مرة اخرى لماذا اغتيل القائد الشهيد صدام حسين؟
صلاح المختار
في لحظات الالم تستنفر العواطف وتنحسر العقلانية بقدر كبير، ولذلك وبعد مرور خمسة اعوام على اغتيال القائد الشهيد صدام حسين من الطبيعي ان نناقش هذه المسألة بقدر طاغ من العقلانية وباستبعاد كبير للعواطف. وهنا نعيد طرح السؤال الذي طرحه الاف الساسة والناس العاديين : لماذا اغتيل الشهيد القائد صدام حسين؟ ان الاسباب متعددة واهمها :
1 – لقد اغتيل الشهيد القائد صدام حسين لانه رمز عظيم لامة عظيمة اضطرت لمواجهة قوى متعددة ومتناقضة اجتمعت ضدها في اكبر عملية تأمر على الامة العربية، وفي مقدمتها امريكا والصهيونية وجزء من اوربا والشوفينية الفارسية وبمساعدة حكام عرب، ووجدت هذه القوى في بقاء القائد الشهيد عقبة امام تنفيذ مخططاتها الاستعمارية، فصدام حسين بصفته (سيف من بين سيوف عديدة وليس السيف الوحيد)، كما قال يوم تنصيبه رئيسا للجمهورية في عام 1979، كان لابد من تصفيته لفتح الطريق امام تنفيذ الاهداف الاكبر اللاحقة ومنها تدمير التجربة التقدمية الناجحة بكل المقاييس للبعث في العراق وايقاف اشعاعها الذي اخذ يجتذب العقول قبل القلوب في الوطن العربي والعالم. واذا تذكرنا ان من اهم اهداف الغرب والصهيونية هدف منع العرب من تحقيق اي نجاح في قضايا التنمية والتعليم والصحة والعلم والتكنولوجيا…الخ ادركنا ان اسقاط هذه التجربة وتدميرها او افشالها على الاقل هدف ستراتيجي رئيس في عمل الامبريالية والصهيونية.
وكان قرار التدمير واسقاط التجربة يزداد قوة وثباتا كلما حقق عراق البعث انجازا في تلك المجالات التي تضمن التقدم وتجاوز عصور التخلف، لذلك فان اقدام العراق على تحقيق اهداف اساسية كان الشعب يتطلع لتحقيقها منذ عقود طويلة، مثل الفتوحات العظيمة في المجال التكنولوجي، خصوصا في مجال التكنولوجيا النووية والتي كان من اهمها نجاح العراق في اختراع طريقة ثالثة في تخصيب اليورانيوم، عجل في الاعداد لشن سلسلة حروب على العراق تقرر ان لا تنتهي الا بتدميره ودفن قدراته العلمية والتكنولوجية البشرية والمادية التي سخرت لخدمة القضايا القومية العربية وليس خدمة العراق فقط.
2 – تصفية التيار القومي العربي : كان هدف القضاء على القومية العربية بارزا في كل برامج الاستعمار والامبريالية والصهيونية لانها القوة الاساسية التي توحد العرب وتحافظ على هويتهم وتمنحهم القوة والمنعة، وبما ان عراق البعث كان يهتدي بالفكر القومي العربي ويتمسك به ووضع مبادءه واهدافه الستراتيجية على اساسه فان تصفيته مع كل تنظيم او جماعة تشابهه كان من اهم الاهداف الستراتيجية للغرب الاستعماري والصهيونية والشوفينية الفارسية. وهذه السمة للتيار القومي تقابلها سمة التشرذم الدوري والدائم للتيارات الاسلاموية وقدرتها غير المحدودة على توليد الصراعات الطائفية، بمعادلات هندسية وليس عددية، وسمة التشرذم الدوري المتعاقب تشمل كل الطوائف، وبلا اي استثناء، وتحولها الى مراكز تنتج التشتت والتشرذم بلا توقف. لقد تم اغتيال القائد الشهيد صدام حسين في اطار خطة أشمل من الاغتيال الفردي تقوم على اجتثاث القومية العربية ابتداء باجتثاث طلائعها القومية والوطنية وفي مقدمتها حزب البعث العربي الاشتراكي، فبدون تصفية القوى القومية العربية لا يمكن منع العرب من تحقيق النهضة والتقدم، وتصبح تصفية هذه القوى اشد اهمية اذا نجح التيار القومي في تحقيق الاستقرار المنشود بصفته الشرط المسبق لتحقيق النهضة والتقدم. وهذا ما حققه البعث في العراق حيث استقر الوضع على قاعدة الثبات والديمومة لمدة تزيد على ثلاثة عقود تحققت خلالها اهم الانجازات في الوطن العربي في العصر الحديث بلا ادنى شك على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية والتكنولوجية والعسكرية والعلمية…الخ.
3 – معركة كسر العظم : الاستعمار والامبريالية تجليان لنظام رأسمالي لا يستمر ويبقى الا على اللصوصية ونهب ثروات الامم الاخرى خصوصا المتخلفة، لذلك فان عداء الاستعمار والصهيونية لاي نظام سياسي ولاي حزب او ايديولوجيا يحدث بمجرد الاقدام على طرد الاستعمار واستعادة الثروات الوطنية وتسخيرها لخدمة الشعب. والعراق في ظل البعث كان صانع تأميم النفط وهو كان اكبر ضربة وجهت للاحتكارات الغربية الاستعمارية في الوطن العربي، وكانت الشرارة التي اشعلت الحرب الطويلة بين العراق والقوى الاستعمارية الغربية المدعومة من قبل الكيان الصهيوني. وكان النفط ومازال هو المادة الستراتيجية الاولى في عالمنا الحديث المعتمد على الطاقة النفطية بالاساس، لذلك كان تأميم النفط اقسى ضربة وجهت للاستعمار الغربي، فماذا نتوقع من ذئب جرح في قلبه غير شن هجمات متلاحقة لا تتوقف؟ لذلك فغزو العراق والبدء باغتيال الرئيس كان عبارة عن موقف تاريخي اتخذته القوى الاستعمارية ضد حزب وطني مقاوم مثل الحارس الامين للامة وقضاياها المصيرية، وكان يجب ان تعقبه خطوات اخرى متتابعة.
4– الوصول لبوابة نادي الدول المتقدمة : وزادت خطورة التأميم على المصالح الغربية باتباعه بعملية تسخير موادر النفط لاحداث الثورة المنشودة ونقل الحدث الثوري الذي وقع يوم 17تموز عام 1968 الى ثورة جذرية بكل ما تعنيه هذه اللفظة من معان، وفي مقدمتها دفع العراق ليكون عضوا اصيلا في نادي الدول المتقدمة علميا وتكنولوجيا واجتماعيا، فموادر النفط احدثت انقلابا جذريا في المحتمع بعد ان سخرت مباشرة لازالة المجتمع المتخلف والفقير واستبداله بمجتمع متقدم تسود فيه المعرفة والتعلم المجاني والطب المجاني والخدمات شبه المجانية. لقد تغير العراق بفضل ثورة البعث واصبح دولة تتقدم بسرعة نحو الانفكاك من عالم التخلف ودخول العالم المتقدم، كما اكدت تقارير الامم المتحدة في نهاية السبعينيات. وهذا الانجاز بالذات هو الذي اوجد خطا فاصلا بين عراقين عراق التخلف والامية والفقر والضعف وضياع الدور التاريخي، وهو ما كانت القوى الاستعمارية تعمل بكل طاقاتها لابقاءه وزيادة تخلفه، وبين عراق التقدم والقوة القادر على تقرير مسار المنطقة والاقليم وتحديد اتجاهاته، عراق مجتمع الرفاهية الاجتماعية لكافة العراقيين وبغض النظر عن طبقاتهم وهوياتهم الفرعية، لذلك فان تلك الانتقالة النوعية في حياة العراقيين قد عززت الفكرة الخطيرة التي تبلورت بعد تاميم النفط وهي ان عراق البعث يجب ان يدمر لمنع العرب من الاقتداء بتجربته في التنمية وتحقيق التقدم خصوصا كيفية استثمار موارد النفط.
5 – الوصفة التقليدية للاستعمار فرق تسد : كانت ومازالت فلسفة الغرب الاستعماري الاساسية هي (فرق تسد) ولعبت بريطانيا الدور الاكثر خطورة في تأسيس وزرع بذور مشاكلنا بين الاقطار العربية او مع جيران العرب عبر وضع حدود غير متفق عليها بين ابناء المنطقة وتشجيع النزعات الطائفية والعرقية والعشائرية ودعم كل ما يحافظ على التخلف والتمزق في الاقطار العربية، كي تبقى ضحية العجز عن مواجهة اي تحد خارجي. من هنا فان اقدام البعث على حل المشكلة الكردية جذريا بالاعتراف بالقومية الكردية وحقوق الاكراد، والعمل الذي لم يكل من قبل البعث لتحقيق المصالحة الوطنية العراقية بين القوى العراقية المتصارعة منذ عام 1958 كان خطوة بعثية وطنية باتجاه تدمير اهم اساليب القوى الاستعمارية وهو اسلوب فرق تسد. لقد اقام البعث الجبهة الوطنية والتقدمية وضمت البعث والحزب الشيوعي والتنظيمات الكردية وقوى قومية ووطنية وتأسيس الحكم الذاتي في شمال العراق ليعبر عن الخصوصية الكردية ويكرس الاعتراف بالقومية الكردية كقومية شقيقة للقومية العربية، من اجل توحيد الشعب العراقي وانهاء فترة الاحتراب الوطني وتحقيق الاستقرار لاجل بدء تنمية شاملة تدفع العراق نحو التقدم وتجاوز عصر التخلف وامراضه، فهل هذه الخطوات عادية كي تمر دون تأمر كبير على العراق الذي حققها؟
6– النضال من اجل الوحدة العربية : لم يتوقف زحف الطبيعة الثورية لتجربة البعث عند حدود العراق فقد اعلن البعث مبكرا بان تطوير وتقدم العراق هو جزء من عملية اوسع وهي تحقيق النهضة العربية الشاملة والعمل على بناء الوحدة العربية، وكان الاكثر تحريكا للقوى الاستعمارية والصهيونية هو اقدام العراق على تطبيق التزاماته القومية عبر الدعم الشامل لكل الاقطار العربية ماليا وتكنولوجيا وعسكريا ووضع خطط تنمية قومية وليس قطرية. من هنا فان صناع القرار الغربي والصهيوني الذين وضعوا الخطوط الحمر، التي جسدها تقرير (لجنة بنرمان) في عام 1907، وبنرمان كان رئيس وزراء بريطانيا، واهمها منع العرب من تحقيق التقدم العلمي والتكنولوجي ومن اقامة اي شكل من اشكال الوحدة العربية، وجدوا في الطبيعة القومية لخطط وانجازات البعث واعتماده ستراتيجية نهوض علمي وتكنولوجي شاملين وحديثين على المستوى العربي، وليس فقط على مستوى العراق، التحدي الاكبر للمشروع الصهيو- غربي العام، لذلك كان اسقاط نظام البعث الهدف الرسمي والفعلي الاول والاهم في ستراتيجية هذه القوى.
7 – البعث حركة تاريخية عظمى : لم يكن البعث حزبا تقليديا نشأ نتيجة موجة عابرة وانتهت ولابد ان ينتهي معها بل هو حاجة تاريخية كبرى قررتها ظروف امة كاملة، واقترنت الحاجة بشرط الوجود فاما ان تتحقق الاهداف الكبرى او تزول الامة، لذلك فالبعث، بطبيعته وبتكوينه الاصلي، متجدد ويبعث كلما تعرض لهجمات او تراجع، وهو لذلك ومهما ارتبط بقادته فان وجوده لا يتقرر بوجود او عدم وجود هذا القائد او ذاك، ولا بوجود جيل او زواله، فالقادة والاجيال زائلة، وتجدد الاجيال ينتج فورا قادة جدد واجيال بعثية جديدة تواصل طريق تحقيق الاهداف العظمى، وهذا هو المعنى الدقيق للحزب الرسالي. لذلك فاغتيال القائد الشهيد صدام حسين لم يضعف الحزب ولا عرضه للتشتت كما اراد الاعداء بل واصل مسيرته واصبح اقوى واشد تصميما على مواصلة النضال من اجل الوحدة والحرية والاشتراكية.
8 – القيادة الجماعية هي الاصل : في مراحل معينة تفرض ظروف انية بقوة الارادة الذاتية او بتأثير الاعتبارات الموضوعية، تعظيم دور الفرد في الاحداث وينعكس هذا على الحزب بالطبع، وبغض النظر عن الصواب والخطأ، وبما ان الحزب قام اساسا على القيادة الجماعية والديمقراطية الشعبية لذلك فان العودة للقيادة الجماعية كانت امرا طبيعيا فرض نفسه. والان البعث وهو يخوض مقاومة مسلحة شاقة ومكلفة جدا ضد الاحتلال يعيد بناء الديمقراطية داخل الحزب ويعزز اركانها من منطلق ان الديمقراطية هي اهم ضمانة لحماية الحزب وهويته ومسيرته من الانحراف او التعرض لمؤثرات الانتهازية والعلاقات المتناقضة مع عقيدة الحزب القومية.
نعم للفرد دور متميز داخل الحزب لان البشر ليسوا كاسنان المشط من حيث القدرات والكفاءات ولكن ذلك لا يعني حصر القرار النهائي بفرد واحد او عدة افراد مهما كانت قدراتهم وامكانياتهم واخلاصهم، بل الخيار العقائدي الطبيعي هو الديمقراطية وفرعها المهم جدا وهو القيادة الجماعية. وهذه الحقيقة عبر عنها وبصورة مباشرة وواضحة الرفيق عزة ابراهيم الامين العام للحزب وشرع فورا بممارستها مع رفاقه كلهم وبغض النظر عن المستوى الحزبي، فبالرغم من صعوبة التحديات الحالية فانه لا يتخذ قرارا مصيريا وستراتيجيا الا في اطار قيادة الحزب التي تناقش وتقرر بالاغلبية، وتنفيذا لهذا التوجه الديمقراطي فان الامين العام للحزب يبحث عن الاراء المختلفة ويحترم اراء الاخرين ويستعين بها والاهم يتخذ من الحوار الحر والمفتوح مع كل الرفاق طريقا لتعزيز دور الحزب كمؤسسة وتغليبها على ادوار الافراد مهما كانوا وفي اي مستوى وجدوا. وهذه الظاهرة التكوينية هي التي ضمنت للحزب بقاءه بعد الاحتلال واغتيال الكثير من قادته واسر اعداد اخرى منهم.
9 – تعاقب الاحداث : والدليل على صواب فكرة ان اغتيال الشهيد صدام حسين لم يكن الخطوة النهائية والاهم في سياق المخطط بل كان مقدمة لابد منها لتنفيذ خطوات اخرى خطيرة جدا هو ما حصل ويحصل في العراق والاقطار العربية، فاغتيال القائد صدام حسين كان بداية لتقسيم الاقطار العربية ومحو هويتها العربية، واحلال عصر الكيانات القزمية الهلامية الهوية والانتماء، ووقوع كل الكيانات القزمية القائمة على الطائفة او العرق او العائلة او القبيلة او الدين…الخ، تحت سيطرة قوى اقليمية كالكيان الصهيوني وايران وتركيا، في اطار نظام شرق اوسطي جديد تقوده امريكا وتقرر مساراته الرئيسة هي وليس غيرها مقابل مكاسب للاطراف المشاركة في النظام. ان تتابع خطوات تنفيذ المخطط بعد اغتيال الرئيس تؤكد ان ما حدث يوم 31/12/2006 كان مجرد بداية لمسيرة تدمير الامة العربية كلها، ولم يعد ثمة شك في الترابط العضوي بين اغتيال الشهيد صدام حسين والاصرار الامريكي الصهيوني – الايراني على اجتثاث الامة العربية كلها، كما نرى ذلك الان في احداث الوطن العربي الكارثية، وجعل اجتثاث البعث مقدمة لابد منها لتحقيق هذا الهدف الخطير.
10 – عداء الصهيونية : واخيرا وليس اخرا فان عداء الصهيونية وكيانها للبعث كان ومازال هو العداء الاول والاهم الذي يسبق اي عداء اخر في الوطن العربي، فالبعث هو القوة الوحيدة التي لديها عقيدة واضحة وعملية وقابلة للتطبيق وشهد العراق بعضا من تطبيقاتها الخلاقة، والبعث هو القوة الوحيدة التي لديها ستراتيجية قومية واضحة وثابتة تقوم على اقامة الوحدة العربية وتحرير فلسطين ورفض الاعتراف بالكيان الصهيوني، والبعث هو التنظيم القومي الوحيد الذي يملك قواعد جماهيرية ضخمة ومنظمة ومنضبطة ومجربة ولها قيادة مركزية واحدة تشمل كل الوطن العربي هي القيادة القومية، والبعث هو القوة القومية الوحيدة التي لم تتفتت وتتمزق وتخطت كل المؤامرات وكل الضربات المدمرة التي وجهت لها وبقيت، حتى بعد غزو العراق، تشكل التحدي الاكبر لتحالف الاستعمار والصهيونية والقوى الاقليمية الطامعة في ارض العرب وثرواتهم، والبعث هو، وليس غيره، من اسقط (نظرية الامن الاسرائيلي) بنقل الحرب الى داخل الكيان الصهيوني لاول مرة في تاريخه بقصف مدنه بصواريخ ستراتيجية بلغت 43 صاروخا، وذلك التطور نسف اهم مكونات نظرية الامن الاسرائيلي وهي فكرة ابقاء الحروب مع العرب دائرة في اراضي العرب ومنع وقوعها في الكيان الصهيوني، لذلك فان وصول اول صواريخ ستراتيجية الى مدن الكيان الصهيوني، وليس صواريخ كاتيوشا التي تبدو لعبة اطفال مقارنة بها وباثرها، اسقط تلك النظرية وفتح سماء الكيان الصهيوني امام سقوط صواريخ اخرى ستسقط لاحقا اذا بقي العراق تحت قيادة البعث وهي اشد قوة واكثر دقة وتاثيرا. وهكذا فقدت مرتفعات الجولان وغيرها قيمتها الستراتيجية الاساسية بصفتها كانت عازلا يحمي الكيان الصهيوني من هجمات مفاجئة من البر فجاء الصاروخ من الجو. كما علينا تذكر الثأر التاريخي الصهيوني مع العراق، تحت غطاء الاسر البابلي والذي يسمونه (السبي البابلي) واعتبار العراق هدفا للانتقام والدمار الشامل، خصوصا عندما ربط الصهاينة بين نبوخذ نصر وصدام حسين ورأوا في صدام حسين تجسيدا لنبوءة تقوم على (تدمير اسرائيل سيتم على يد احد احفاد نبوخذنصر وهو صدام حسين).
اذن تصفية صدام حسين ثأر صهيوني ايضا وقرار صهيوني كان الاشد ثباتا وعداء من غيره، وتلك الحقيقة تفسر لم كان فريق الموساد اول من دخل العراق بعد احتلاله مع القوات الامريكية وشرع فورا هو والعصابات التي استأجرتها الكويت بتدمير كل شيء في العراق من عمران وخبرات بشرية.
هل هذا كل شيء؟ طبعا لا فالحديث عن اغتيال قادة تاريخيين من طراز صدام حسين يفتح الابواب امام كل الافكار والاحتمالات، ولكن في النهاية فان اغتيال الشهيد القائد لم يحقق الاهداف المرجوة منه بل بالعكس فقد عزز روح المقاومة والتمسك بهوية الحزب الديمقراطية والقومية والاشتراكية بعد ان اكدت الاحداث ان الغرب الاستعماري والصهيونية والقوى الاقليمية الطامعة في ارض العرب تخشى القومية العربية اكثر من اي شيء اخر وتبدي الاستعداد لقبول اي طرف اخر، سواء كان اسلامويا او ليبراليا او فاشيا، ولكنها لم ولن تقبل بقيادة التيار القومي للامة، وهذا ما اثبتته احداث الامة العربية المعاصرة من عبدالناصر حتى صدام حسين.
وفي ضوء ما تقدم فان التحدي الاكبر الذي يواجه كل وطني وكل عربي هو بحتمية مواصلة الرد الوطني والقومي المضاد المتمثل في التمسك التام والجذري بالعروبة بصفتها قارب انقاذ هذه الامة من الغرق والتشتت في تيه بحار الطائفية المظلمة التي نراها الان تقذف بامواجها التقسيمية بوجوهنا.
المجد والخلود لشهداء الامة العربية ومقاومتها الباسلة وفي مقدمتهم القائد الشهيد صدام حسين.
لتعش المقاومة المسلحة قابلة توليد عصر عز العرب العظيم القادم بعون الله وبارداة المقاتلين العرب.
النصر او النصر ولا شيء غير النصر
1/1/2012
شبكة البصرة