بيان صادر من مؤتمر الأحزاب العربية
حول العدوان الانفصالي الجديد على السودان
إن ما يجري في جمهورية السودان الشقيقة من اعتداءات، يقوم بها الكيان الجنوبي- صنيعة الإمبريالية والصهيونية- يعيد المؤتمر العام للأحزاب العربية إلى تأكيد رؤيته السابقة والثابتة من مسألة الصراع في السودان الشقيق، الذي هو استهداف للقطر العربي الأكبر مساحة، والأكثر موارد وثروات، والأغزر مياها، وما يحدده ذلك من موقع على الخريطة الجيوسياسية العربية والأفريقية. لقد أعلن المؤتمر هذه الرؤية وبني عليها مواقفه وأكدها في جميع مؤتمراته منطلقاً من ثوابت الأمة ، وهي :
1- رفض كل نزعة انفصالية في أي قطر عربي وتحت أية ذريعة وعنوان .
2- ويدعو المؤتمر ويعمل على التنسيق والتضامن والعمل الشعبي والرسمي العربي المشترك لمواجهة الفتن الداخلية وأعاصير التجزئة الخارجية.
3- ويطالب جميع الأنظمة بتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الفساد والاستبداد والتبعية والقيام بالإصلاحات الشاملة للمجتمع، على قاعدة المواطنة التي لا تميّز بين مكوناته.
4- يؤكد مبدأ الحوار الوطني الشامل بين مكونّات المجتمع سبيلاً وحيداً لحّل المشكلات القائمة، والاحتكام –ديمقراطيا- إلى صناديق الاقتراع بشفافية كاملة أسلوباً لتداول السلطة.
لقد أظهرت الشهور الماضية منذ تصنيع دولة الجنوب وسلخها عن السودان الأم ، كم بلغ التدخل الصهيوني المباشر في هذه الدولة، والدور الحقيقي لها كرأس حربة للكيان الصهيوني وأعداء الأمة في هذا الشطر من الوطن العربي ما جعله فك الكماشة الآخر للكيان الصهيوني في فلسطين .
وإزاء هذا فإن المؤتمر العام للأحزاب العربية يؤكد ما يأتي :
1- رفض تقسيم السودان ، سواء في تموز /يوليو الماضي، أو ما يخطط له في دارفور وكردفان والنيل الأزرق وأي جزء من أجزائه الأخرى.
2- الوقوف إلى جانب السودان الشقيق، وتأييد كل أشكال مواجهته للعدوان عليه من الجنوب أو سواه راهناً ومستقبلاً.
3- يطالب الحكومة وسائر القوى الوطنية في السودان بتغليب مصلحة السودان العليا، والعمل للحفاظ على وحدة أرضه وسلامته، واستقراره وسيادته.
4- يؤكد دعوته إلى المزيد من الإصلاحات الديمقراطية تحت سقف المواطنة التي تحُصّن الوطن في مواجهة المخططات الخارجية، سواء منها ما يواجهه حالياً، أو ما يحاك له مستقبلا.
5- يطالب الدول العربية والحكومات التي تخلّت عن السودان وساندت العمل على الانفصال، بشكل مباشر أو غير مباشر، ولاسيما دول الجوار السوداني وخاصة مصر، بأن تعيد النظر في تلك المواقف، فالصورة الراهنة تبدي لكل ذي عينين أن جرح الانفصال قد امتدّ إليها على نحو أو آخر.
6- وبرغم الأوضاع المصرية الراهنة، فإننا ندعو هيئة الدبلوماسية الشعبية المصرية التي بادرت إلى زيارته منذ شهور، إلى التوجه إليه اليوم في دعم وإسناد إنّ مثل هذه الزيارة في الظروف العصيبة الحالية في كلا القطرين، هي أيضاً دعم وإسناد في مواجهة فتن التفتيت والتجزئة التي تعصف بالجميع.
7- وأخيراً فإننا في المؤتمر العام للأحزاب العربية نضع للسودان كما لجميع الأقطار العربية ومعنا جهود المؤتمرات العربية الشقيقة كل جهودنا. لتقديم مبادراتنا الشعبية لنصرة السودان كل السودان ، كما لنصرة كل قطر عربي يُستهدف في مصيره ومستقبله الوطني.
حمى الله وطننا بكل أقطاره من مخاطر الأعداء: الاستعمار والصهيونية وحلفائها.
والله غالب على أمره، ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز
عبدالعزيز السيد
الأمين العام
عمان 22/4/2012