حركة البعث القطر التونسي
بيان في الذكرى الأولى لتأسيس حركة البعث القطر التونسي
ولقد وجه البعثيون في تونس بتأسيسهم وإعلانهم عن ولادة حركة البعث رسالة الى أعداء الأمة والمتآمرين على مصالحها والمتربصين بنهضتها وتقدمها مفادها أن البعث باق ومستمر وأن الفكر الأصيل الخلاّق يستعصي عن الإجتثاث لينقلب مخرزا يدمي جنب كلّ متآمر جبان في تونس والوطن العربي…فمن تونس جاء الردّ على من أرادوا إجتثاث البعث في العراق ومن تونس رفعت رايات الثورة العربية التي أرادت الإمبريالية والصهيونية أن تنكسها وتستبدلها برايات التطبيع والإستسلام والعمالة… ومن تونس صدح صوت البعث العربي الإشتراكي عاليا ليقول لكلّ الذين خططوا ونفذوا مؤامرة الإستئصال إن البعثيين في هذه الربوع بصدد إنجاز ملحمتهم التاريخية مفتتحين بصدق عهد البطولة ومرحلة جديدة من النضال السياسي المبدئي شعارهم في ذلك شعار البداية والبشارة : نحن الجيل العربي الجديد نحمل رسالة لا سياسة ومبادئ لا نظريات…
أيها البعثيون المناضلون الرافعون لرايات الحقّ
يا أبناء أبناء شعبنا العربي العظيم في تونس
لقد قدّم البعث في القطر خيرة مناضليه ورجلاته قربانا للحرية والكرامة فكان القادة هم أوّل المضحين في سبيل المبادئ معطين بذلك النموذج – المثال لتلاحم العقيدة بالممارسة وتلاقي الفكر بالفعل ومقدّمين الصورة المثلي للبعثي الصادق الأصيل الذي يفدي الشعب بروحه ويستقبل الشهادة مقبلا غير مدبر.
وإننا إذ نستذكر رفاقنا الشهداء الصادق الهيشري وعمر السحيمي وحسن المباركي وفوزي السنوسي وعزالدين باللطيفة ومنور المصباحي ومنير جعيدان وشوقي النصري ووليد السعداوي ورشيد البحري وعزالدين الشابي ؛ فإننا نذكّر بمن نال شرف التبشير والبناء والتأسيس الأول الرفاق القادة يوسف الرويسي وأبو القاسم محمد كرّو والطاهر العبيدي ممن نالوا إستحقاق تعبيد الطريق لمن لحقهم وآمن بمبادئهم وسار على دربهم من مناضلي البعث منذ أواخر الخمسينات والى يومنا هذا.
إن درب البعث والرسالة الخالدة التي سلكها من سبقنا من رفاق العقيدة لازالت شائكة طويلة شاقة أليمة لا يعرفها ويدرك معانيها إلاّ المناضلون الحقيقيون الذين إنقلبوا على أنفسهم وأسقطوا خيار التشتت والإنقسام والتشرذم والتكتّل ملتزمين وحدة التنظيم الحزبي ككيان غير قابل للتجزئة أو التفريط أو المساومة ولسوف يعلم الذين حادوا عن الطريق إنّ مسيرة البعث العربي الإشتراكي مستمرة في العطاء دون توقّف عند الأنانيات والمصالح الشخصية وأمراض الطفولة اليسارية والزعامات الكرتونية ذلك أن الحقيقة الحزبية المتمثلة في وحدة التنظيم هي الحقيقة الوحيدة التي سوف تبقى والى أبد الآبدين.
رفاقنا على درب العروبة والنضال
يا من ضللتم ماسكين بالجمر وحاملين لقيم المبادئ والرجولة والشرف
إن الثورة في تونس مازلت مفتوحة على جملة من الخيارات التي يمكن أن تتقدّم بها نحو إستكمال مهامها أو تفرغها من مضامينها وتجهض أسسها ولذلك فإن مهام المناضلين الحقيقيين تعتبر اليوم أكثر خطورة وأهمية إذ أن مسؤولية إستكمال مهام الثورة تقتضي المزيد من اليقضة والحزم والتكتّل النضالي المشترك على قاعدة تحقيق تطلعات أبناء شعبنا في حرية حقيقية وكرامة فعلية.
وعلى هذا الأساس فإننا نهيب بكلّ الخيرين الصادقين المخلصين لمبادئ الثورة بأن لا يتهاونوا في الدفاع عن حقوق أبناء شعبنا الكادحين بدءا بالتعويض الكامل والغير منقوص لجميع الشهداء والجرحى والمتضررين وعلى رأسهم شهداء وجرحى إنتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008 مرورا بالشروع الفعلي في توفير الشغل لجميع المعطّلين وأصحاب الشهائد كأولوية قصوى لا تقبل التأجيل أو التأخير وصولا الى تحقيق تنمية متوازنة بين الجهات عبر الشروع الفوري في الإحاطة بالجهات الداخلية وتوفير مستلزمات العيش الكريم لمتساكنيها.
وإننا إذ نعبّر عن حقّ جماهير شعبنا في التطلع الى إنجاز فعلي لمبادئ الثورة من خلال القطع النهائي من رموز النظام السابق وأدواته ومؤسساته فإننا نشدد على ضرورة تفعيل آليات المحاسبة والبدء مباشرة في تنفيذ برنامج العدالة الإنتقالية بعد أن نضمن للقضاء إستقلاليته وحياده التام كلّ ذلك مع التأكيد على الدور المركزي الخلاق الذي تلعبه وسائل الإعلام في التوعية والنقد والتنبيه والتوجيه وهو الأمر الذي يجعلنا نتمسّك بحرية الإعلام كشرط ضروري للديمقراطية الحقيقية.
يا أبناء شعبنا الصابر المرابط
أيها المناضلون البعثيون
لقد نبّهت حركة البعث القطر التونسي الى خطورة إنحراف حرية التعبير والإحتجاج والتظاهر عن مسارها وإتخاذها لمنحى لا يخدم في النهاية إلا أعداء الثورة وقوى الثورة المضادة ولذلك فإننا نجدد اليوم رفضنا المطلق لإستعمال العنف وإنتهاج طريق الفوضى والتخريب والإضرار بالمكاسب العامة والخاصة وندين جميع السلوكيات الإنحرافية الإجرامية التي لا علاقة لها بمبادئ الثورة وأخلاقها ونطالب الحكومة بأن تتخذ موقفا واضحا وصريحا من بعض المظاهر الإحتجاجية المغطاة بغطاء ديني ووضع حدّ لإستعمال الدين كمطية لفرض عقيدة أو تصوّر أو نموذج.
ونحن إذ نثمّن موقف أغلب الأحزاب السياسية الحريصة على إستكمال مهمات الثورة وإنجاز أهدافها فإننا ندعوها بقلب مفتوح الى الإنخراط في عمل جماعي مشترك يستجيب لمتطلبات المرحلة وتطلعات أبناء شعبنا عبر التفاعل الإيجابي مع مشروع العمل الجبهوي الذي إقترحته الحركة ودعت إليه توصلا الى توحيد الممارسة النضالية لأغلب الأحزاب التقدمية والديمقراطية في القطر.
عاشت نضالات شعبنا من أجل حرية حقيقية وكرامة فعلية
المجد والخلود لشهداء الثورة والخزي والعار للمتأمرين على إستكمال مهامها
وإنها لأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
تونس في 22/01/2012