المقشع – مالك عبدالله
أكدت الجمعيات السياسية (الوفاق، وعد، التجمع القومي، الإخاء، والتجمع الوطني) في مهرجان جماهيري أقامته مساء أمس الأحد (12 فبراير/ شباط 2012) في المقشع بمناسبة مرور عام على انطلاق الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في 14 فبراير 2011، تمسكها بـ «سلمية الحركة»، معتبرة إياها «مصدر قوة لا ضعف»، ومشددة على مطالبتها المستمرة بـ «سرعة التحول الديمقراطي، والحوار الجاد والمثمر من أجل تجنيب البحرين المزيد من الآلام التي لن يكون فيها أحد في هذا الوطن رابحاً».
ونفت أن تكون رفضت أي «حوار جاد ومثمر يرجع فيه الأمر في النهاية للشعب مصدر جميع السلطات».
من جهته قال الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ عل سلمان: «لا يختلف اثنان أن في هذا الوطن فساداً وسرقات (…) وتحركنا جاء من أجل إصلاح هذا الواقع، ولم نخرج ترفاً ولا فساداً»، وتابع «نريد أن يكون في وطننا المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين، فالجميع سواسية (…)»، وواصل «قطعت هذه الحركة شوطاً مهماً في طريق بناء الديمقراطية، فالعالم كله يعرف أن هناك شعباً متحضراً يطالب بالديمقراطية وأصبحت هذه القضية واضحة»، مؤكداً «ضرورة إخلاص العمل لله عز وجل، فالقيمة الباقية والراسخة ومصدر التوفيق هي أن تكون نياتنا وحركتنا من أجل رضا الله سبحانه وتعالى وخدمة عباده، لا من أجل المغالبة ولا من أجل الانتقام، وإنما بدافع البعد الديني والإنساني وإسعاد كل أهل البحرين».
وأضاف سلمان «علينا أن نقف وقفة مراجعة إلى عام مضى، وعلينا أن نستمر في مصادر ونقاط قوتنا، وهناك مصادر ضعف يجب تجاوزها»، وبين أن «المطالبة بتحقيق المطالب العادلة وبناء وطن ديمقراطية حر كريم مستمرة، ولا تردد في هذه المسيرة ولا توقف ولا تراجع».
ولفت إلى أننا «نريد لهذا الوطن أن يحتضن جميع أبنائه على قدم المساواة لا فرق بين أحد»، وشدد على ضرورة التمسك بـ «السلمية ونبتعد عن الانجرار للعنف، فالسلمية ليست ضعفاً. ولكنها مصدر قوة وحضارة ورفق بهذا الوطن وبأبنائه، وأرى أن طريق السلمية أوضح للوصول لمطالبنا، من طريق الرد على العنف»، وأشار إلى أن «لابد من توحيد الجهود والابتعاد عن المهاترات الجانبية وهذا ما نجح فيه المحتجون في عامهم الأول، فعلى رغم اختلاف بعض الشعارات إلا أن الجهود متوجهة ومتوحدة نحو الديمقراطية ليأمن الجميع في الوطن»، مطالباً بـ «الحفاظ على وحدتنا الوطنية، وأن نسعى لإفشال الفتنة المذهبية التي تعمل عليها دوائر مشبوهة مستفيدة من استمرار الأزمة والانتفاع بالواقع الحالي».
وواصل «علينا أن نبني سياج المحبة والتفهم، علينا أن نحترم اختلافنا السياسي مهما كانت درجة هذا الاختلاف».
وبشأن عودة الطلاب والطالبات إلى المدارس، شدد سلمان على ضرورة «الحفاظ على انسياب وجريان العملية التعليمية وتجنيب المدارس والجامعات والمعاهد الصراع السياسي»، وأضاف «نريد أن تكون هذه المواقف بؤرة تجمع، من يحافظ على العملية التعليمية هم نحن (…)».
وجدد سلمان تأكيده على رفض الانجرار للعنف، وقال: «بدأت الحركة في 14 فبراير/ شباط 2011 بشكل سلمي أبهر العالم وحققنا بها ما تعجز أدوات العنف عن تحقيقه، فمصدر قوتنا أيها الأحبة وأيها المضحون هي السلمية»، وتابع «ونؤكد في هذه الذكرى على التمسك بالسلمية والاستمرار بها كخيار استراتيجي».
وقال: «صدقوني قضيتنا ليست بحاجة إلى المولوتوف، هذا الطريق الرابح فيه خسران»، وأكد على التمسك بحق «التظاهر السلمي في أي مكان، وعلينا ألا ننجر وراء أية دائرة عنف يخطط لها»، وشدد على أن «البلد بحاجة إلى حل سياسي وقبل هذا الحل لابد من إطلاق كل المعتقلين وأولهم النساء والرموز، وإرجاع جميع المفصولين إلى وظائفهم وتعويضهم وبناء المساجد، وعموماً تعويض كل المتضررين»، وواصل «ومحاسبة جميع المسئولين الحقيقيين عن القتل والانتهاكات».
وأردف سلمان أن «أي حوار يمكن أن ينطلق، لابد أن يكون على قاعدة الأكفاء والمتساوين بين المتحاورين». وتابع «يجب التوافق على مضمون الحوار وآلياته، وثم أي حوار اليوم وغداً هو محكوم بأن الشعب هو صاحب الموافقة النهائية أو عدم الموافقة»… مؤكداً أن «حاضر البحرين ومستقبلها هي في أن تكون مملكة عربية ومسلمة مستقلة وهو قرار شعب البحرين».
وفي رسالة إلى الجماهير المختلفة مع المعارضة ختم سلمان خطابه بالقول: «رسالتنا هي رسالة المحبة للجميع، نحن نفتح أيدينا لكل أبناء الوطن، وضمان مستقبل أبنائها جميعاً».
من جانب آخر ألقى الأمين العام لجمعية التجمع الوطني الديمقراطي فاضل عباس كلمة شدد فيها على التمسك بالسلمية وبالمطالب التي انطلقت بها الحركة الشعبية في البحرين، مشيراً إلى «حق الناس في التظاهر في أي مكان في البحرين بسلمية». كما وجهت الإعلامية لميس ضيف كلمة على الهواء للمعتصمين
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3446 – الإثنين 13 فبراير 2012م الموافق 21 ربيع الاول 1433هـ