شبكة البصرة
الاستاذ احمد علي – تونس
رغم ماقدمه ويقدمه النظام الرسمي العربي من خدمات للولايات المتحدة الامريكية وحلفائها والتي يمكن حصر اهمها في :
– المحافظة على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة
– السعي الى التطبيع مع الكيان الصهيوني
– تقديم كل اشكال الدعم اللوجستي والمالي والاعلامي والسياسي لتدمير العراق
– الانصياع التام لسياساتها الخارجية
– الاستعداد الدائم للتحالف معها ضد القوى الصاعدة (روسيا والصين)
رغم ذلك تسعى الولايات المتحدة الامريكية الى تكريس سياسة احتواء ايران وتنصيبها زعيمة لمنطقة الشرق الاوسط الكبير الجديد مواصلة لما بدأته في العراق وهي تعمل الان وفي المستقبل على تعميم التجربة الايرانية في العراق بجميع الوسائل السياسية والعسكرية حسب ما تقتضيه ظروف كل نظام وفي التوقيت المناسب وبداية عمليات التغيير للنظام التونسي والتي تلاها تغيير النظام المصري ثم الليبي ثم اليمني والتي ستشمل بقية الانظمة العربية دون استثناء لم تكن في حراكها الشعبي خاضعة فقط لحالة القمع السياسي والقهر الاجتماعي والازمة الاقتصادية التي كانت نتيجة تيعية اغلب تلك الانظمة للراسمالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والتي قدم من اجل الخروج منها ابناء الامة العربية قوافل تعد بالالاف من الشهداء بل هي خاضعة ايضا الى رزنامة معدة سلفا من دوائر عالمية واقليمية التقت مصالحها الاستراتيجية حول تدمير الوجود العربي كرد استباقي على تهديد الوجود الصهيوني في المنطقة وهو ما عبر عنه كبار الساسة والمفكرين في مراكز القرار تلك الدوائر (نعومي تشومسكي , كيسنجر , لاريجاني…الخ) والمتتبع للاحداث يلاحظ ان عمليات التغيير بدات بالانظمة الاكثر حداثة مما يطرح سؤال قد يرد في ذهن الكثير من القراء الكرام وهو لماذا لم تبدأ الولايات المتحدة الامريكية في رفع مظلتها السياسية والاعلامية على الانظمة الاكثر تخلفا في المسالة الديمقراطية وبالتالي تغييرها (انظمة الخليج مثلا)؟ والاجابة عن هذا السؤال لا تفترض اكثر من حقيقة واحدة وهي ان عمليات التغيير في المنطقة ليست انتقائية بل هي عمليات تغيير شاملة لكنها خاضعة الى رزنامة مبرمجة زمنيا وذلك لـ :
1. تتفادى فيها الدوائر المتدخلة الاحرجات السياسية وهنا تتنزل الحرب الاعلامية بين ايران والولايات المتحدة حول الملف النووي والتهديدات المتبادلة التي يستفيد منها الطرفين في عملية التغيير حيث تستفيد الولايات المتحدة الامريكية في مزيد ابتزاز دول الخليج (تعزيز وجودها العسكري وعقد المزيد من صفقات السلاح مع دول الخليج وبتزاز العائلات الحاكمة فيها..) وتستفيد ايران في دعم نفوذها السياسي وشعبيتها لدى الراي العام العربي والظهور بمظهر المعارض لسياسات الولايات المتحدة الامريكية والمتبنية لما يسمى بثورات الربيع العربي وبالتالي فهي المؤهلة اكثر من دول الخليج وتركيا لقيادة منطقة الشرق الاوسط الكبير – الجديد.
2. تتفادى فيها الدوائر المتدخلة ما سيترب عن عمليات التغيير من تكاليف مادية
– تكاليف التحرك السياسي
– تكاليف التغطية الاعلامية
– تكاليف الانفاق العسكري
– تكاليف تجاوز المرحلة الحرجة للانظمة الجديدة
وهي تكاليف تحملت اغلبها دول الخليج (خاصة قطر والامارات والكويت) وسيستمر الضغط الامريكي على دول الخليج لتمويل عمليات التغيير مما وفر وسيوفر للولايات المتحدة الامريكية وايران الارضية السياسية الخصبة للاسقاط العائلات الحاكمة في الخليج العربي مستقبلا واستكمال بناء مشروع الشرق الاوسط الكبير -الجديد وتنصيب ايران زعيمة لمنطقة الشرق الاوسط بعد القضاء نهائيا على الحكم العربي للمنطقة العربية.
لقد اصبح من الواضح ان النظام العربي الرسمي قد وجد نفسه الان امام خيارين احلاهما مر وهما :
– اما الاستمرار في التبعية للولايات المتحدة الامريكية التي ستقودهم في النهاية الى الانقسام والاقتتال والتشرذم وانتهاء مصيرهم السياسي بيد من ستمنحه الولايات المتحدة الامريكية قيادة منطقة الشرق الاوسط الكبير -الجديد وهو بالتاكيد من غير العرب.
– الذهاب الى مؤتمر القمة في بغداد لاعلان الطاعة و الولاء لخادم الولي الفقيه في ايران (المالكي) وهو ما تريد الولايات المتحدة الامريكية من النظام الرسمي العربي تنفيذه عن طواعية والقبول بزعامة ايران لمنطقة الشرق الاوسط وهو الفصل الاخير من مخطط التحالف الامريكي – الايراني – الصهيوني.
شبكة البصرة