فعاليات نسائية تطالب بالإفراج عن «معتقلات الرأي»
أم الحصم – محرر الشئون المحلية
طالبت فعاليات نسائية بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلات في القضايا المتعلقة بحرية الرأي، مشدداتٍ على أن «المرأة البحرينية دفعت بكل ما جرى ويجري عليها حتى الآن ثمن وعيها السياسي والحقوقي».
ودعت في ندوة عقدت بمقر جمعية وعد في أم الحصم الأربعاء (4 يناير/ كانون الثاني 2012) للتضامن مع النسوة المعتقلات إلى «إعادة الطبيبات والممرضات والمعلمات والطالبات الجامعيات ومن هن في المدارس إلى مواقعهن وتعويضهن عن الانتهاكات التي أصابتهن بسبب مخالفة بعض الجهات الرسمية القانون إزائهن».
وأبكت ابنة إحدى المعتقلات الطفلة زهراء عبدالكريم الحضور في الندوة بكلماتها التي أبدت فيها اشتياقها لترديد كلمة «ماما»، وكان المشهد مؤثراً حين قالت: «كم هو مؤلم أن نجتمع مع أعز مخلوق عندنا في السجن، ولا نراه إلا نصف ساعة فقط».
من جهتها ألقت ليلى الجشي كلمة باسم أهالي المعتقلات حيت فيها «صبر وتضحيات الأسر البحرينية، وخصوصاً أهالي سجينات الرأي منهم».
وأشارت الجشي إلى أن «المرأة البحرينية شاركت في الحركة المطلبية أملاً بسيادة العدالة والديمقراطية، الأمر الذي أعطى هذه الحركة زخماً واضحاً».
وذكرت أن «المرأة البحرينية اعتادت المطالبة بالحقوق وذكرتنا بأسماء تاريخية، ولم نكن نظن أن نساءنا سيكن جزءاً من التاريخ تكتب سطوره الآن».
ولفتت إلى أن «المرأة البحرينية نالت هذا الشرف وأصبحت محط أنظار العالم، ودفعت ثمن وعيها السياسي».
وتابعت «هنيئاً للسجون البحرينية التي ملأتها الطبيبات والمعلمات والطالبات، مناشدة «جميع الهيئات المعنية والإنسانية وأصحاب الضمائر الحية للمطالبة بالإفراج العاجل عن جميع المعتقلات من دون شرط أو قيد».
أما عضو دائرة المرأة في جمعية وعد زينب الدرازي فدعت «جميع القوى الداعمة لقضايا المرأة في البحرين والقوى السياسية التي طالما وقفت وساندت حقوق المرأة لأن تقف اليوم لإنصاف المرأة في البحرين، المرأة التي عانت فقد الزوج والأخ والابن».
وقالت: «عانت المرأة البحرينية منذ 14 فبراير/ شباط 2011 أوضاعاً لا يرضاها أحد ولا يبررها أي عرف، فقط لأنها كانت تطالب بالحرية».
وأضافت «نرفض كل العنف الذي نال الطبيبة والممرضة والمعلمة والطالبة والموظفة وغيرهن، هناك أربع نساء ذهبن ضحايا للعنف وطفلة واحدة رضيعة أيضاً، بينما هناك المئات منهن فصلن وأوقفن عن أعمالهن ومقاعد دراستهن».
وأكملت «كل ذلك حدث لإرغامهن على التخلي عن مطالبهن العادلة لكننا نؤكد أن هذا العنف المدان لن يثني المرأة عن المطالبة بحقوقها وسيادة العدالة».
وطالبت بـ «إطلاق سراح المعتقلات وإرجاع المفصولات لأعمالهن وجامعاتهن ومدارسهن، وإطلاق سراح فضيلة المبارك التي سُجنت لأنها مارست حقها في التعبير فقط، كما نطالب بمحاسبة من قام بالقتل والتعذيب خارج القانون».
وواصلت «نطالب كذلك أن تعود جميع المبتعثات لدراستهن والسماح لمن منعن من الذهاب إلى البلدان التي يدرسن فيها بالعودة لها، ووزارة التربية والتعليم تتحمل مسئولية قانونية وأخلاقية في تعويضهن التعويض العادل عما لحق بهن من أضرار».
وختمت بقولها: «إن البحرينية كانت ومازالت العمود التي قامت به نهضة البحرين، لذلك فهي تستحق أن تكرم لا أن تهان».
ومن جانبها قالت ابنة إحدى المعتقلات زهراء عبدالكريم: «أمي الحبيبة الغالية الحبيبة التي أجبرنا الواقع المرير على ألا نستخدم هذه الكلمة، افتقدناك وافتقدنا حنانك، نحن بحاجة إلى حضنك، إليك اكتب هذه الكلمات وليعرف كل من يعيش على أرض البحرين كم أنا مشتاقة إلى ترديد كلمة (ماما)».
وأردفت «نحن فخورون بك كأم ومعلمة فاضلة خدمت البلد ولم تتوانَ عن خدمة هذه الأرض الطاهرة، نحن بحاجة إلى يدك الحنونة، نحن نشتاق إليك لتجمعي شمل أسرتنا من جديد».
وأضافت «كم هو صعب علي أن تقتصر رؤيتي لك على نصف ساعة، وكم هو مؤلم أن نجتمع مع أعز مخلوق في السجن، نحن بحاجة إلى وجودك بيننا، نتائجي في المدرسة تتحدث عن أمي، أنا غير قادرة على إكمال مسيرتي، أحتاج إليك لتدرسيني».
وختمت بقولها: «لقد علمتنا بصبرك أن ننحني أمام كل امرأة وكل أم شريفة تقضي أيامها خلف القضبان».
من جهتها، قالت عضو مركز البحرين لحقوق الإنسان المنحل زهرة مهدي: «على رغم الحق الذي تقره الأديان والمذاهب الإنسانية في الرحمة والرفق، وعلى رغم أن أي إنجاز بشري يتوقف على الاستقرار، وعلى رغم التطورات الهائلة في التحضر إلا أننا لانزال نشهد مشاهد العنف القسري الذي يمارس ضد الطرف الأضعف».
وأضافت أن «الوضع في البحرين منذ 14 فبراير محزن، فمنذ إعلان حالة السلامة الوطنية تم اعتقال ما يقارب من 1000 شخص، 11 في المئة منهم نساء من مختلف المهن والتخصصات وفق ما رصد مركز البحرين لحقوق الإنسان».
وأكملت أن «معظم المعتقلات تم اعتقالهن من مراكز العمل أو المدارس، ومعظمهن تعرضن للتعذيب وانتهاك حقوقهن القانونية».
وأردفت أن «ما شهدته البحرين في ظل الأوضاع الحالية أظهر الخوف من الحركة المطلبية والنساء ممن هن طبيبات وممرضات وطالبات».
وواصلت «لقد حاولوا الادعاء أن الحركة الاحتجاجية ذات طابع ديني إلا أن تصاعد دور المرأة في الحركة المطلبية أكد أن الحركة اجتماعية وليست دينية محضة كما أرادوا تصويره». وأشارت مهدي إلى أن «فضيلة المبارك اعتقلت لأنها كانت تستمع إلى أناشيد، لذلك أؤكد أن قضية المبارك لا علاقة لها أصلاً بحرية التعبير لأنها لم تكن تعبر عن شيء، بل كانت تستمع فقط، ويبدو أننا بحاجة لقانون يحرم الاستماع للأناشيد».
وأفادت على بأنه «على رغم إسقاط التهم المتعلقة بحرية التعبير إلا أن ذلك لم يحصل، ما يعني أن الدولة لاتزال تخالف العهدين الدوليين، واتفاقية مناهضة التمييز ضد المرأة واتفاقية مناهضة العنف ضد المرأة، وضربت كل هذه المعاهدات عرض الحائط حيث تعرضت النساء إلى سوء المعاملة والتوقيف بسبب تعبيرهن عن آرائهن».
وذكرت أن «المادة 4 من العهد الدولي تؤكد أن على الدول اتباع سياسة تمنع العنف ضد المرأة وعليها الاجتهاد لمنع أي عنف ضد المرأة».
وطالبت عضو مركز البحرين لحقوق الإنسان بـ «إسقاط جميع التهم، ووقف سوء المعاملة، والتحقيق في جميع دعاوى التعذيب التي اشتكت منها النساء، والالتزام بكل المعاهدات والاتفاقيات التي وقعت عليها البحرين».
أما كلمة دائرة شئون المرأة بالوفاق فألقتها رملة عبدالحميد التي شددت على أن «المتتبع إلى حراك المرأة في البحرين يجده حراكاً وطنياً بامتياز، شاركت المرأة البحرينية في الحراك السياسي منذ فبراير بشكل أبهر الجميع».
وأضافت «لقد تجاوبت المرأة للحركة المطلبية بشكل كبير، وقدمت نموذجاً حياً للمرأة الشريفة المدافعة».
وأردفت «يختلف موقع وتقدير المرأة من مجتمع إلى آخر، لكن تبقى المبادئ العامة في حفظها وعدم الاعتداء عليها، وخاصة عندما يكون الحديث عن كيان عربي خليجي».
وأخيراً فقد شدد الإعلامي فيصل هيات على أن «قضية المعتقلات تستحق أكثر من أي تضامن، ويجب أن تكون في قمة الأولويات».
وأضاف «من واقع التجربة فإن تجربة السجن تجربة مريرة، لكن المرأة البحرينية هي الروح التي تبث في جسد الوطن، ولها دور بارز مهما تحدثنا عنه سنكون مقصرين».
——————————————————————————-
«أمل» تتضامن مع المعتقلات وتطالب بالإفراج عنهن
سار – فاطمة عبدالله
طالبت جمعية العمل الإسلامي (أمل) بالإفراج عن المعتقلات، وذلك خلال وقفتها التضامنية مع المعتقلات ومع باقي النساء اللاتي تعرضن للتعذيب والاعتقال والفصل من أعمالهن.
وافتتحت الوقفة التضامنية، التي نظمت أمس الأول الأربعاء (4 يناير/ كانون الثاني 2012)، بصالة الهدى في سار، الكاتبة الصحافية عصمت الموسوي بعرض تجربتها، مؤكدة أن تجربة المرأة البحرينية لا تختلف عن تجربة المرأة في العالم العربي، إذ أصبحت المرأة تعامل مثلما يعامل الرجل، مشيرة إلى أن المرأة البحرينية تقدمت الرجل في المشاركة في المسيرات والاحتجاجات ما جعلها كباقي نساء العالم، ووضعت هذه المرأة كعلم من المعالم في العديد من الدول.
وأوضحت الموسوي أن المساواة بين المرأة والرجل تحققت من خلال ثورة الربيع العربي، إذ إنها طالبت بحقوقها كما طالب بها الرجل، مبينة أنه في الوقت الذي سعت فيه القنوات الفضائية خلال 10 أعوام إلى تحريف مطالب المرأة شكلت ثورة الربيع العربي نقلة نوعية عبر مساواة المرأة والرجل في الحقوق.
من جانبها، قالت رئيسة جمعية التمريض البحرينية رولا الصفار: «إن منظر المرأة البحرينية لا ينظر له إلا من خلال النظر إليها وهي تقبع في السجون، فالمرأة البحرينية أصبحت تعتقل وتهان ليتم سحبها في الشوارع واعتقالها».
وأكدت أن التغيير في البحرين لن يحدث إلا عبر إطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين في الوقت ذاته. وفي سياق متصل علقت الصفار على ما يحدث في وزارة الصحة، مبينة أن تم إرجاع عدد من الأطباء والممرضين، إلا أنه تم انتهاك حقوقهم عبر تدويرهم عن أماكن عملهم السابقة.
ولفتت الصفار إلى أن هناك 24 ممرضة يحملن شهادات في تخصصات فريدة كتخصص القلب والطوارئ تم تدويرهن، فبعضهن نقلن إلى مستشفى الطب النفسي، والبعض تم نقله دار العجزة، على رغم التخصصات التي تحملها هذه الممرضات.
وأشارت إلى أن هذا التدوير هو هدر لأموال الدولة من جهة وخطر على حياة المريض من جهة أخرى، ففي الوقت الذي يحتاج فيه المريض إلى مثل هؤلاء الممرضات فإنه يجد أن هؤلاء تم نقلهن إلى أماكن لا يستطعن تقديم خدماتهن فيه.
كما نوهت الصفار إلى أن هناك أطباء وممرضين لا يتسلمون من راتبهم سوء 30 في المئة.
وطالبت الصفار، في ختام حديثها، بإطلاق سراح جميع المعتقلات والمعتقلين، وخصوصاً بعض أعضاء الكادر الطبي الذي مازال معتقلاً.
وتطرقت المحامية زهراء مسعود إلى قضية اعتقال المعتقلة فضيلة مبارك، واصفة قضيتها بالقضية الإنسانية لكونها أول من تم اعتقالها وأول النساء من تم الحكم عليها في محاكم السلامة الوطنية، إذ تم الحكم عليها أربعة أعوام وتم تخفيف الحكم بعد ذلك إلى سنة ونصف السنة.
ولفتت مسعود إلى أن قضية مبارك هي قضية إنسانية، فهي مصابة بمرض عضال ويتم صرف المهدئات لها فقط من أجل تخفيف الألم، في الوقت تحتاج فيه مبارك إلى عناية ورعاية أكثر من المهدئات، موضحة أن ما يجعل قضية مبارك قضية إنسانية فهي أم لطفل يبلغ من العمر تسعة أعوام.
وأشارت مسعود إلى أن قضية مبارك هي قضية تتعلق بالتعبير عن الرأي، مطالبة بالإفراج عنها، وخصوصاً أن النائب العام صرح مسبقاً بإٍسقاط التهم المتعلقة بحرية التعبير عن الرأي.
كما وقفت المعتقلة السابقة نورة الغسرة وقفة تضامنية مع المعتقلات عبر إلقاء كلمة تصف فيها حال النساء المعتقلات اللاتي تركن منازلهن مهجورة، وتاركة أطفالهن لمجرد التعبير عن آرائهن.
كما عرضت المعتقلة السابقة معصومة السيد تجربتها وكيفية اعتقالها وما تعرضت له خلال فترة الاعتقال لمجرد المطالبة بحقوقها المشروعة، في حين ألقت فيه المعتقلة السابقة آيات القرمزي شعراً تضامنياً مع المعتقلات.
وألقت ابنه الشيخ محمد علي المحفوظ؛ هاجر المحفوظ، الكلمة الختامية، مؤكدة فيها أن المرأة شقت طريقها وأثبتت وجودها على كل الأصعدة سوء على الصعيد الاجتماعي أو الحقوقي أو السياسي أو التعليمي، مبينة أن المرأة تقدمت المسيرات من أجل المطالبة بالحقوق. وأشارت المحفوظ إلى أن المرأة كل المجتمع حالها كحال الرجل، مؤكدة أنه منذ مدة طويلة كانت المرأة تطالب بالمساواة، إلا أن هذه المساواة تحققت الآن وأصبحت تشارك الرجل في الاحتجاجات، كما أنها تشاركه في القيود والسجون، وفي إسعاف المصابين والجرحى.
وأكدت المحفوظ أن هناك العديد من المسئوليات التي تقع على عاتق النساء البحرينيات وخصوصاً أنهن من يقمن بتربية الأجيال
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3408 – الجمعة 06 يناير 2012م الموافق 12 صفر 1433هـ