المنامة – رويترز
انطلق اليوم الاحد سباق فورمولا 1 للسيارات في البحرين في الوقت الذي يحتدم فيه الغضب في الشوارع بين المحتجين المنددين بهذاالسباق بوصفه مناسبة استعراضية لعائلة حاكمة سحقت مظاهرات الربيع العربي العام الماضي.
واشتبك متظاهرون من قرى تسكنها أغلبية شيعية حول العاصمة يلقون بقنابل حارقة ليلا مع الشرطة خلال الأسبوع المنصرم وردت قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية وطلقات الخرطوش.
وتصاعد الدخان الأسود من الإطارات المشتعلة فوق منطقة البديع صباح اليوم الأحد قبل السباق الأخير.
وكانت هذه المنطقة التي تقع خارج العاصمة المنامة شهدت احتجاجات حاشدة يوم الجمعة.
وبالنسبة للموجودين داخل حلبة البحرين الدولية فإن الاضطرابات لم يكن لها أثر يذكر.
وتجمعت الفرق في الحلبة وسط الإجراءات الأمنية المعتادة قبل السباق.
واصطفت سيارات الشرطة بامتداد الطريق السريع المؤدي للحلبة.
وتستغل الحكومة هذه المناسبة الرياضية لإظهار أن الحياة عادت الى طبيعتها في المملكة بعد أن أجبرتها المخاوف الأمنية بشأن الاحتجاجات على تأجيل السباق ثم إلغائه العام الماضي.
لكن صورا تلفزيونية ليلا للشوارع التي تتصاعد منها سحب الدخان والغاز المسيل للدموع تمثل إحراجا لفورمولا 1 والماركات العالمية التي تغرقها بالرعاية الدعائية.
وشركة تومسون رويترز الشركة الأم لوكالة رويترز هي راعية لفريق وليامز في فورمولا 1 .
وأجج غضب المحتجين العثور على جثة المتظاهر صلاح عباس حبيب (36 عاما) على سطح مبنى يوم السبت بعد اشتباكات دارت مع الشرطة اثناء الليل.
ومن الممكن أن تقام جنازته اليوم إذا تسلمت أسرته جثته مما ينذر بأعمال شغب في اليوم الذي يشهد السباق
. وقال المحتج أحمد مدني خلال مسيرة شارك فيها سبعة آلاف شخص أمس السبت "كانت مطالبنا الأولية حكومة جديدة لكن بعد المعاملة السيئة المقيتة التي لاقيناها فإن الناس يطالبون بإسقاط النظام."
وصورت بعض اللافتات التي حملها المتظاهرون خلال المسيرة سائقي سباق فورمولا 1 وكأنهم أفراد من شرطة مكافحة الشغب يضربون المحتجين.
وتقول حكومة البحرين إنها أجرت إصلاحات بعد قمع الاحتجاجات في العام الماضي بينما كانت الانتفاضات تجتاح بعضا من الدول العربية.
وأكد الملك حمد بن عيسى ال خليفة الذي يحضر سباق اليوم في بيان الليلة الماضية على التزامه الشخصي بالإصلاحات والمصالحة في البلاد وقال إن الباب مفتوح دائما للحوار الصادق بين كل أبناء الشعب. وشاهد عاملون في فريقين واقعتي إلقاء قنابل حارقة وغادر بعض أعضاء فريق فورس انديا البحرين.
لكن أغلب المشاركين في السباق لم يشعروا بالعنف الذي يدور أغلبه خارج العاصمة.
وأبدت بعض الفرق إحباطها من تركيز الاهتمام على الشؤون السياسية.
وعقب وصوله يوم الخميس قال بطل العالم سيباستيان فيتل من فريق رد بول والذي انتزع موقع أول المنطلقين إنه يعتقد أن كثيرا من الأنباء الواردة مجرد دعاية. وتطلع لركوب سيارته والتعامل مع "الأمور المهمة حقا.. حرارة الإطارات والسيارات
." وقال فيل ميتشل البريطاني الذي يقيم ويعمل في البحرين وحضر لمشاهدة السباق إنه "يتطلع فحسب إلى سباق جيد حقا".
وأضاف "لا شك أن هناك قدرا أكبر من الأمن. لكنه ليس ملحوظا. أعتقد إنه مجرد إجراء احترازي."
وتمكن متسللون من تعطيل موقع فورمولا 1 بشكل متقطع يوم الجمعة وخربوا موقعا آخر دعما لما وصفوه بكفاح شعب البحرين في مواجهة الظلم.
وأدى استمرار إضراب عبد الهادي الخواجة عن الطعام وهو أحد 14 شخصا حكم عليهم بالسجن لقيادة انتفاضة العام الماضي الى المزيد من اشتعال الغضب في الشارع ودخلت صحته مرحلة حرجة بعد مضي اكثر من 70 يوما.
وتقول أسرته إنه توقف حتى عن شرب الماء يوم الجمعة مما اثار مخاوف على حياته. وقالت وكالة انباء البحرين في بيان نقلا عن عبد الرحمن السيد المحامي العام الاول بعد زيارة من احد رؤساء النيابة إن الخواجة "في صحة جيدة ومستقرة ويلقى رعاية طبية كاملة."
وأضافت الوكالة أن الخواجة التقى اليوم بسفير الدنمرك التي يحمل جنسيتها أيضا والتي طالبت بالإفراج عنه.
22/04/2012 م
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.