نيويورك – يو بي أي
قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم السبت إن قرار إجراء سباق الفورمولا واحد في البحرين يمنح السلطات الفرصة التي تبحث عنها للتغطية على فداحة وضع حقوق الإنسان في البلاد.
وأوضحت المنظمة في بيان أن "السلطات في البحرين قامت في إطار حملة علاقات عامة واسعة لتحسين صورة البحرين بعد حملة القمع الوحشية للتظاهرات المطالبة بالديمقراطية في العام 2011، بالضغط من أجل إعادة سباق الفورمولا واحد إليها في العام 2012".
وكان السباق ألغي في العام الماضي بسبب الاضطرابات السياسية، ولكن الاتحاد الدولي للسيارات واتحاد فرق سباق الفورمولا واحد، اتخذا القرار أمس بإعادة إجرائه في البحرين.
وقالت المنظمة إن "الحدث لن يدرّ عائدات كبيرة فحسب، بل سيستخدم من قبل السلطات البحرينية لدعم مزاعمها بأن الأزمة السياسية وأزمة حقوق الإنسان انتهت".
وقال توم بورتيوس، نائب مدير قسم البرامج في هيومن رايتس ووتش، ان القيّمين على سباق الفورمولا واحد يقولون ان السباق في البحرين لا يجب أن يعرقل بسبب اعتبارات سياسية، ولكن العائلة الحاكمة ستحاول تصوير قرار إجرائه في البلاد على "أنه تصريح سياسي بدعم سياساتها القمعية".
وأضاف ان الاتحاد الدولي للسيارات بقراره أمس يقدم خدمة للحكومة لمساعدتها في تلميع صورتها والتغطية على أزمة حقوق الإنسان المستمرة.
وأشارت المنظمة إلى أن التظاهرات المناهضة للحكومة ازدادت في الأسابيع الأخيرة
وأصبح إلغاء السباق مطلباً أول للمتظاهرين، لافتة إلى أن ناشطي حقوق الإنسان في
البلاد أبلغوا عن قيام القوات الأمنية في الفترة الأخيرة بالاعتداء بالضرب على متظاهرين والتسبب لهم بجروح وربما الموت جرّاء الإفراط أو إساءة استخدام القنابل
المسيلة للدموع.
وقال بورتيوس ان "الوضع الطبيعي في البحرين اليوم يعني أن يكون أشخاص مثل عبدالهادي الخواجة (المحكوم بالمؤبد بتهمة قيادة تظاهرات) لا يزالون في السجن بعد عام من الاعتقال وأن يقضوا عقوبات طويلة مقابل تقاعس عن محاسبة المسؤولين عن عمليات القتل والتعذيب التي وقعت العام الماضي".
وأضاف ان قرار إجراء السباق في البحرين يعتبر قبولاً بهذا الوضع.
وحثت المنظمة القيّمين على السباق أن يطبقوا إرشادات منظمة التعاون والتنمية للمؤسسات متعددة الجنسيات، الصادرة عام 2011 والتي تحث الشركات على تفادي المساهمة في الإساءة لحقوق الإنسان وإذا فعلت عليها أن تساعد في معالجة الآثار السلبية لحقوق الإنسان التي شاركت في التسبب بها.
وقال بورتيوس "هناك أزمة حقوق إنسان في البحرين ويجب الضغط على حكّامها من أجل اتخاذ الخطوات الملحّة لإنهائها وإطلاق سراح السجناء السياسيين مثل الخواجة، والسماح لمنظمات مثل أطباء بلا حدود بالدخول وتطبيق توصيات لجنة التحقيق".
وطالب بورتيوس الاتحاد الدولي للسيارات "الذي منح الضوء الأخضر ليتم استغلال السباق من أجل إيذاء حقوق الإنسان" باتخاذ جميع الخطوات اللازمة لتصحيح الضرر الذي تسبب به وضمان أن تقوم السلطات باتخاذ الإجراءات المطلوبة منها.
صوت المنامة 14/04/2012 م
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.