خصصت الجمعيات السياسية المعارضة الخمس (الوفاق، وعد، القومي، الوحدوي، الإخاء) في خامس أيام الاعتصام الحاشد الذي تقيمه في ساحة المقشع بعنوان «باقون على مطالبنا» مساء أمس الثلثاء (6 مارس/ آذار 2012) مهرجانها اليومي للتضامن مع الكادر التعليمي ورئيس جمعية المعلمين مهدي أبو ديب.
وسرد المحامي محمد التاجر ظروف اعتقاله الذي جمعه مع رئيس جمعية المعلمين مهدي أبو ديب، وكيف أنه ظل يجاوره ويتحادثان من دون أن يعرف أحدهما الآخر في بداية أيام اعتقاله.
وأوضح التاجر أنه «بعد ذلك اجتمع معه في زنزانة واحدة فكانت تدور نقاشات تربوية، وكان كلٌ ينقل للآخر ما يتقنه من علم، وكان أبو ديب صاحب الحضور الأقوى».
وأضاف «كان أول البادئين بتقديمه للمحاكمة العسكرية، وحين عاد من المحكمة سرد لنا كيف كان كل من يمر قربه يضربه داخل المحكمة».
وأردف «كان أكثر الأشخاص تعرضاً للانتهاكات بحقه من بيننا، ولكن كان صبره مع بعض الموقوفين سبباً في تحسين وضعنا داخل السجن»، خاتماً حديثه بالقول «أيامنا في المعتقل على ألمها كانت جميلة لأنها جمعتنا مع شخصيات مهنية كفؤة».
ومن جهتها قالت نائب رئيس جمعية المعلمين جليلة السلمان: «كل الوزارات والشركات اكتفت بما قامت به من فصل وتوقيف، إلا وزارة التربية التي لم تكتف بكل ما قامت به طوال عام، فمازالت تضيق الخناق على المعلمين والطلبة على حدٍّ سواء».
وأضافت «الوزارة أعلنت عن عودة المفصولين جميعاً، وهذا غير صحيح، وكما أنه في كل يوم تأتي إحضاريات إلى المعلمين للمثول أمام النيابة العامة، ومازال عدد من المعلمين في المعتقل وعلى رأسهم مهدي أبو ديب».
وأردفت «تقرير تقصي الحقائق أوضح أن كل ما تقوم به وزارة التربية يتم بدوافع الانتقام»، متسائلة «متى ستتوقف الوزارة عن هذه الانتهاكات بحق المعلمين؟».
إلى ذلك عرض مجموعة من المعلمين شهاداتهم بشأن حملة الاعتقالات التي طالتهم خلال الأشهر الماضية إبان فترة السلامة الوطنية، وذكر احدهم أن الإهانات لم تتوقف عنهم، منذ توقيفهم حينها، والى أن تم الإفراج عنهم».
وأضاف «بعدها تم نقلنا إلى المعتقل، وهناك شاهدنا المدرسين والطلاب والأطفال وكل فئات المجتمع المهني، وكان أكثر ما يؤلمنا هو وجود الأطفال والطلاب صغار السن معنا، محرومين من دراستهم وتقديم امتحاناتهم.
وقال: «منذ الإفراج عني وإعادتي إلى وظيفتي بوزارة التربية تم إيقاف راتبي لعدة أشهر، وعندما ذهبت إلى الوزارة للاستفسار عن سبب إيقاف الراتب اكتفوا بالقول لي إنها أوامر من فوق». ومن جانبها قالت إحدى المعلمات اللاتي تم اعتقالهن سابقاً أنه «حتى لو نسيت ما جرى عليَّ، فإن ابنتي لن تنساه، بعد أن فقدت والدتها في ظروف بالغة الحساسية»، لتسرد بعدها ما لاقته في اعتقالها من انتهاكات.
الوسط – العدد 3469 – الأربعاء 07 مارس 2012م الموافق 14 ربيع الثاني 1