والاتصالات الهاتفية التي كانت تحمل عبارات الشكر والتقدير والاحترام والفخر لما قمنا به، وقد صعقنا بالصدى والكم الإعلامي الذي رافق هذا الخبر.
إضافة إلى تلقي عبارات تشكيك مثل تدعمون الثورة البحرينية ولا تدعمون الثورة السورية؟، أو أن بعضاً منكم بحرينيو الأصل، أو ما دخلكم بالشأن البحريني؟
• هناك من اتهمكم بأنكم من تيار ممانع في الأردن، تتعاطفون مع الشعب البحريني وتقفون مع الرئيس السوري، وهو ما يرونه بالازدواجية، فما هو ردكم على ذلك؟
– ردنا بأننا بداية جميعاً غير منتمين لأي حزب سياسي. وأننا من الداعمين لحقوق الإنسان ولا نرضى بالأذى الذي يتعرض له أطفال ونساء ورجال سورية من هذا النظام الذي يقتل شعبه. ونحن نقف مع أي شخص أو شعب يتعرض للظلم ولا ننظر للطائفة ومحركنا الإنسانية والحق ونحن نناصر الحقوق الإنسانية التي يجب أن لا تنتهك من أي جهة سواء من أنظمة أو من أفراد.
ونحن مع الشعب السوري الذي يقف بوجه هذا النظام المستبد الذي يقتل شعبه ويشردهم من دون رحمة إضافة لأننا من أوائل الناس التي وقفوا مع الثورة السورية وضد الممارسات التي يمارسها نظام الأسد وجيشه والصديقة جمانة مصطفى إحدى المشاركين بهذه الوقفة من أوائل الناس في الأردن الذين بدأوا بعمل مبادرات وحملات مساعدة للاجئين السورين في الأردن ومازالت حملاتها مستمرة.
كما أننا وبغض النظر عن الضبابية التي تلتف الثورة السورية إلا أننا مع الشعب ومع الحرية وضد القمع وضد القتل وضد الظلم.
• عرض موقع المدينة الإخبارية تعليقاً على خبر مقاطعتكم للوزير سؤال يراه برسم الخدمة ويحتاج لجواب عليه وهو، لماذا الاعتراض على ما يجري في البحرين ولا يعترض المعترضون والممانعون عما يجري في سوريا؟
– بداية هذا الموقع من المواقع غير الموثوقة والتي لا تغطي الأحداث بشكل مباشر بل يقومون بأخذ الأخبار من المواقع الأخرى وإضافة رتوش خاصة بهم ومن النوع المحرض والمشكك جميع المواقع التي نشرت هذا الخبر تحدثت معنا عبر الهاتف فأرقام هواتفنا يعرفها غالبية المراسلين والصحافيين أو يعرفون من أين يحصلون على أرقامنا بحكم الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتنموية والتوعوية التي نقوم بها.
أما هذا الموقع فلم يقم بالاتصال بنا أبداً حتى أنه لا يعرف من نحن وما هي الأعمال والأنشطة التي نزاولها.
وفي العادة لا نهتم لهذه النوع من الصحافة الصفراء فنهايتها معروفة والدخول في متاهات الجدال معها لا غاية ترجى منه، وفي النهاية نحن نعرف من نحن وما نريد وعملنا على أرض الواقع هو خير برهان.
• هل تنتمون لقوى معينة، وما هي توجهاتكم السياسية؟
– نحن مستقلون وغير منتمين لأي حزب سياسي، إضافة لأننا ناشطون بمجال الثقافة والتنمية والاجتماع وحقوق الإنسان.
نحن مع الإصلاح السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي ومع إعطاء الشعوب العربية حقوقها وحقها في تقرير المصير وأن يكون صوتها وإرادتها هي الحاكمة وإنهاء نهج التبعية للحكومات والأنظمة المستبدة وإنهاء التبعية للغرب وخدمته أجنداته ومخططاته من تقسيم المنطقة ونهب ثرواتها.
صوت المنامة, 13/05/2012 م