عطر وحبر
بيكو بيكو.. حتى تنسوا أساميكوا..!!
نوال عباسي
وصلني على الإيميل بيان من القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي، تحت عنوان(في العراق بدأت سايس بيكو 2 وبتحريره بالسلاح يتحقق خلاص الأمة)
ولقد حذرت القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي في العراق في بيانها من سايس بيكو 2 يرتب لإمتنا العربية، وسأقتبس بعضاًً مما جاء في التحذير لإهميته: إن نجاح المقاومة العراقية الباسلة في تمريغ أنف امريكا في أوحال الهزيمة المريرة عجل بتنفيذ الخطوات الأُخرى المصممة لإنقاذ أمريكا، وأهمها إعادة ترتيب اوضاع الوطن العربي بطريقة تخدم أمريكا والصهيونية عبر نشر الفوضى الخلاقة، المنضبطة في كل قطر عربي، ونزع الطابع الوطني للإنتفاضة العربية المختمرة في نفوس ملايين العرب منذ عقود مضت من السنين ضد أنظمة الفساد واللإستبداد والتخلف، وجعلها محض عمل قطري معزول عن النضال القومي العربي، وخاصة القضية الفلسطينية، وعن إحتلال العراق من قبل أمريكا، لذلك كان عام 2011 عام هزات الأُمة.. حيث سالت أنهر من الدم والدموع خلالها، وكثيرون تواطأوا وتأمروا على العراق بوسائل مباشرة وغير مباشرة، والمؤامرة الأمريكية والصهيونية والإيرانية مستمرة لننفيذ مخططاات جديدة للمنطقة، ولتقسيم المقسم من أقطارنا العربية: أُنهي الإقتباس وأعود إلى مقالة كتبتها في إحدى الصحف الاُردنية في 13/12 2007 تحت عنوان (قبل الترحم على سايس وبيكو وبلفور) ولترابطها مع ما طرحته القيادة العراقية في بيانها، ساعود إلى نشره مرة ثانية لإهميته. عام1991 قسم العراق إلى خطوط عرض.. شمال وسط جنوب ثم حصار، ثم غزو وإحتلال..! وهنالك سيناريو يجري تنفيذه على الأرض، يوصف بالتقسيم الناعم، سيستغرق تنفيذه وقتاً طويلاً، ولقد كشف أوراق المؤامرة على العراق، جوزيف بايدن العضو الديموقراطي في مجلس الكونغرس، ودعمه العضو الجمهوري (جون وارنر) وكان مشروع تقسيم العراق فكرة الصهيوني الأمريكي هنري كسينجر في تصريح لمحطة ال(سي إن إن) قائلاً: ليس من مصلحتة ومصلحة إسرائيل أن يبقى العراق موحداً..
ولقد أكد نخبة متميزة في المركز العراقي الإستراتيجي بأن سيناريو التقسيم إلى ثلاث مناطق كرد وشيعة وسنة بالنسبة للإدارة الأميركية قضية محسومة أساساً لإن إضعاف العراق وتقسيمه سيزيد من قوة إسرائيل، وسيعبر الدرب إلى شرق أوسط كبير، وسيلغي عروبة المنطقة، وسيجعلها عبارة عن مشيخات تتحكم فيها أمريكا وصهيونيتها!
إن تفتيت العراق يعد تتمة لسايس بيكو جديد، برعاية جورج بوش وتوني بلير، والتقسيم إذا نفذ لا يطال العراق وحده بل سيتعداه إلى دول الجوار العربية.. وإلى غيرها من أقطارنا العربية، وإذا نفذت الخطة الناعمة فعلى العروبة السلام، وقراءة الفاتحة!
المرحلة التي تمر فيها فلسطين والعراق ولبنان والسودان وبقية أقطارنا العربية خطيرة جداً، لأن بوش وإدراته المتصهينة، والمسيحيين الجدد، لا يعملون على زرع الصهاينة في منطقة محددة كما فعل بلفور.. إنما سيزرعونهم على أرضنا العربية، وسيهودونها من الماء إلى الماء.. ويا دار ما دخلك شر.. إذ لم يكتفوا بتفتيت سايس وبيكو، لإرضنا العربية، إنما سيقطعونها كقطع الشاورما.
أجزم بأن أُمتنا العربية مقبلة على كارثة إلغاء عروبتها إذا لم ندعم جميعنا مسؤلين وشعب المقاومين العراقيين البواسل الذين كسروا أكبر وأقوى جيش على الكرة الأرضية، وعلينا سحب السجادة من تحت أقدام المستعمرين والغزاة لكي نجعل مخططاتهم الناعمة عبارة عن حبر على ورق، وإذا لم نتحرك بقوة ونقاوم وندعم المقاومة فسنترحم على سايس بيكو وبلفور.. وعلى مصيرنا!
أنهيت مقالتي، لإعود إلى بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي الذي يحمل شعلة النضال المتوهجة لتنير الدرب أمام كل الوطنيين والقوميين والإسلاميين طارحة أبعاد المؤامرة على أُمتنا منذ غزو فلسطين.. مطالبة بتحرير الوطن وبتصعيد المقاومة بكافة الوسائل
التحقيق خلاص الأُمة… وإلا بيكو بيكو يا عرب حتى تنسوا أساميكوا!!
ونحيي قائد الجهاد والمجاهدين ألأمين العام لحزب البعث في العراق، عزة إبراهيم الدوري ورفاقه القابضين على جمر الجهاد على أرض الجهاد.. والنصر قادم يا أبطال قلعة الأُوسود!