بقلم: هدى ابو غنيمة
لا يخيف القوى الاستعمارية المتصهينة مثل خيار المقاومة، فهذه القوى التي تملك أعتى تقنيات الدمار لم تستطع على مر العقود أن تخمد جذوة المقاومة رغم ما تبذ ل من جهود مضنية في اختراق صفوفها للقضاء عليها كما لن تستطيع أن تقضي على هذه الأمة ما دامت رؤيا السلام الحق هي المقاومة·
ليس مهما في تاريخ الأمم أن تنهزم أمة في مرحلة ما لعدم تكافؤ القوى، بل المهم أن لا تنهزم الروح النضالية، فيتسلل اليأس إلى النفوس ويصبح الخوف طوق ا لنجاة·
هذه الرؤية هي الرؤية الإنسانية المشتركة بين كل الشعوب التي واجهت قوى البغي والعدوان وانتصرت عليها، رغم عدم تكافؤ القوى وكان نصرها حصيلة ثبات قيادات ذات رؤى شاعرة تدرك أن السلام هو للأقوياء والمقاتلين ما دام العالم عدوانيا أما سلام الضعفاء فهو استراحة للعدو· كيف تتفق رؤى الشعراء وبشاعة الحروب وما تجر من ويلات؟ لنستعرض ما حفل به تراثنا الشعبي من بطولات عبرت عن شخصية الشعوب الجماعية التي تصغي لنداء الأرض وتبدع ملاحم الحرية والكرامة لتشحذ العقل والقلب في كل زمان ومكان، ولعل أكثر الناس إنسانية وأقواهم إيمانا من يرى أنه إذا استشهد دون حقه ستبقى الجذوة متقدة وسيجني من يأتي بعده ثمرة كفاحه·
هذه الرؤى هي ما نحتاج إليه، ونحن نواجه على الصعيد الداخلي قوى الفساد والتفكك ومخططات الفتن الطائفية والعنصرية لاحتواء ثورات الشعوب لنيل حقوقها في الكرامة والخبز وتحويلها إلى أداة دمار لتفريغ الطاقة المقاومة للشعوب بينما تصل الهمجية والعنجهية إلى أبشع صور التحدي للضمير الإنساني في القدس بالإعتداء على المقدسات الدينية، وتفريغ الأرض من أهلها· رؤيا السلام لهذه الأمة كامنة في إذكاء جذوة المقاومة على الصعد الثقافية أولا لنعود إلى مدارنا الحضاري الصحيح·
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.