مصاب بالشوزن يقبع في السجن منذ مارس الماضي
سترة – حسين الوسطي
طالبت عائلة المعتقل جعفر سلمان مكي (31 عاماً) بالإفراج الفوري عنه للسماح له بالعلاج، وخصوصاً أنه يعاني من وجود عدد كبير من شظايا سلاح الشوزن (سلاح يستخدم لصيد الطيور) في الوجه والعينين والصدر ما أدى إلى فقدان البصر تماماً. وقالت زوجته لـ «الوسط»:»إن جعفر أصيب في 15 مارس / آذار 2011 في منطقة سترة على بُعد 30 متراً من منزله، برصاص الشوزن مباشرة في الوجه والصدر، وبعدها نقل إلى مجمع السلمانية بواسطة سيارة الإسعاف، وعندها أدخل الى غرفة العمليات على الفور حيث مكث فيها ما يقارب أربع ساعات لاستخراج شظايا الشوزن من عينيه ووجهه بالكامل ومنطقة الصدر، وبعد ذلك نقل الى الطابق السادس جناح 63 في المستشفى نفسه في غرفة خاصة وكان تحت العناية الى مدة أربعة أيام لإجراء عملية، وكنت برفقته مع شقيقته وكنا شهدنا على ما كان يجري في المستشفى، ولكن من بعدها تم طردنا من المستشفى في ساعة متأخرة من الليل على رغم فرض قانون حالة السلامة الوطنية الذي نص على حظر التجوال في هذه المنطقة والوقت ذاته، وقد تمت سرقة الملف الطبي وتغيير واقع اصابته ووقت دخوله المستشفى لتغيير مجرى اصابته الذي تزامن مع ورود أنباء عن إقبال الوفد الطبي من الكويت».
وأضافت «تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح على رغم إصابته البليغة وألمه الشديد الذي لا يفتر، والتحقيق معه ما يقارب ما بين 3 الى 4 ساعات وهو على سرير المرض لا يستطيع حتى النظر الى ما حوله لأنه فقَدَ البصر تماماً في هذه الأثناء، حيث انه لا يستطيع الذهاب الى دورة المياه بمفرده أو حتى القيام من على السرير، ثم تم اعتقاله بتاريخ 20 مارس/ آذار من مستشفى السلمانية بواسطة الإسعاف حيث مورس بحقه أبشع أنواع التعذيب، وكان مكبل اليدين على رغم فقدانه بصره، واقتيد إلى جهة مجهولة لعدة أيام وهو في حالة فقدان تام للبصر وعلمنا من (المفرج عنهم حاليّاً) بأن المصاب كان يمكث في المستشفى العسكري».
وواصلت زوجته رواية تفاصيل القضية، إذ ذكرت «بعد ذلك تم إرجاعه إلى مستشفى السلمانية لاجراء عملية لعينيه بعدها علم أهله (من قبل أحد موظفي الجناح) بوقت عودته إلى السلمانية فذهبوا لمعاينة حالته والاطمئنان عليه إلا ان الغرفة الذي كان يمكث بها كانت محاصرة بقوات الأمن، وفي هذه الفترة أجريت له عملية لكن لم تكلل بالنجاح ثم أعيد مرة أخرى الى الجهة المجهولة لاعتقاله وبعد انقطاع تام لأخباره كنا نمر بظروف نفسية عصيبة ولا سيما ابنتيه اللتين عاشتا اليتم في وجود أبيهما خلف القضبان حيث انعكس بُعد أبيهم عنهم سلبا على وضعهم الدراسي بعدم رغبتهم في مواصلة الدراسية ولا سيما مع تبولهم اللا إرادي وقضم أظافرهم، كذلك حالتي النفسية التي عشتها بتكفل ابنتي وعدم استطاعتي تلبية رغبتهما بلقيا أبيهما والحالة المزرية التي تعيشها والدة المصاب حيث لم تلتئم جروحها بعد بفقدها ابنتها الشابة بحادث مريع إلا أن اصابة جعفر جاءت لتنكأ الجرح وتزيد من نزيفه حيث لازمت الفراش شهرين بسبب الحالة النفسية التي وصلت إليها لعدم استطاعة ذويه تلبية رغبتها بسماع صوته ليطمئن فؤادها وبعد الحالة النفسية المتردية التي مرت بها العائلة تلقوا اتصالاً من المعتقل نفسه يخبرهم بأنه في سجن المنطقة الوسطى بعد أمد طويل من اعتقاله المجهول وإنه يريد بعض المستلزمات الضرورية وإنه لا يستطيع الاعتماد على نفسه حيث قضى22 يوماً في سجن المنطقة الوسطى، وكان يعتمد على المعتقلين لأخذه لدورة المياه حيث إنه كان فاقد البصر بشكل تام على رغم إجراء بعض العمليات له والتي باءت بالفشل».
وأشارت إلى أن «العائلة لم تتلق اي تجاوب من المركز على رغم حالته الحرجة حتى في السماح بالزيارة، وبعد فترة أخبرنا من قبل المعتقل بأنه أجريت له عملية في المستشفى العسكري واستطاع من خلالها استرجاع شيء بسيط من النظر حيث كان يرى بضبابية ما حوله ومن خلال العين اليمنى فقط وفي اليوم الذي يفترض أن ترتب له زيارة في المركز نفسه تلقينا اتصالاً هاتفيّاً منه بأنه سيتم نقله مباشرة الى سجن جو بتاريخ 29 يونيو / حزيران 2011، حيث كان في هذه الاثناء يحاكم في أكثر من جلسة وليس لذويه اي علم بها وتؤجل وقبل نقله الى سجن جو، علمنا بأنه صدر حكم من محكمة السلامة الوطنية بسجنه مدة سنتين بتهمة التجمهر، وبعد تحركات من ذويه لترتيب زيارة له سمح لنا بزيارته في 11 /يوليو/ تموز 2011».
وأوضحت زوجته أنه «بعد الزيارة الأولى استشففنا من خلالها أن المعتقل يعامل معاملة سيئة، وعلى رغم حالته الحرجة فإنه يقضي في حبس انفرادي لمدة 22 ساعة من كل يوم وهذا بكل تأكيد له تأثير سلبي على عينيه واخبرنا جعفر بأن إصدار الحكم جاء على رغم انه لم يتسن له المكوث على كرسي المحكمة لخمس ثوان على رغم محاولته البوح بإفادته وبراءته من الظلم الواقع عليه إلا انه تلقى الصد والإخراج من قاعة المحكمة وعلى إثرها تلقينا اتصالاً منه بعد الزيارة يأمرنا بعدم التقدم لطلب زيارة اخرى ولم نكن نعلم الأسباب الحقيقية فكان إصراره غريباً نوعاً ما إلا إننا أقدمنا على طلب زيارة ثانية وكانت مقررة في 26 / يوليو2011، وهنا لاحظنا أن صحته قد تراجعت وقد بدا ذلك على بدنه وخصوصاً عينيه وقد افصح لنا بأن نظره قد تحسن بعض الشيء في العين اليمنى إلا أن التعذيب الذي يتلقاه وخصوصاً قبل وبعد كل زيارة أدى إلى تراجع ملحوظ في مستوى النظر بالنسبة إلى العين اليمنى، لذلك وتفادياً لأي اضرار محتملة اكثر طلب منا أن لا نعاود الزيارة مرة أخرى، اما العين اليسرى فهي أسوأ بكثير من العين اليمنى والأسوأ من ذلك انها لا تتلقى العلاج بتاتاً».
من جهته، قال المحامي الشيخ عبدالهادي خمدن إن المعتقل جعفر وآخر متهمون في قضية تتعلق بالتجمهر والشغب، مشيراً إلى أنه تقدم بطلب إخلاء سبيله والاكتفاء بالمدة التي قضاها مراعاة لحالته الصحية.
وأضاف أنه خلال جلسة محكمة الاستئناف تم استدعاء شهود النفي الذين نفوا صلة جعفر بالمظاهرات، فضلاً عن أنه طلب الاستماع إلى شهود النفي من أقربائه وعددهم 13 شخصاً غير أن القاضي رفض هذا الطلب، كما رفض طلب ضم تقرير الطبيب التابع إلى وزارة الداخلية بخصوص حالته الصحية وملف التحقيق الذي فتحته وزارة الداخلية لمحاسبة المتسببين في إطلاق الشوزن عليه.
وذكر أنه رفع إلى القائد العام واللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق والمحاكم العادية خطاباً بضرورة الإفراج الصحي بحق جعفر الذي يتطلب خروجه فوراً من المعتقل لتلقي العلاج، وخصوصاً أنه لا يتلقى العلاج داخل المعتقل، إلا أنهم رفضوا جميعهم هذا الطلب.
وتقدم خمدن إلى محكمة التمييز بطلب الطعن في الحكم الصادر بحق جعفر، ولم تحدد جلسة له حتى الآن، كما تضمن الطلب القصور في التسبيب والإخلال بدفاع المحامي
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3382 – الأحد 11 ديسمبر 2011م الموافق 16 محرم 1433هـ