المجهولون من جديد
هاني الفردان
شهدت الليالي الماضية بالقرب من دوار 21 بمدينة حمد، ومدخل قرية داركليب تجمعات لأعداد من «المجموعات المجهولة» التي تحمل الأسلحة البيضاء، والعصي والأسياخ، وتتعرض للمواطنين بالضرب وتكسير السيارات وغيرها من المشاهد التي ضجّت بصورها مواقع التواصل الاجتماعي.
هذه المشاهد ظهرت في مطلع مارس/ آذار 2011، واستمرت لفترة وجيزة، وأحدثت إصاباتٍ وخرّبت ممتلكات كثيرة، ومن ثم تعهدت وزارة الداخلية بعدم السماح لتكرار تلك المشاهد من جديد، وعدم السماح لأي طرف بتشكيل لجان ونقاط تفتيش، وأن حفظ الأمن سيكون مسئوليتها ولن يسمح لأي طرف بأخذ هذا الدور منها.
تكرّر المشهد من قبل في المحرق وتم معالجته سريعاً، ولكن المشهد الذي رأيناه قبل أيام، لا يبشر بخير أبداً، إذ لم تتخذ إجراءات بشأنه الأمر الذي يمنع مثل هذه الظواهر من التكرار، والحد من تعرضهم للمواطنين ومستخدمي الطريق.
ما بُثّ من مقاطع، أمر غريب وعجيب، كيف يُسمح لهذه الفئة بأن تلعب في البلد، وأن تهدد سلامة الآخرين؟ كيف يمكن لهذه الفئة أن تحمل الأسلحة البيضاء والعصي في مجموعات؟
صحيح نحن نعيش في أزمة سياسية، وهناك مطالب سياسية، وهناك من يرفضها، ولكن لا يعني ذلك فتح الباب لأن يكون هناك احتراب مدني، ولا يمكن أو يقبل أبداً أن يسمح لفئة بتهديد مواطنين ولا يمكن أبداً أن يترك الوضع بهذه الطريقة، لأنه قد يدفع أطرافاً أخرى للجوء للأسلوب ذاته في حال بقي الأمن متفرجاً.
الغريب في مجمل القضية أن وزارة الداخلية لم تتحدث أبداً عما حدث خلال الليالي الماضية، وهي التي عودتنا عبر صفحتها بـ «تويتر» أن تذكر كل الأحداث حتى وإن كان حادثَ مرورٍ عادياً وبسيطاً، فما بالكم باضطراب أمني في منطقة.
وجود «مجهولين مسلحين بالسلاح الأبيض» ولا يعرف انتماؤهم، وهم في أكثر الأحيان يراد منهم التأزيم، والبحث عن خلق حالة من الاحتراب المدني بين فئات المجتمع لتحقيق رؤاها وأهدافها في وأد مطالب فئة شعبية سياسية، أمر لا يجدي أبداً، وجُرّب في دول أخرى عاشت الربيع العربي، وهو أمرٌ يكشف عن افتقار هذه الفئات والجهات للحلول السياسية، ولجوئها دائماً للعنف والتخويف والترهيب.
من الواضح جداً وجود فئة تريد جر البلاد إلى الفتنة، وبدا ذلك واضحاً في جملة تحركات وتصريحات، وذلك في أعقاب عدم رضاها ممّا احتواه تقرير لجنة تقصي الحقائق، وكذلك تصريحات المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وهو الأمر الذي يعتقدون بأنه أخرجهم من الوضع السياسي بل همّشهم